صارت التكنولوجيا المالية، من أبرز مجالات ريادة الأعمال في الفترة الراهنة، نظرًا لمساهمتها الهائلة في تحسين الحصول على الخدمات المالية عن بعد، وتيسير ممارسة أنشطة التمويل عبر الهواتف الذكية، وأجهزة اللاب توب.
في الفترة الأخيرة؛ برز محمد التمامي بقوة في مجال ريادة الأعمال في سلطنة عمان، كواحدٍ من المتخصصين في استخدام التكنولوجيا المالية في المبيعات، والتسويق، وتطوير الأعمال، ويشغل حاليًا منصب المؤسس المشارك، والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة مأمون للخدمات المالية.
في السطور التالية تلتقي فاينانشيال فريدوم توداي، مع محمد التمامي، في مقابلة حول أهمية الخدمات المالية الرقمية في مجال ريادة الأعمال، وكيف ساهمت التكنولوجيا المالية في تطوير أداء الشركات الناشئة.
كيف بدأت «مأمون» كإحدى شركات ريادة الأعمال في سلطنة عمان؟
بصفتي رائد أعمال؛ لاحظت من خلال عملي في صناعة التعدين، وسلسلة لغسل السيارات، أن التكنولوجيا المستخدمة في البنوك معقّدة، ولذلك فكرت مع أخي أن نؤسس مشروعًا يتعلق بالتكنولوجيا المالية، واتجهنا إلى العمل كمتعاقدين في مجال التكنولوجيا منذ عام 2014م، ومن هنا ظهرت فكرة شركة مأمون، حيث رأينا أن جميع الشركات يمكنها أن تدرج التكنولوجيا المالية ضمن نطاق عملها.
إلى أي مدى يستفيد مجال ريادة الأعمال من التمويل المضمن؟
في «مأمون»؛ نؤمن أنه ليس على الشخص مغادرة المكان الذي يقوم فيه بعمله، للذهاب إلى البنك أو شركات التمويل، فالبنك يمكن أن يوجد في هاتفك بالمعنى الحرفي. ولنفترض أنني ذهبتُ للتسوق؛ واحتجت بعض المال لشراء شاشة مسطحة كبيرة، فسأضطر إلى زيارة البنك أو شركة التمويل، لكن ما يجري اليوم هو أن كل هذه العمليات تتم من خلال التطبيقات الحديثة.
اقرأ أيضًا: 6 صفات.. رائد الأعمال الناجح لا يفوتها
وهكذا يتم تعريف التمويل المضمن على أنه نوع من التكنولوجيا المالية التي تجلب لك البنك إلى المكان الذي تقوم فيه بعملك، ويمكننا القول إن التمويل المضمن يدمج بين وظائف المؤسسات المالية مثل البنوك، والمؤسسات غير المالية كالشركات، والتي أصبح بإمكانها تقديم خدمات مالية.
هل تتأثر الأنظمة المالية التقليدية في شركات ريادة الأعمال بالتمويل اللامركزي؟
أعتقد أن التمويل اللامركزي لا يزال قيد التطوير، ومن الصعب الجزم بأنه سوف يستبدل الأنظمة التقليدية بشكل كامل شركات ريادة الأعمال أو غيرها، لكنه بالتأكيد وجهة جديدة للاستفادة من النظام المالي. وعندما نفكر في التمويل اللامركزي، نرى أن التكنولوجيا المالية لها استفادة في مجالات متعددة، ولذلك أعتقد أن التمويل اللامركزي، وأنظمة التمويل التقليدية سوف يتواجدان معًا، وقد يتداخلان في بعض المجالات.
هل تعتقد أن هناك فجوة في الميتافيرس من حيث وجود نظام مالي واضح؟
الإجابة على هذا السؤال ستكون بنعم ولا معًا. يمكنني القول إن تقريبًا كل ميتافيرس لديه نظام بيئي خاص به، وبلوكشين، ورموز مرتبطة به، هذا وحده يوفّر قابلية لتقديم تجارب مميزة من حيث المدفوعات، ما يعني أنها خاصية موجودة بالفعل في الميتافيرس، ويمكنني القول إنها خاصية ضمن نظام بيئي كبير.
ما هي الفرص التي يقدمها (Web 3) لشركات ريادة الأعمال؟
أعتقد أن المسوّقين هم أوائل المستفيدين من تقنية (Web 3)، وأنا حقًا مندهش من إمكانات (Web 3) التي يوفرها لصناع المحتوى، والشركات والعلامات التجارية. وإذا نظرنا إلى النهضة السابقة للأنترنت، سنجد أن هناك فرصة كبيرة أن نرى تحوّلًا مع تقنية (Web 3)، فنحن مازلنا فقط في بداية الأمر.
هل تحل العملات المشفرة محل العملات النقدية؟
أعتقد أن العملات النقدية ستتحول إلى شيء متطور، وإذا نظرنا إلى تاريخ العملة، سنجد كيف طور الإنسان مفهوم المقايضة، عندما عثر على الذهب؛ المعدن اللامع الجميل الذي يصعب العثور عليه؛ فجعله وسيلة للشراء والبيع. وهكذا كان الإنسان دائمًا يبحث عن مفاهيم مالية جديدة، ليستطيع الاستمرار في الحياة. ولقد صرنا نسمع يوميًا عن حكومات تتبنى العملات المشفرة، أو تشرّع استخدامها، فنحن الآن نمرّ بثورة هائلة فيما يخص الوسائل المالية الجديدة مثل العملات المشفّرة.