كشف الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عن أن الشركة تخطط لمختبر روبوتات على طريقة مسلسل ويست وورلد (Westworld) الذي أنتجته شركة HBO في عام 2016.
أدلى الرئيس التنفيذي لشركة تسلا بهذه التعليقات في مكالمة الأرباح الأسبوع الماضي وأخبر المستثمرين أنه دعا صٌناع العرض للحضور عند إطلاق المختبر، بحسب موقع «بيزنس إنسايدر».
استناد إيلون ماسك إلى ويست وورلد «لم يكن مناسبًا»
قصة مسلسل ويست وورلد (Westworld) هي قصة خيال علمي تدور حول مستقبل قريب يوجد فيه متنزه ترفيهي متطور يحاكي الغرب الأمريكي في القرن التاسع عشر. في هذا المنتزه، يمكن للزوار الأثرياء أن يعيشوا مغامرات مثيرة مع روبوتات شبيهة بالبشر تسمى المضيفون، ولكن سرعان ما يبدأ المضيفون في الشعور بالوعي والتمرد على الزوار وصناعهم. المسلسل يستكشف مواضيع مثل الهوية والحرية والذكاء الاصطناعي والأخلاق والإنسانية.
ومع ذلك، قال درو باجلينو، المدير التنفيذي لشركة تسلا، إن استشهاد إيلون ماسك بمسلسل ويست وورلد «لم يكن مناسبًا» لأن الروبوتات تتمرد وتقتل البشر في النهاية.
اقرأ أيضًا.. لن نتمرد.. هل نطمئن إلى حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف؟
إيلون ماسك يطلق النموذج الأول من الروبوت البشري
وفي ديسمبر الماضي، كشفت شركة تسلا، عن نموذجها المحدَّث من الروبوت البشري الجديد، والذي يظهر تحسينات تجعله أقرب لصفات البشر.
كانت تسلا قد أطلقت النموذج الأولي من الروبوت الشبيه بالبشر، أوبتيموس (Optimus)، لأول مرة في سبتمبر 2022، وأثار الكثير من السخرية والانتقادات.
في مقطع فيديو مذهل، يظهر الروبوت البشري وهو يرقص على أنغام الموسيقى الإلكترونية بحركات متناسقة ومتنوعة، ذكرت الشركة أن نموذجها الجديد، الذي أطلقت عليه اسم أوبتيموس جين 2 (Optimus Gen 2)، أسرع وأخف وأذكى من سابقه.
يتميز أوبتيموس جين 2 (Optimus Gen 2) بأيدي تستطيع القيام بحركات دقيقة ومعقدة، وجزء خارجي أبيض لامع يعكس الأناقة والحداثة. كما يحتوي على أجهزة استشعار تمكنه من الشعور بالأشياء التي يمسك بها.
في الفيديو، يمكن رؤية الروبوت وهو يفرز الأشياء حسب اللون والشكل، ويحافظ على توازنه أثناء الانحناء للأسفل بطريقة مبهرة. وليس هذا فحسب، بل يمارس الروبوت تمارين اليوغا ويتقن فن التقاط البيضة دون كسرها، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
ويمشي الروبوت بثقة عبر طرقات تسلا، حيث يلفت انتباهه سيارة سايبر تراك (Cybertrucks)، كما يقرر أن يجرب تمرين القرفصاء في صالة الألعاب الرياضية، فيما يبدو أن الروبوت يتمتع بصحة جيدة ولياقة عالية.
اقرأ أيضًا.. الروبوت ميكا رئيسا تنفيذيا لشركة مشروبات.. ما الذي يميزه عن البشر؟
ومع ذلك، لا يزال الروبوت يحتاج إلى بعض التحسينات في مهارات الطهي، فهو لا يستطيع كسر البيضة وإفراغها في وعاء. ربما يكون هذا هو التحدي القادم لشركة تسلا في مجال الروبوتات البشرية.
نشر ماسك مقطع فيديو على منصة إكس في وقت سابق من هذا الشهر يُظهر الروبوت البشري أوبتيموس وهو يطوي قميصًا في واحدة من اللمحات الأولى للمختبر. ويمكن أيضًا رؤية العديد من الروبوتات الأخرى في مراحل مختلفة من الإنتاج وهي تتدلى في الهواء.
