«لا تخسر المال أبدًا».. بهذه القاعدة الذهبية التي آمن بها الملياردير وارن بافيت، رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، نجح في أن يحقق ثروة طائلة تصل لـ123 مليار دولار.
والمستثمر الشهير وران بافيت، هو في المرتبة العاشرة لأغنى شخص في العالم، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، ويبلغ من العمر 93 عامًا، وتعد شركته من أفضل 10 أسهم قيمة على مستوى العالم، ويعود كل ذلك إلى القاعدة السابقة.
يؤمن وارن بافيت بعدد من المبادئ الاستثمارية التي جعلت منه أسطورة الاستثمار في العالم، والذي ينتظر الجميع آراءه، فما هي أبرز القواعد:
القاعدة الذهبية للاستثمار: لا تخسر المال
يتبع وارن بافيت قاعدة بسيطة ولكنها قوية للاستثمار: «لا تخسر المال أبدًا». وهذا يعني أنه يحاول تجنب الخسائر الكبيرة التي قد تحطم رأس ماله وتقلل من فرصه في الاستفادة من الفرص الاستثمارية، وهو ما يتطلب منه أن يكون حذراً وحكيماً في اختيار الأسهم التي يستثمر فيها، وأن يتجنب القرارات العاطفية أو المتسرعة، لأنه إذا خسرنا نصف قيمة استثمارنا، فعلينا أن نضاعف قيمته لنستعيد ما خسرناه.
وعندما طلب من وران بافيت النصيحة لكل مستثمر ناجح يطمح إلى النجاح والثراء في مجال الاستثمار، أشار إلى قاعدتين بسيطتين: «القاعدة رقم 1: لا تخسر المال أبدًا»، «القاعدة رقم 2: لا تنس أبدًا القاعدة رقم 1».
اقرأ أيضًا: كيف تصبح مليونيرًا في الثلاثينات؟
يشير وران، بكلماته المختصرة، إلى أنه كان دائمًا حريصًا على المحافظة على رأس المال وتفادي الخسائر الكبيرة في الاستثمار، لأنه يرى أن هذا هو السبب الرئيسي لفشل الكثير من المستثمرين الجدد، الذين يتخذون قرارات استثمارية غير مدروسة أو متأثرة بالمشاعر، مما ينتج عنه خسارة المال.
ويقول وران، في تصريحات نشرها موقع «The Motley Fool»: «عليك أن تعلم دائمًا أنه إذا خسرت 50% من استثمار ما، فعليك أن تعمل بجهد مضاعف بنسبة 100% لتعويض ما خسرته».
وران بافيت، الذي اشتهر بالاستثمار في الأسهم التي يراها محفوفة بالمخاطر وربما مقيمة دون قيمتها الحقيقية – السعر هو ما تدفعه… القيمة هي ما تحصل عليه–، لم ينحرف عن قاعدته الذهبية أبدًا
وكان يطبق هذه القاعدة، ويحافظ على عدم خسارة الأموال، بإجراء البحوث اللازمة وتقدير القيمة العادلة للسهم، وإذا كان سعر السهم الحالي أقل من ذلك، كان يعتبره فرصة استثمارية آمنة.
وارن بافيت يطبق القاعدة على حياته الشخصية
ويتبع وارن بافيت قاعدته الذهبية «لا تخسر المال أبدًا»، في حياته المهنية والشخصية، وينصح بها كل من يرغب في بناء ثروة من خلال الاستثمار.
وفي تصريحات نقلها موقع «entrepreneur»، قال وران بافيت، إن أول خطوة لتحقيق الثراء هي الحفاظ على الأموال وعدم الإسراف في شراء الأشياء التي لا تضيف قيمة، مثل العلامات التجارية الباهظة الثمن أو المنازل الفخمة، وأن يكون الشخص حكيمًا في اختيار مكان سكنه، بحيث يمكنه استغلاله كمصدر للدخل أو كمنفعة ضريبية، أو أن يعيش في منزل متواضع ويستأجر منزلًا راقيًا عند الحاجة للترفيه عن نفسه أو عن عائلته أو أصدقائه.
