لم يتخيل جوناثان جيمس (Jonathan James) أن يضطر في وقت ما أن ينهي حياته بيديه، ليصبح من أشهر المخترقين على مستوى العالم، خاصة بعد ما أغلقت أمامه كل السبل لإثبات برائته في قضية اختراق لا علاقة له بها.
في عام 2007؛ اتهم جوناثان جيمس، باختراق موقع شركة تي جي إكس (TJX) في الولايات المتحدة، وسرقة بيانات بطاقات الائتمان الخاصة بها بقيمة 250 مليون دولار، حيث أسفرت التحقيقات عن وجود اسمٍ مستعار يحمل رمز (J.J)؛ فاتجهت أصابع الاتهام إلى جوناثان جيمس، ومع مداهمة الشرطة لاعتقاله، كان قد أطلق الرصاص على رأسه وفقد حياته على الفور.
من هو جوناثان جيمس؟
ولد جوناثان جيمس عام 1983 في ولاية ميامي الأمريكية، وكان والده خبيراً في الكمبيوتر؛ لذا نشأ وهو مهووس بالبرمجيات منذ طفولته لدرجة أنه كان ينام وهو يحتضن الكمبيوتر، وعلى الرغم من أنه كان مازال صغيراً ولم يذهب بعد للجامعة إلا أنه تعلم البرمجة من كتب والده.
اقرأ أيضًا: 60 ألف دولار من فيسبوك لـ «قاسم وباسم»: نحن هاكرز قبّعات بيضاء
قرر جوناثان جيمس أن يستغل موهبته في البرمجة والهوس في الاختراق والهاكر على المواقع الإلكترونية المختلفة، وأطلق على نفسه اسمًا مستعارًا: الرفيق.
اختراق وكالة ناسا
في البداية اخترق جوناثان جيمس عددًا من الشركات الصغيرة، ثم شبكة مدارس ميامي، وشركة الاتصالات بل ساوث، ووسع نشاطه ليشمل مركز مارشال لرحلات الفضاء في ولاية ألاباما، ثم وصل اختراقه إلى قاعدة بيانات وزارة الدفاع الأمريكية، وسرقة كلمات المرور التي تحتويها.
اقرأ أيضًا: هل يمكن اختراق الويب 3؟
ولم يكتفِ بذلك.. بل وصل نشاط جوناثان جيمس إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، حيث نجح في كسر شفرة تأمين الوكالة، وسرقة بيانات وبرامج تقدر بنحو 170 مليون دولار، ما تسبب في خسائر مالية وصلت إلى 41 ألف دولار، وتعطلت ناسا عن العمل لمدة 3 أسابيع.
وكان اختراق وكالة الفضاء الأمريكية، ووزارة الدفاع الأمريكية، أول إدانة لـ«جوناثان» في عمر الـ16 عامًا، وتمت محاكمته، وسجنه في عام 2000 بتهمة الهجوم الإلكتروني على منشآت حساسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
جوناثان يتعرض للظلم
على الرغم من خروجه من السجن وتعهده بالبدء في حياة جديدة بعيداً عن الاختراق والهاكر؛ إلا أنه في عام 2007 تم اتهامه في قضية اختراق جديدة، عندما تعرضت شركة تي جي إكس (TJX)، إلى سرقة بيانات بطاقات الائتمان بقيمة 250 مليون دولار.
اقرأ أيضًا: مع الهوية اللامركزية.. بياناتك في مأمن ضد الاختراق!
ووجد الباحثون اسمًا مستعارًا يحمل رمز (J.J)؛ فاتجهت أصابع الاتهام إلى جوناثان جيمس، ومع مداهمة الشرطة لاعتقاله في منزله في عام 2008، كان قد أطلق رصاصة على رأسه أودت بحياته على الفور، تاركًا سالة يقول فيها:
«لا علاقة لي بإختراق شركة تي جي إكس، وليس لدي إيمان في نظام العدالة الحالي ولعل هذه الرسالة التي تركتها، سيصل معناها إلى العالم أجمع، وفي كلتا الحالتين، لقد فقدت السيطرة على نفسي، وهذه هي طريقتي الوحيدة لاستعادة السيطرة عليها».
بعد سلسلة مطولة من التحقيقات، تبين أن المخترق الحقيقي وراء عملية تي جي إكس، هو جيم جونز وليس جوناثان جيمس، لكن بهذه الحادثة أصبح جوناثان جيمس واحدًا من أشهر المخترقين في العالم.