إيلون ماسك يتوقع شحن روبوتات بشرية العام المقبل
يُظهر مقطع فيديو آخر نشرته شركة تسلا على موقع يوتيوب العام الماضي مهندسًا لتصميم المحركات يعمل على روبوت واحد في مساحة تشبه المستودع تحتوي على أرفف تخزين للأدوات.
يقول التعليق أن فريق مختبر أوبتيموس يتكون من «علماء الروبوتات» بما في ذلك المهندسين والفنيين ومصممي المحركات ومصممي نماذج تصميم الروبوتات.
وبينما لا يُعرف سوى القليل من التفاصيل حول مختبر أوبتيموس، كانت شركة تسلا تقوم بتعيين أكثر من 50 موظفًا في مجال الروبوتات العام الماضي، وكان العديد من الوظائف مقرها في بالو ألتو، كاليفورنيا، حسبما أظهرت صفحة الوظائف الخاصة بها.
أبلغ إيلون أيضًا المستثمرين في مكالمة الأرباح بأن هناك «فرصة جيدة» لأن تبدأ الشركة في شحن بعض وحدات أوبتيموس العام المقبل. وقال «عندما يكون هناك الكثير من عدم اليقين حول مستقبل منتجنا حيث نقبع في منطقة مجهولة، فمن الواضح أنه من المستحيل إجراء تنبؤ دقيق». وقال: «سنقوم بإطلاع الجمهور على التقدم المحرز في أوبتيموس كل بضعة أشهر».
قد يبحث المستثمرون عن بعض الأخبار الجيدة من تسلا نظرًا لانخفاض أسهمها بنسبة 26% في عام 2024 – على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة بنسبة 780% على مدى السنوات الخمس الماضية.
هل يستبدل الروبوت البشري الإنسان؟
لقد قطع روبوت تسلا، الذي يشبه الإنسان، شوطًا طويلًا منذ ظهوره لأول مرة حيث أثار الكثير من السخرية والانتقاد عندما بدا وكأنه شخص يرتدي زي روبوت ضيق للغاية، وعندما تعطل أيضًا واضطر موظفو تسلا إلى نقله باليد، لكنه الآن وفي آخر تحديث يبدو أكثر سلاسة في حركته وأكثر شبهاً بالإنسان.
في عالمنا المعاصر، نستخدم الروبوتات في العديد من المجالات والمهام، لكنها لا تزال تفتقر إلى الإحساس والتعبير البشري. فمن المكانس الكهربائية الروبوتية التي تنظف منازلنا، إلى روبوتات خطوط التجميع التي تصنع سياراتنا، إلى الروبوت الذي يقوم بالتفتيش والحراسة، لا توجد روبوتات تشبهنا تمامًا.
اقرأ أيضًا.. أشباه بشر ومساعدون آليون.. ماذا كشف مؤتمر الروبوتات العالمي بالصين؟
لكن هذا قد يتغير مع ظهور روبوت أوبتيموس من شركة تسلا، الذي يعتبر أقرب ما يمكن إلى الروبوت البشري في الوقت الحالي. فهو يمتلك جسمًا وأطرافًا وأيديًا وأقدامًا ووجهًا تشبه جميعها تلك البشرية، ويتحرك بسلاسة وطبيعية، ويتعلم من خلال الذكاء الاصطناعي.
يقول موقع ذي ماسنجر (The Messenger)، إن الروبوت يستخدم شبكة عصبية مدربة لأداء المهام الأساسية، ويستفيد من التكنولوجيا الجديدة والتطوير الذي يحدث في الذكاء الاصطناعي. ويتميز الروبوت بأيدي جديدة تستطيع القيام بحركات دقيقة ومعقدة، وأقدام مفصلية تزيد من سرعة المشي بنسبة 30٪، وجزء خارجي أبيض لامع يعكس الأناقة والحداثة.
تقول شركة تسلا، إن الهدف من الروبوت البشري، هو تحرير البشر من المهام الخطرة والروتينية، وتحسين جودة حياتهم. ولكن هل سيكون هذا حقيقة أم خيال؟ وهل سيكون الروبوت صديقًا أم عدوًا للإنسان؟ هذه هي الأسئلة التي يثيرها روبوت تسلا البشري.