الميتافيرس هو المستقبل، أو هكذا يدعي البعض مثل مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة ميتا. وهذا ما يؤكده الإقبال الواسع على الويب 3 وعالم الميتافيرس، حيث تحولت الصورة النمطية للميتافيرس من لعبة الفيديو الشهيرة سيمز Sims، إلى عالم افتراضي تديره الحكومات لإنشاء مكاتب تواصل مع الأجيال القادمة من العملاء، أو البلدان التي تواجه بدورها خطر التغير المناخي، وذلك عبر خلق نسخ رقمية لأنفسهم.
تعمد بعض العلامات التجارية الكبيرة والمنظمات الضخمة إلى استخدام الميتافيرس لتنظيم أحداث اجتماعية افتراضية في المساحات الرقمية، وهي أحداث شبيهة تمامًا بتلك في العالم الحقيقي. فمن حفلات موسيقية، إلى عروضا أزياء، إلى المناسبات الفنية والاجتماعية، اتجهت جميع المجالات باختلافها وتنوعها إلى الرقمنة والولوج إلى عالم الميتافيرس، مع توفير تجربة استخدام فريدة من نوعها.
وانطلاقًا من فكرة أن الميتافيرس لا يزال وليدة الحاضر، وبل نشاطًا جديدًا نسبيًا في المجال التكنولوجي لكل من المطورين كما المستخدمين، فإن المساحة التعلمية لا تزال طور الاكتساب. فهناك العديد من الأوجه المختلفة التي تنتظر الدراسة والاكتشاف من قبل كل المعنيين في هذا المجال الجديد. فبالفعل، تنظيم المناسبات والحفلات الافتراضية ليس بالعمل السهل. إذ يحتاج إلى استراتيجيات مختلفة لرسم الخدمات اللوجستية والتخطيطية. هذا وقد يستغرق بناء التجارب الافتراضية من الصفر أيامًا وبل شهورًا، مع الأخذ بعين الاعتبار وقت اختبار الأخطاء التي قد تنجم أثناء عملية التطوير والتي بالتالي قد تطيل مرحلة البناء بحد ذاتها.
أهمية الميتافيرس
يوفر الميتافيرس تجربة فريدة من نوعها للمستخدمين، كما يعزز مبدأ الحرية لدى المطورين المعنيين. فبغياب قوانين الفيزياء والقيود المكانية، يحق للمصمم استخدام المساحات الافتراضية كما يحلو له لتقديم أفضل مغامرة ميتافيرسية للمستخدم. هذا وتختفي القيود والحدود الواقعية، إذ يستطيع المستخدم حضور الحفلات والمناسبات بكل سهولة من دون تكبد عناء السفر وتحمل التكاليف الضخمة.
الميتافيرس يرسم مهرجانات المستقبل
إلى جانب أرقام الحضور التي يتطلع إليها منظمو المهرجانات، يهتم المخططون بالجانب المجتمعي على حد سواء. فقد أكدت جيوفانا جرازيوسي كاسيميرو، وهي كبيرة منتجي الواقع والأحداث الموسعة في كوين تيليغراف-Cointelegraph، أن الهدف من أي مهرجان افتراضي يكمن في تزويد الحضور بإحساس لا مثيل له بالانتماء. وبرأيها، لا يجب النظر إلى الأحداث الافتراضية على أنها بديلة للأحداث والمهرجانات الواقعية، بل مكملة لها.
اقرأ أيضًا: جون في: مستقبل الميتافيرس في الإمارات سيكون لامعًا
وبهذه الطريقة، يحصل المستخدم على تجربة متكاملة ومتماسكة وأكثر شمولية. وإن منح الاهتمام المتوازن لكل من الأحداث الرقمية كما الواقعية من شأنه أن يستقطب مستخدمي الويب 2 لخوض هذه التجارب الجديدة بالإضافة إلى تعزيز ارتباط مستخدمي الويب 3 بهذا العالم المثير للاهتمام. ولتحقيق ذلك، لا بد من حسن اختيار الفنانين والمشاركين في هذه الأحداث الافتراضية، والذين يتمتعون بروابط قوية مع جمهورهم من مختلف أنحاء العالم.
إن إرضاء الجمهور والمستخدمين يندرج في قائمة المهام الأساسية عند تنظيم أي حدث فني رقمي. ومع ذلك، هناك معايير إضافية لا بد من مراعاتها عند إنشاء مهرجان رقمي. ويتجلى التحدي الأكبر في توفير قنوات تواصل منظمة ومفتوحة، وإيجاد توازن بين حث الفنانين على مشاركة إبداعاتهم وتوفير منصات أو مساحات لتحقيق أحلامهم. هذا ويرى الخبراء ضرورة في زيادة الوعي بشأن هذه التقنيات الجديدة وتثقيف العملاء الحاليين كما المحتملين. ولا يكون ذلك إلا من خلال تسهيل عملية ولوج المستخدم إلى هذه المساحات الافتراضية. وبفضل هذه المهرجانات المنظمة والأحداث الفنية الحاضنة لقضايا اجتماعية مهمة، سيتم توصيل المعلومات الأولية للجمهور بأسلوب سلس وممتع، وبالتالي جلب وعي المستهلك الجماهيري لهذه التكنولوجيا الثورية.
يبدو أن ظاهرة الميتافيرس صامدة، وبل مستمرة في المستقبل البعيد بالرغم من الإنتكاسة الأخيرة التي تعرضت لها شركت ميتا والتي أدت إلى تسريح آلاف الموظفين وفقًالموقع . هذا ويشكل هذا العالم الافتراضي عاملًا أساسيًا في نجاح أدوات الويب 3 الأخرى كالرموز غير القابلة للاستبدال NFT وغيرها المزيد.