لقد أطاحت هذه النسخة من المونديال بالعديد من توقعات كأس العالم 2022 التي وضعها المحللون المختصون بتحليل مباريات كرة القدم، فمن كان يتوقع أن تتسبب السعودية في هزيمة الأرجنتين، أو أن تخرج البرازيل من الدور ربع النهائي على يد كرواتيا، بل إن وصول منتخب المغرب إلى الدور نصف النهائي، بعد أن أطاح بمنتخب إسبانيا، والبرتغال، يعد أحد أكثر المفاجآت في هذه النسخة من المونديال، ولكن بالاعتماد على العلم وتحليل البيانات، ما هي التوقعات بشأن المنتخبين اللذين سيصلان إلى نهائي كأس العالم 2022؟
قدمت مؤسسة أويدنسا Audencia، المتخصصة في تحليل البيانات، بالتعاون مع شركة التحليلات ألتيروس Alteryx، و جامعة ستريلنج Stirling University، نموذجًا متطورًا للتنبؤ بكأس العالم، يعتمد على 150 عامًا من تحليل نتائج مباريات كرة القدم الدولية، وتحليل جميع البيانات في البطولات والمباريات الودية.
كيف تُصنع توقعات كأس العالم 2022؟
«أثناء تطوير نموذجنا الرياضي الأولي، أخذنا في الاعتبار عوامل مثل نسبة الفوز والأهداف المسجلة ونتائج المباراة الإجمالية، لزيادة تحسين دقة تنبؤاتنا، وأخذنا في الاعتبار تصنيف الفيفا الحالي للفرق الفردية والتصنيف العام».. بهذه الكلمات كشف فريق مؤسسة أويدنسا لموقع ذا كونفيرس ستيشن The Conversation الإخباري، عن تفاصيل صناعة توقعات كأس العالم 2022 وكيفية التنبؤ بها.
اقرأ أيضًا: من سيفوز بمونديال قطر؟.. القيمة السوقية لمنتخبات ربع النهائي
وأضاف الفريق، في تصريحاته لموقع ذا كونفيرس ستيشن، أن صناعة توقعات كأس العالم 2022 تعتمد على العلم وتحليل البيانات، وتعتمد أيضًا على تقييمات الفيفا للاعبين، والمهارات الفردية لدى بعض اللاعبين، مثل: الهجوم، والحركة، والقوة، والدفاع، ما يسمح بالتحديد الدقيق لنموذج كل لاعب وتوقع أسلوب لعبه وأدائه في المراحل اللاحقة.
وتابع الفريق: «باستخدام البيانات الحالية كآلية تدريب على التعلم الآلي، استخدمنا خوارزمية راندوم فورست Random Forest للتنبؤ بالنتائج لكل مباراة في كأس العالم، وذلك باستخدام منصة تحليل البيانات ألتيروس Alteryx، ثم قمنا بحساب النتيجة الإجمالية للألعاب الفردية مع الأهداف المتوقعة لكل فريق في كل مباراة، حتى أظهر النموذج الخاص بـ توقعات كأس العالم 2022 معدل دقة يتراوح بين 60% و 70% أثناء مرحلة التدريب والاختبار، وفي لغة علم البيانات، يعتبر هذا النطاق مقبولًا».
المغرب كسرت توقعات كأس العالم 2022
نموذج توقعات كأس العالم 2022 أدى إلى نتائج مثيرة وغير متوقعة، ففي مرحلة المجموعات توقع النموذج أن يصل 11 فريقَا من 16 فريقًا وصلوا إلى هذه المرحلة، بما فيهم السنغال والمغرب، بنسبة دقة 68.7%، وفقًا لما قاله فريق تحليل البيانات لموقع ذا كونفيرس ستيشن.
اقرأ أيضًا: لعيب قطر.. ما هي أرباح أول تعويذة رقمية بكأس العالم؟
أما في مرحلة المغلوب وبعد إعادة ضبط النتائج وتشغيل المحاكاة لتركيبات خروج المغلوب، توقعت الخوارزميات في نموذج توقعات كأس العالم 2022، النتائج الصحيحة بنسبة دقة 87.5%، بينما كانت النتيجة المفاجئة الوحيدة هي فوز المغرب على إسبانيا.
وفي الدور ربع النهائي، عمل نموذج توقعات كأس العالم 2022 على تحليل أداء كل لاعب خلال مونديال قطر، لكن هذه المرة خرجت الخوارزميات بنسبة دقة 50% فقط، حيث فشلت في التنبؤ بخروج البرازيل وانتصار المغرب على البرتغال!
توقعات كأس العالم 2022.. من يفوز بمونديال قطر؟
استنادًا إلى السجلات الحالية، وتحليل البيانات في البطولة، فقد كشف نموذج توقعات كأس العالم 2022، أن يكون طرفي النهائي، الأول فرنسا وخصمها الأرجنتين، في 18 ديسمبر في استاد لوسيل بقطر. بينما توقع أن تفوز فرنسا بالكأس للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018، ما يجلب الفرح لسكان البلاد البالغ عددهم 67 مليون نسمة.
وكشف تحليل البيانات عن أن فرنسا الأوفر حظًا بالفوز بالمباراة النهائية؛ نظرًا لتركيب فريقها وتاريخها الدفاعي الأفضل خلال مراحل خروج المغلوب، أما إذا انتقلت المباراة النهائية إلى ركلات الترجيح، فإن الأرجنتين ستحظى بميزة على فرنسا نظرًا لسجلاتها الأخيرة مع حارسها الذي نجح في التصدي لركلات الجزاء، بالإضافة إلى أن كيليان مبابي نجم فرنسا، لم يحقق سوى 75٪ من معدل نجاح تحويل ركلات الترجيح إلى أهداف.
اقرأ أيضًا: رمز لعيب الرقمي.. تعويذة مونديال قطر 2022
وأكد نموذج المحاكاة الخاص بــ توقعات كأس العالم 2022، أن تحتل كرواتيا المركز الثالث في المنافسة، بينما يأتي منتخب المغرب في المركز الرابع، بينما قال فريق التحليل إنه من المستحيل تحقيق دقة 100٪ في التنبؤ بنتائج المباريات، خاصة في البطولة التي تُلعب على أعلى مستوى؛ نظرًا لوجود عوامل إضافية، مثل: المكان، والطقس في البلد المضيف، وتوقيت البطولة، وحكم الحكم، وتدخلات حكم الفيديو المساعد (VAR) ، وتشكيل الفريق، والتبديلات التكتيكية داخل اللعبة، وتركيز اللاعب وقدرته على التحمل، وبالتالي فإن النتيجة ربما تكون مختلفة في النهاية.