عمالقة التكنولوجيا يتسابقون إليه، واستثمارات بمليارات الدولارات يتم ضخها في تقنياته، وملايين حول العالم باتوا مهددين بفقدان وظائفهم بسببه، إنه الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يحتل صدارة عناوين الصحف حول العالم، إن كان حول مخاطره من جهة، أو حول الفوائد الكبرى التي تجنيها البشرية من قدرته على تسريع أعمالها، ورفع كفاءة هذه الأعمال من جهة أخرى.
في هذه المقالة سنتعرف على ما هو الذكاء الاصطناعي، والشبكة العصبية التي تمثل جوهر أنظمة الذكاء الاصطناعي، وما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
ما الذكاء الاصطناعي؟
يعد الذكاء الاصطناعي، والمعروف أيضًا باسم «التعلم الآلي»، نظامًا من أنظمة البرمجيات القائم على الشبكات العصبية. ولا تعتبر هذه التقنية حديثة بل كانت موجودة بالفعل منذ عقود ولكنها ازدهرت مؤخرًا وتصدرت العناوين والأخبار بفضل موارد الحوسبة الجديدة والقوية.
يسمح الذكاء الاصطناعي للأنظمة الآلية بفهم الصوت والصورة والسماح بإنشاء صور وكلام بناءً على طلبات المستخدمين، كما يعمل الخبراء والباحثون بجد لتوسيع صلاحيات هذه التقنية وقدرتها لتصل إلى تصفح الويب، وحجز التذاكر على سبيل المثال.
وقد تكون تسمية هذه التقنية مضللة في بعض الأحيان. فلا يمكن تعريف مصطلح الذكاء بعبارة واحدة، أو بمعنى آخر لا يوجد تعريف واحد للذكاء، ومع ذلك، فإن أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي أقرب إلى أداء الآلات الحاسبة من العقول البشرية.
اقرأ أيضاً.. سام ألتمان أمام «الشيوخ»: الذكاء الاصطناعي التوليدي يحتاج لتدخل الحكومات
الشبكة العصبية
علميًا، يتكون الدماغ البشري من خلايا مترابطة بين بعضها البعض وتعرف بالخلايا العصبية، التي تشكل بدورها شبكات معقدة تؤدي المهام وتخزن المعلومات. ومنذ الستينيات، اتجه الخبراء والباحثون إلى نسخ هذا النظام البيولوجي البشري، ثم أعادوا إنشاؤه ودمجه في البرامج الآلية التكنولوجية، ولكن مع غياب قوة المعالجة الحوسبية، الموجودة حالياً، لم يتوصلوا في ذلك الوقت إلى النتائج التي يسعون إليها.
ومع التطور الذي شهده قطاع التكنولوجيا في الوقت الحالي، نجح المطورون اليوم في خلق برنامج يحاكي نوعًا ما الدماغ البشري ومهامه.
اقرأ أيضاً.. بسبب الذكاء الاصطناعي.. كُتَّاب أميركيون يطلبون 3 مليارات دولار تعويضًا.. ما القصة؟
ومثله مثل الدماغ البشري، يتجسد الذكاء الاصطناعي في نظام متعدد الاستخدامات يأخذ مدخلًا بسرعة ويمرره عبر الشبكة لينتج بالنهاية مخرجًا، أي أنه يأخذ مطالبات المستخدمين ويحيلها إلى إجابات، وهذا ما يسمى إذًا بنموذج الذكاء الاصطناعي، الذي يشبه نظام كامل مثل شات جي بي تي ChatGPT، أو النماذج المثيلة الأخرى.
والمخرجات أو الإجابات التي يمنحها نموذج الذكاء الاصطناعي للمستخدمين تأتي نتيجة تدريب مكثف تستغرق أسابيع إذ يتطلب التدريب معالجة مليارات الكلمات ومن ثم تحليلها وتمثيلها في النموذج.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
الذكماء الاصطناعي التوليدي، هو الأكثر شهرة حالياً، إذ حصل على هذه الشهرة عبر أدوات مثل غوغل بارد، وتشات جي بي تي، وهي أدوات تسمح بإنتاج مخرجات أصلية مثل صورة أو نص، كما تتعدد مهام أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية الأخرى فمنها من يتولى عملية تلخيص البيانات، أو تنظيمها أو تحديدها.
اقرأ أيضاً.. «إكس إيه آي».. قصة بديل إيلون ماسك لـ«تشات جي بي تي»
وبالرغم من الشعبية الواسعة التي يتلقاها هذا الأخير حاليًا، وقدرته على منح المستخدم منتج فريد ومميز، إلا أن هذا المنتج لا يتسم دائمًا بالمصداقية أو السلامة. بمعنى آخر، يمكن للمنتج الصادر عن الآلة أن يكون غير صحيح، أو حتى لا يعكس الواقع على الإطلاق.