ربما نختزن في اللاوعي معتقدات مالية خاطئة تمنعنا من تحقيق حلم الثراء لا سيما إذا كانت هذه المعتقدات تحكم بشكل كبير ممارساتنا ونظرتنا إلى المال. فإذا كنت تؤمن في أعماقك أن المال شر، أو يصعب الحصول عليه، أو أنه ليس مقدرًا لك، أو أنك لا تستحقه، فلن تتاح لك فرص الوصول إليه. وهذا شيء لا يستطيع المستشار المالي المساعدة فيه، والخيار الوحيد هو التخلص من هذه المعتقدات المقيدة والتغلب عليها.
تقول شينوبو هيندرت، وهي مؤسس منصة «إمباورد بلانينغ أكاديمي» (Empowered Planning Academy) التي تستهدف محو الأمية المالية، إن تكوين الثروة والحفاظ عليها أمر مستحيل إذا كنت تفكر في الأمور المالية وتتعامل معها بطريقة دون المستوى الأمثل، بدافع من معتقدات مالية خاطئة نعتنقها.
بدأت هيندرت مسيرتها المهنية في شركة «فيداليتي إنفستمنت» (Fidelity Investments) وميرسير آدفايسور (Mercer Advisors)، حيث أشرفت على أصول تزيد قيمتها عن 350 مليون دولار، ومنذ ذلك الحين ساعدت هيندرت المئات من أصحاب الأعمال على التحول من مجرد إدارة أعمالهم إلى بناء ثروة تغير حياتهم.
معتقدات مالية خاطئة: المشاعر السلبية
اقرأ أيضًا.. 8 رواد أعمال بدأوا من الصفر.. انظر ماذا صاروا؟
نقل موقع «ستارت أبس – Startups» عن هيندرت 5 معتقدات مالية خاطئة، وطريقة تغلب رواد الأعمال عليها، والاتجاه نحو صنع الأموال، وادخارها، وإنفاقها، واستثمارها.
1. التجارب الماضية
تقول هيندرت، ربما تكون قد تعلمت في طفولتك أن «الأشجار لا تسقط أوراق البنكنوت»، وهو اعتقاد صحيح، ولكن يمكننا التغلب على هذا الاعتقاد بآخر مفيد في صناعة المال يقول إن «ما نزرعه اليوم سنحصده غدًا» مشددة على ضرورة إعادة تقييم علاقتنا بالمال التي اعتمدت على معتقدات ترّسخت بداخلنا منذ فترة الطفولة. من خلال المراقبة بموضوعية للأنماط والسلوكيات التي شكلت هذه العلاقة، دون محاكمة أنفسنا.
هيندرت تضيف أنه بمجرد الاعتراف بتجاربك ومعتقداتك، يمكنك المضي قدمًا في عادات ووجهات نظر صحية حول كيفية استخدام المال كمورد لبناء الثروة.
2. المشاعر السلبية
تلعب العواطف دورًا مهمًا في اتخاذ القرارات المالية، وغالبًا ما تؤثر على خياراتنا أكثر مما ندرك. تقول هيندرت، إن «الخوف والجشع والقلق يمكن أن يؤثر على أحكامنا ويقودنا إلى اتخاذ قرارات مالية متهورة أو غير عقلانية دون البحث المناسب أو العناية الواجبة»، مضيفة أنه «بالمثل، يمكن للقلق والتوتر أن يدفعا رواد الأعمال إلى الإفراط في الإنفاق أو إجراء عمليات شراء لا يحتاجون إليها حقًا».
اقرأ أيضًا.. 4 مهارات أساسية ينبغي توافرها في رواد الأعمال.. ما هي؟
معتقدات مالية خاطئة: المشاعر المتشائمة
العواطف ليست وحدها التي تلعب دورًا تجاه المال. تقول هيندرت «تلعب تجاربك المالية السابقة أيضًا دورًا في مشاعرك تجاه المال. فإذا نشأت في عائلة تقدر الممتلكات المادية كدليل على المكانة، فمن المرجح أن تنفق بشكل متهور لمواكبة أقرانك أو الحفاظ على نمط حياة معين».
ونصحت هيندرت رواد الأعمال بضرورة فصل الممتلكات عن الأنا، وفصل النجاح المالي عن التفوق، وامتلاك موقفًا جيدًا تجاه ما تعطيه وتتلقاه. قال هيندرت: «يمكن أن تكون العواطف محفزات قوية تدفع قراراتك المالية، لكنها يمكن أن تؤثر أيضًا على حكمك وتؤدي إلى خيارات سيئة».
3. الخوف من الفشل
تسلط هيندرت أيضًا الضوء على معتقدات مالية خاطئة أخرى نتيجة ما تقول إنه النقاط العمياء في الشخصية، والمقصود بها النقاط التي تعيق رؤيتنا للمال في حياتنا، موضحة أن «الخوف من الفشل هو نقطة عمياء فيما يتعلق بالمال، كما هو الحال مع انخفاض الثقة أو الشك بالنفس»، يمكن أن تؤدي هذه المشاعر إلى إعاقة وصولك إلى مكافآت مالية أكبر، لأنها تجعلك تتجنب المخاطرة.
اقرأ أيضًا.. كيف يستفيد رواد الأعمال من الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
4. شعور عدم الاستحقاق
إذا كان لديك اعتقاد محدود بأنك لا تستحق كسب الكثير من المال، فقد تمنع نفسك دون وعي من الفرص التي قد تؤدي إلى النجاح المالي، ويصبح هذا الاعتقاد نبوءة ذاتية التحقق. للتغلب على هذا الشعور يجب أن تفكر فيما هو ممكن تنفيذه، وكيف يمكن أن يساعدك ذلك على المضي قدمًا؟
5. العقلية المتشائمة
العقلية المتشائمة، التي تحكمها المعتقدات المحدودة والقصص غير ذات جدوى، هي ما يقنع رواد الأعمال بأن تحقيق الثروة أمر لا يمكنهم القيام به الآن. لكن ماذا علينا فعله الآن، تقول هيندرت: «علينا أن نعيد صياغة تفكيرنا. يجب أن نخبر أنفسنا بقصص أفضل. يمكن أن تكون قصصك الجديدة: لدي ما يكفي من المال لأخطط لمستقبلي، ولدي كل المقومات اللازمة لتحقيق نجاح مالي هائل».