اقرأ أيضًا: لماذا لم تصبح مليونيرًا؟.. 14 سببًا وراء ذلك
وأوضح الملياردير وارن، أنه يتبع نصيحة أحد المستشارين الذين يثق بهم، وهي أن ينفق 20% فقط من دخله أو إيراداته الاستثمارية على الأمور الثلاثة: «الطعام، والموضة، والمرح».
ويعتقد المستثمر الشهير، أن قاعدة «لا تخسر المال أبدًا»، التي يلتزم بها في حياته الشخصية، لا تعني أنه يعيش بشكل بائس أو سيئ؛ بل أنه يهتم بمظهره وأناقته كجزء من استراتيجيته لجني الأموال، ولكنه يتصرف بعقلانية ولا يضيع الأموال على الأشياء التي تثير مشاعره ولا تمنحه قيمة حقيقية، فهو يستطيع أن يرتدي ملابس عادية ويبدو بها جذابًا، ولكنه يحرص على أن يظهر بشكل جيد لأنه لا يمكنه أن يطلب المال من الآخرين إذا بدا وكأنه لا يملك أي أموال.
الادخار المنتظم
لا يؤمن وارن بافيت بالادخار بالمعنى التقليدي للكلمة، بل يؤمن بالاستثمار بشكل منضبط وطويل الأجل. وهو يعتمد على قوة المضاعفة، وهي الفكرة التي تقول إن الأموال التي تستثمرها تنمو بمعدل مركب مع مرور الوقت. لذلك، إذا كنت ترغب في البدء في الاستثمار، فعليك أولاً أن تضع جانباً جزءاً من دخلك بانتظام، كما يجب عليك زيادة مساهماتك مع التضخم أو زيادة دخلك.
اقرأ أيضًا: كيف يدير أثرياء جيل الألفية ثرواتهم؟
وإذا كنت ترغب في البدء بالاستثمار في عام 2024، فإن القاعدة الذهبية التي يتبعها المستثمر وارن بافيت، ربما تساعدك في بناء ثروتك، ليس من خلال ادخار جزء من راتبك جانبًا بشكل دوري فقط؛ بل عليك اتباعها في حياتك وإدراك أن المساهمات الصغيرة يمكن أن تتراكم بمرور الوقت وتصبح ثروة كبيرة.
كيفية اختيار الأسهم الجيدة
يشتهر وارن بافيت بأنه مستثمر قيمة، وهو يعني أنه يبحث عن الأسهم التي يعتقد أنها تباع بأقل من قيمتها الحقيقية. وهو يفعل ذلك من خلال إجراء البحوث وتحليل الشركات وتقييمها بشكل عادل. إذا كان سعر السهم أقل من قيمته العادلة، فهذا يعني أن لديه هامش أمان، أو فرق بين السعر والقيمة. وهذا يحميه من التقلبات السوقية ويمنحه فرصة للحصول على عائد أعلى.
بافيت يستخدم العديد من المقاييس لتقييم الأسهم، ولكن واحدة من أبسطها هي نسبة السعر إلى الأرباح إلى النمو (PEG)، وهي تقسم نسبة السعر إلى الأرباح بمعدل نمو الأرباح. وهذه النسبة تعكس مدى تقييم السهم مقارنة بنموه المتوقع. وعادة ما يكون سهم جيد إذا كانت نسبة PEG أقل من واحد. وبالتالي، يمكننا أن نبحث عن الشركات التي لديها نسب PEG منخفضة كمؤشر على أنها مقومة بأقل من قيمتها.
الاستثمار للمدى الطويل
لا ينتمي وارن بافيت إلى فئة المضاربين أو المتداولين، بل هو مستثمر طويل الأجل. وهو يعتبر نفسه شريكاً في الشركات التي يستثمر فيها، ويتابع أدائها واستراتيجياتها على مدى السنوات والعقود. وهو يدرك أن الشركات الجيدة لا تصبح رائعة في يوم واحد، وأنه قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تنعكس قيمتها في السوق. لذلك، يمتلك بافيت الصبر والثبات، ويتجنب الانجراف وراء التقلبات القصيرة الأجل أو الاتجاهات العابرة.