مرت شبكت الإنترنت بعدة أطوار، بداية من الويب 1، ثم الويب 2، وصولًا إلى تكنولوجيا الويب 3 اليوم. ويرى المتخصصون في أن هذه التكنولوجيا تبشّر بمستقبل واعد وقدرات غير محدودة، ما دفع الكثيرين إلى الاستثمار فيها بغرض تطويرها وتحسينها.
وتساهم تكنولوجيا الويب 3 في نقل الملكية إلى الأفراد، ويعمل المطورون حاليًا على إعادة المساحة المتوفرة على الإنترنت لتكون ملكية جماعية، حيث انحصرت الملكية في الويب سابقًا على الشركات الكبيرة وأصحاب المشاريع الضخمة.
وقد تحققت هذه الرؤية بحيث عمد أكثر من 18 ألف مطور إلى بدء مشاريع ضخمة مثل البلوكشين والتمويل اللامركزي. ووفقًا لموقع سي أي أو ورلد (ceoworld) توجه أكثر من 106 مليون شخص إلى استخدام منصات تداول العملات المشفرة والانخراط في هذا العالم الجديد.
اقرأ أيضًا: بول لالوفيتش: الويب 3 فرصة العرب لتوديع الحياة الاستهلاكية
وانطلاقًا من هذه الاتجاهات الشائعة، تتأكد نظرية انتقال الملكية من أيادي السلطات وأصحاب النفوذ إلى الذات الفردية مثله كمثل اعتماد العملات المشفرة وتبنيها في المجتمعات القائمة، لكونها غير خاضعة لسيطرة المصارف وبالتالي لقواعد الحكومة.
تكنولوجيا الويب 3 يعزز الحرية المالية
استطاعت تكنولوجيا الويب 3 أن يلعب دورًا جذريًا في تعزيز الروح التحررية لدى أي فرد، لتشمل التحرر من القيود المفروضة من جهات أعلى أو ذات نفوذ أقوى، أو حتى من تلك الحدود التي يفرضها مكان العمل.
اقرأ أيضًا: الويب 3.0 .. إغراءات وتحديات لا تنتهي
ومع تبني تقنية الويب 3، تتغير وجهة نظر الفرد تجاه عمله، وتتبدل عقليته، لتبدو أكثر نضجًا وأكثر استقلالية. وسرعان ما ارتفع عدد الأشخاص المهتمين باتباع مسار مهني جديد مختلف عن الوظيفة التقليدية. وسيشهد هذا العدد ارتفاعًا واضحًا مع مرور الأيام بسبب توفر فرص أكبر في الميدان.
وداعا للدوام الوظيفي
مع تكنولوجيا الويب 3 ينتقل الفرد إلى بيئة عمل تتميز بالمرونة والتوازن بين الحياة العملية والشخصية والاجتماعية. وسوف يشعر عدد كبير من الموظفين، أكثر من أي وقت مضى، بالقدرة على ترك وظائفهم التقليدية والتحرر من دوام العمل الممتد من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً والعمل لحسابهم الخاص.
هذا ويتمتع العمل الحر بفوائد عديدة من حيث العائدات المالية، إذ يتقاسم الأفراد الذين يعملون بشكل مستقل أرباحهم وعائداتهم مع عدد أقل من الوسطاء ما يتيح لهم بالتالي جني مبالغ أكبر من الموظفين التقليديين. وتشير بعض التحاليل إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص العاملين لحسابهم الخاص إلى 90 مليون شخص بحلول عام 2028.
مصدر إلهام الويب 3 والعقلية التحررية
قد يتسائل البعض: من أين ولدت هذه العقلية التحررية الجديدة؟ يكمن الجواب الأساسي في التغيرات التي طرأت على حياة الإنسان مؤخرًا وعلى نمط عمله خاصةً بعيد جائحة كورونا. فبسبب حظر التجول الذي فرض على الأفراد والمجتمعات، تعززت فكرة العمل عن بعد. وبالتالي، تشجع العديد من الموظفين إلى المطالبة باختيار مكان عملهم والتعديل في الجداول الزمنية وفقًا لتفضيلاتهم. ففي عام 2021، بلغ عدد الموظفين عن بعد 15,5 مليون شخص وفقًا لموقع سي أي أو ورلد (Ceoworld).
وكثيرًا ما يرى الأشخاص صعوبة هائلة في تبني عقلية جديدة ومختلفة عن تلك السائدة في المجتمعات. وينبع هذا الخوف من الحقيقة المرتبطة بالضمان المتوفر لهم. ففي حال قرر الموظف الانتقال إلى مسار عمل جديد خاص به، سيخسر ضمانه وتأمينه الوظيفي فضلًا عن خدمة راتب التقاعد.
ولكن مع وجود تقنية الويب 3 سيحصل هذا الانتقال والتبني بسهولة أكبر لتأمين سعادة الموظفين ورفاهيتهم. إذ ينبغي على صاحب العمل الذاتي أن يبحث عن خدمات تجارية مشتركة من شأنها أن توفر له مزايا مستقلة كالتأمين الصحي على سبيل المثل لا الحصر.
شهدت الأجيال الماضية كما الحاضرة تطورات عدة في المجال التكنولوجي وخاصة شبكة الإنترنت التي تشكل عاملًا مميزًا في حياة كل فرد منا. فلا مهرب ولا خوف من تقدم وتحسين يجلب الخير والرضى لأصحابه ما دام يتم استثماره في مكانه الصحيح ووفق تعليماته الخاصة.