كشفت صحيفة «ذا إنفورميشن»، عن تغييرات جديدة على صعيد مخاوف الممثلين في هوليود من مخاطر الذكاء الاصطناعي، وتأثيره على مستقبلهم، إذ أزالت الصحيفة النقاب عن مفاوضات يجريها ممثلون من بينهم مشاهير ووكلاء لهم مع شركات الذكاء الاصطناعي، يتم بمقتضاها الترخيص لهذه الشركات باستخدام نسخ رقمية من هؤلاء الممثلين مقابل تعويض عادل.
وأثير الكثير من القلق هذا الصيف في أوساط الفنانين في هوليود بسبب مخاطر الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبلهم، إذ دخلوا في إضراب جزئي بسبب الطريقة التي تعاملت بها شركات الذكاء الاصطناعي معهم، بعدما قامت بمسح وتخزين وتسويق صور لهم أنتجتها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضًا.. وسط إضراب هوليوود.. وظيفة للذكاء الاصطناعي بـ900 ألف دولار في نتفليكس
اقتراح لتحويل الممثلين لنسخ رقمية مع تعويضهم
وفي تقرير لمجلة تايم الأميركية، أشارت إلى أنه من الممكن أن يكون جميع الممثلين في العمل الفني عبارة عن «محاكاة»، بمعنى أن يتحول أبطال العمل إلى مجرد نسخ رقمية من الأبطال الحقيقيين، ما يوحي أنهم بالفعل الممثلين.
في 13 يوليو، أعلن المنتجون في هوليوود اقتراحًا ثوريا للتكيف مع الذكاء الاصطناعي يتضمن «استخدام النسخ الرقمية أو…التعديلات الرقمية للأداء»، لكن اتحاد نقابة ممثلي الشاشة والتلفزيون رفض الاقتراح متهمًا الاستوديوهات بمحاولة بسيطة باستبدال الممثلين الثانويين بالذكاء الاصطناعي. إذ يمكن للاستوديوهات مسح الممثل ودفعه ليوم واحد ثم ببساطة استخدام الذكاء الاصطناعي لإدراجه في بقية الفيلم، وفقًا لدونكان كرابتري-ايرلاند، المفاوض الرئيسي عن نقابة ممثلي الشاشة والتلفزيون في مؤتمر صحفي يوليو الماضي. لكن اتحاد شركات الأفلام والتليفزيون قال إن هذا الوصف غير دقيق وأنهم سيُنشئون “مجموعة شاملة من الأحكام تتطلب الموافقة المسبقة والتعويض العادل عند استخدام «النسخ الرقمي» أو تقنيات الذكاء الاصطناعي المماثلة.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي وهوليوود.. هل أصبحت حقوق الملكية والوظائف في خطر؟
صور الذكاء الاصطناعي فائقة الواقعية
وبالرغم من أن السيناريو الذي وصفه كرابتري-ايرلاند قد يبدو بعيدًا أو ديستوبيًا، إلا أنه في الواقع ممكن تقنيًا بالفعل. شركات الذكاء الاصطناعي العاملة في توليد البيانات مثل «ستابيليتي إيه آي» أطلقت منتجات تسمح لصناع الأفلام بإنشاء صور فائقة الواقعية من خلال نصوص وصفية. وتلك المنتجات الموجهة للمستهلكين تبدو بسيطة مقارنة بالأدوات المتقدمة التي يملكها الاستوديوهات الكبرى. فالاستوديوهات بالفعل قادرة على استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مشاهد لأماكن ليلية مزدحمة أو ساحات معارك واسعة، وتفعل ذلك بتكلفة أقل من دفع أجور العشرات من الممثلين الفعليين، وفقًا لخبراء الذكاء الاصطناعي.
لكن حتى هؤلاء الخبراء المؤمنين بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون في النهاية مفيدة لصناع المحتوى والعمال في صناعة السينما، يعتقدون أن استبدال الممثلين الثانويين بالذكاء الاصطناعي فكرة سيئة. «هذا مثال رائع على الطريقة السيئة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة»، وفقًا لتاي شيريدان، ممثل ورائد أعمال شارك في تأسيس شركة ووندر ديناميكس للذكاء الاصطناعي. «علينا أن نتحد كمجتمع لنعرف أين يشكل تهديدًا وأين يمكن أن يطلق الفنانين العظماء لأجيالنا المقبلة».
اقرأ أيضًا.. وظائف ذكاء اصطناعي شاغرة برواتب تصل إلى 900 ألف دولار.. إليك القائمة
من إنكار الذكاء الاصطناعي إلى إبرام الصفقات
وقالت الصحيفة، إنه من المثير للاهتمام أن عددا متزايدا من المشاهير ووكلاء لهم قد انتقلوا من إنكار الذكاء الاصطناعي إلى إبرام الصفقات، مضيفة أن «النجوم ووكلائهم يبدأون في هدوء في اتخاذ اجتماعات مع عدد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة».
وأوضحت «تعرض هذه الشركات على النجوم فرصة للمطالبة وترخيص نسخهم الرقمية الخاصة، وهي نسخ ذكاء اصطناعي منهم يمكن أن تظهر في الألعاب والتسويق والسلع الاستهلاكية والإنتاجات الفنية الجديدة»، مشيرة إلى أنه بموجب الاتفاق «تتعهد بعض هذه الشركات بمكافحة التزييف العميق للنسخ الرقمية من هذه الشخصية»، وهو ما يمنع استخدام النسخ الرقمية بشكل غير مرخص.
إزالة أي نسخ من الذكاء الاصطناعي غير مرخصة
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة «ريماجيا – Reimagia» وهي إحدى شركات الذكاء الاصطناعي، ستتولى عملية البحث الفعال عن استخدامات غير مصرح بها للنسخ الرقمية لهؤلاء الممثلين، كما ستتولى إزالة أي نسخ غير مرخصة نيابة عن أي فنان.
وحذرت الصحيفة من أن العالم الجديد للنسخ الرقمية، «سوف يمكن الفاعلين الأشرار» ، ومع ذلك «قد تعطينا تجربة الفنانين المشهورين نظرة على مستقبلنا الخاص، وقد يعلموننا كيفية الدفاع عن أراضينا في عصر الذكاء الاصطناعي».