تمتلئ قصص صراع مواهب الذكاء الاصطناعي بالتفاصيل التي تجعلها أكثر إثارة وتشويقًا لمتابعيها، لا سيما إذا كانت تشمل أطرافًا مثل الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (OpenAI)، مطور أداة الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العالم «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، ولاري بيغ، مؤسس شركة غوغل.
في تقرير نشره موقع «بيزنس إنسايدر»، أمس، أزاح كاتب السير الذاتية المعروف، والتر إيزاكسون، النقاب عن واحدة من هذه القصص عندما تمكن إيلون ماسك، وسام ألتمان، من استقطاب إيليا سوتسكيفر أحد علماء غوغل، ضمن مشروع «غوغل براين» (Google Brain) ليصبح مؤسسًا مشاركًا وكبير العلماء في شركة «أوبن إيه آي».
اقرأ أيضًا.. سام ألتمان: إيلون ماسك «أحمق» يتمتع بـ«قوى خارقة»
ومشروغ «غوغل براين»، بدأ في عام 2011، على يد جيف دين، وغريغ كورادو، وأندرو إنغ، هو نظام ذكاء اصطناعي يعتمد على التعلم المفتوح الذي احتل عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم. وبعد عام واحد فقط من تطويره بالكامل، أي في عام 2012، قام بتدريب نفسه على التعرف على صورة قطة بناءً على 10 ملايين صورة – وهو الحدث الذي احتل العناوين الرئيسية وأثار اهتمام الكثيرين، ونتيجة لذلك وجد مكانًا له في صحيفة نيويورك تايمز. ويهدف «غوغل براين»، كما يوحي الاسم، إلى تكرار عمل الدماغ البشري الطبيعي قدر الإمكان. وقد نجح الفريق الذي يقف وراءها إلى حد كبير في فعل الشيء نفسه.
وبحسب كاتب السير الذاتية، فإنه «في عام 2015، أقنع كلًا من إيلون ماسك، وسام ألتمان، إيليا سوتسكيفر، أحد علماء غوغل بالقفز من السفينة – براتب قدره 1.9 مليون دولار ومكافأة بداية – والانضمام إليهما في تأسيس شركة «أوبن إيه آي».
وصفت مجلة تايم الأميركية استقطاب «سوتسكيفر» بأول انقلاب لشركة «أوبن إيه آي»، فهو أحد العقول التقنية الأكثر شهرة في الصناعة. وقبل انضمامه إلى «أوبن إيه آي» كعضو مؤسس في عام 2015، كان «سوتسكيفر» مشهورًا بالفعل بقدراته التي عززت مجالات الترجمة الآلية. وبعد انضمامه إلى «أوبن إيه آي» تم إدراج اسم «سوتسكيفر» في الأوراق البحثية التي أدت إلى إنشاء «تشات جي بي تي»، ومولد الصور (دايلي – إي) «DALL-E»، بالإضافة إلى العشرات من الأبحاث الأخرى.
اقرأ أيضًا.. سام ألتمان: إيلون ماسك «أحمق» يتمتع بـ«قوى خارقة»
صراع مواهب الذكاء الاصطناعي: لماذا استقطب ماسك وألتمان «سوتسكيفر»؟
السيرة الذاتية التي كتبها والتر إيزاكسون عن إيلون ماسك، والتي كتبها بعد متابعة ملياردير التكنولوجيا لمدة ثلاث سنوات، ونشرت يوم الثلاثاء، تناولت بالتفصيل آثار الحادث، وروت كيف برر ماسك سرقة المواهب من غوغل للرئيس التنفيذي للشركة آنذاك لاري بيغ.
كان الخلاف بين ماسك وبيغ حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وصل إلى الذروة، مما أدى إلى محاولة ماسك إحباط استحواذ شركة غوغل على شركة الذكاء الاصطناعي المعروفة ديب مايند في عام 2014، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل.
وبعد مرور عام، كان ماسك وألتمان يتطلعان إلى بدء مختبر الذكاء الاصطناعي التنافسي الخاص بهما «أوبن إيه آي» قاما بإقناع عالم غوغل إيليا سوتسكيفر ليصبح مؤسسًا مشاركًا وكبير العلماء في الشركة الجديدة. كان «سوتسكيفر» عضوًا في وحدة الذكاء الاصطناعي في غوغل، وفي عام 2013 كان يعمل جنبًا إلى جنب مع جيفري هينتون – المعروف أيضًا باسم «الأب الروحي للذكاء الاصطناعي».
اقرأ أيضًا.. كيفية تأسيس شركة بالذكاء الاصطناعي في أقل من 24 ساعة
يقول إيلون ماسك «شعر لاري بالخيانة وكان غاضبًا جدًا مني لأنني قمت باستقطاب إيليا شخصيًا وهو ما أجج التوتر بينه وبين بيغ». وأضاف ماسك: «قلت: لاري، إذا لم تكن متعجرفًا جدًا بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي، فلن يكون من الضروري حقًا أن يكون لديك عناصر القوة».
في المراحل الأولى من تأسيس شركة «أوبن إيه آي»، اتفق ماسك وألتمان على أن وجود عدد كبير من أنظمة الذكاء الاصطناعي المتنافسة سيكون أفضل بالنسبة لسلامة استخدامات الذكاء الاصطناعي، إذ كان تهديد الذكاء الاصطناعي للإنسانية مصدر قلق طويل الأمد لـ إيلون ماسك.
وعمل الرجلان على أن تكون «أوبن إيه آي» منظمة غير ربحية لأبحاث وتهدف المنظمة إلى «التعاون بحرية» مع المؤسسات والباحثين الآخرين من خلال جعل براءات الاختراع والبحوث مفتوحة المصدر للجمهور، مع معالجة المخاطر الوجودية من الذكاء الاصطناعي العام.
ومع ذلك، بحلول عام 2018، ترك ماسك مجلس إدارة شركة «أوبن إيه آي». في مقابلة أجريت معه في أبريل من هذا العام، انتقد ماسك الشركة لكونها «تهدف إلى الربح بشكل واضح» وتحولها إلى «مغلقة المصدر». من جانبه، برر «سوتسكيفر» تقنية «جي بي تي – 4» GPT-4 مغلقة المصدر الخاصة بشركة «أوبن إيه آي» في مقابلة أجريت في مارس 2023 بالقول إن النهج السابق للشركة في مشاركة الأبحاث بشكل علني كان خاطئًا.
يشارك «سوتسكيفر» الآن في قيادة فريق «أوبن إيه آي» الذي يركز على معالجة التهديد المتمثل في أن الذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء له آثارًا سيئة ويعرض البشرية للخطر.
صراع مواهب الذكاء الاصطناعي على أشده
وفي السياق، اشتدت المنافسة على مواهب الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر في العام الماضي. حتى الشركات التي لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي تقدم ما يصل إلى 300 ألف دولار للمرشحين ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي.
عندما بدأ ماسك شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، إكس إيه آي في يوليو، قام مرة أخرى باستقطاب خبراء الذكاء الاصطناعي من غوغل وأوبن إيه آي. كان سبعة من أصل 12 موظفًا يشكلون الشركة الجديدة يتحدرون سابقًا من عملاقي التكنولوجيا.