تداولت بعض الصحف خلال الأيام الماضية، أن النجم الأمريكي بروس ويلز (Bruce Willis)، بطل فيلم (Die Hard)، قد استخدم تقنية الديب فيك (Deepfake) أو التزييف العميق، ليبيع حقوق استغلال وجهه إلى شركة ديب كيك (Deepcake)، بعد اعتزاله التمثيل بسبب إصابته بمرض الحُبسة أو الأفازيا (Aphasia)، وهو مرض عصبي يؤثر على الكلام والقدرة على فهم اللغات.
انتشرت تقنية التزييف العميق في فترة وباء كورونا، لاستبدال الوجود الحقيقي والفعلي، وقد أقبلت عليها عدد من شركات الإنتاج، لتجنب تعطيل التصوير إذا أصيب أحد الممثلين بالوباء، وهو ما عرف بـ التوأم الرقمي.. فهل نجحت هذه التقنية فعًلا في خداع الجماهير؟
ما هي تقنية التزييف العميق؟
تتشابه تقنية التزييف العميق مع مفهوم الأفراد الرقميين، وتعتمد على الذكاء الاصطناعي، واستخدام وجوه المشاهير في مقاطع فيديو لا تخصهم. وبسبب البرامج عالية الجودة والدقة، صار من الصعب تمييز الفيديو الحقيقي عن الفيديو المزيف، ما ساهم خلال الفترة الماضية في انتشار العديد من التصريحات الزائفة ومقاطع الفيديو المزيفة.
اقرأ أيضًا: في أمستردام.. معرض فني من إنتاج الذكاء الاصطناعي
وتستخدم تقنية التزييف العميق عدة برامج وأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج فيديو مزيف من المستحيل التشكيك في مصداقيته. وتحتاج هذه التقنية لإمدادها بعدد لا بأس به من الفيديوهات والصور الحقيقية لتحفيز برامج الذكاء الاصطناعي على التحليل وإنتاج مقاطع فيديو جديدة بأسلوب احترافي ودقيق.
هل يهدد التوأم الرقمي الوجود البشري؟
تساهم تقنية التزييف العميق في خلق ما يعرف بـ التوأم الرقمي، وهو نسخة طبق الأصل من فرد حقيقي يمكن توظيفه في إنتاج أعمال رقمية مختلفة ومتنوعة، وصار متاحًا للممثلين -على سبيل المثال- تصوير 4 أفلام في وقت واحد بواسطة التوأم الرقمي، بتكلفة أقل، وجهد أقل، وربحية أعلى.
اقرأ أيضًا: أوبتيموس.. 8 حقائق عن روبوت إيلون ماسك الشبيه بالبشر
وتشير الأخبار المتداولة حول التوأم الرقمي للنجم بروس ويلز مسألة عودة الممثلين المتقاعدين إلى شاشات السينما مرة أخرى، ورغم أن الخبر تم نفيه مؤخرًا عبر موقع بي بي سي (BBC)، إلا أن مازال الجرس الإنذار يدق، بإمكانية الاستبدال أو الاستغناء عن أي شخص في العالم، فوجوده الحقيقي وإضافاته الملموسة وكيانه الفعلي في خطر الانقراض. إلى أي مدى قد تصل التكنولوجيا في التدخل في حياتنا وتغيير مجراها الطبيعي؟