حياة الطفولة القاسية التي نشأ فيها لم تكن لتكشف بما سيكون عليه المستقبل. طفل ولد في أسرة فقيرة، يضطر للعمل في وظيفة غسل الأطباق، وهو في سن الثانية عشر من عمره لتدبير احتياجاته ومتطلبات أسرته. لكن روح رائد الأعمال التي كانت في أعماقه هي من قادته إلى مسار مختلف تمامًا، ليصبح واحدًا من المليارديرات يتراكم في حساباته ثروة تقدّر بنحو 60 مليار دولار، فما قصة الملياردير الأميركي، مايكل ديل، رئيس مجلس إدارة شركة منتجات الكمبيوتر، العالمية ديل تكنولوجيز. إنك (Dell Technologies Inc).
وشركة ديل تكنولوجيز إنك، هي شركة متخصصة في توفير منتجات الكمبيوتر. تقدم الشركة أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والأجهزة اللوحية ومحطات العمل والخوادم والشاشات والطابعات والبوابات والبرامج والتخزين ومنتجات العمل على الشبكة. تقدم الشركة خدماتها للعملاء في جميع أنحاء العالم.
بيع الطوابع بداية الطريق
ولد مايكل ديل في 23 فبراير 1965 بمدينة هيوستن، تكساس، الولايات المتحدة. رغم نشأته في بيئة متواضعة، برزت مهاراته الاستثمارية مبكرًا. استغل عمله كغاسل أطباق لتوفير المال لشراء وبيع الطوابع، وحول منزل والديه إلى مركز لتجارته.
عند تعطل جهازه «Apple II»، قام بتفكيكه وإعادة تركيبه، مما أثار اهتمامه بفهم التكنولوجيا وإصلاحها. هذا الشغف قاده لتأسيس شركة صغيرة في غرفة نومه بالجامعة، حيث باع مجموعات تحديث الكمبيوتر لزملائه الطلاب، وفقًا لما ذكرته مجلة فورتشن.
في سن الـ19، وأثناء دراسته للطب بجامعة تكساس عام 1983، واصل مايكل شغفه بالتكنولوجيا والاستثمار، ليؤسس شركة «PCs Limited» التي أصبحت لاحقًا شركة ديل. بدأت الشركة بقرض قدره 1000 دولار من جده، واستمر في استخدام غرفة نومه كمقر للشركة، ممهدًا الطريق لإمبراطوريته التكنولوجية
اقرأ أيضًا: كيف أصبح تيم كوك رئيسًا تنفيذيًا لأبل بعد ستيف جوبز؟
مبيعات الـ80 ألف دولار
خلال عام واحد فقط، تمكنت شركة مايكل ديل من تحقيق مبيعات بقيمة 80 ألف دولار، مما دفعه للتخلي عن دراسته الجامعية والتفرغ لإدارة شركته. في عام 1988، تم إدراج الشركة في البورصة، وتطورت من «PCs Limite» إلى «Dell Computer Corporation» وأخيرًا إلى «Dell Inc»، مع توسيع نطاق منتجاتها لتشمل أكثر من الحواسيب الشخصية.
تميزت فلسفة شركة ديل بالسعي للحصول على حصة في سوق الحواسيب الشخصية، من خلال استراتيجية تجمع بين تقليل التكاليف، تسريع عملية التسليم، وتقديم خدمة عملاء متميزة، وفقصا لمجلة فورتشن.
لتحقيق هذه الأهداف، استقطب مايكل ديل مديرين تنفيذيين ذوي الخبرة لشغل مناصب قيادية وكمرشدين، مع التركيز على نهج المبيعات المباشرة، بعيدًا عن الطرق التقليدية للبيع بالتجزئة.
اقرأ أيضًا: كيف تستثمر على طريقة المليارديرات؟
أصغر رئيس تنفيذي في التاريخ
في عام 1992، دخل مايكل ديل التاريخ كأصغر رئيس تنفيذي يقود شركته إلى قائمة فورتشن 500. في كتابه الصادر عام 1999، “مباشرة من ديل: الاستراتيجيات التي أحدثت ثورة في الصناعة”، شرح ديل تطور شركته وقدم نصائح استراتيجية للأعمال.
عام 2004، تخلى ديل عن منصب الرئيس التنفيذي لكنه بقي رئيسًا لمجلس الإدارة، وشارك في مجالس عدة مؤسسات دولية واستشارية.
بعد مواجهة شركة ديل لتحديات في 2006، ومنها استدعاء 4.1 مليون جهاز وإعادة هيكلة خدمة العملاء، فقدت الشركة مكانتها كأكبر مصنع للحواسيب الشخصية لصالح «Hewlett-Packard».
في 2007، عاد ديل كرئيس تنفيذي ليقود مبادرة «Dell 2.0»، مع التركيز على توسيع خدمات الشركة وبرامجها بجانب الأجهزة الإلكترونية.
رغم الصعوبات، في 2013، سعت ديل لتصبح شركة خاصة، مواجهةً تحديات من المساهمين بقيادة كارل إيكان حول قيمة الأسهم.
وأخيرًا، استحوذت ديل و«Silver Lake Partners» على الشركة في 2013 بحوالي 25 مليار دولار. في 2016، قاد ديل استحواذًا كبيرًا على «EMC» بقيمة 67 مليار دولار، مؤسسًا «Dell Technologies» ومتوليًا منصب الرئيس التنفيذي للشركة الأم.
اقرأ أيضًا: الروتين اليومي لرئيس أبل.. سر نجاح رجل يدير شركة بـ«3 تريليونات دولار»
نصائح رواد الأعمال
خلال حديثه مع مجلة فورتشن في 2017، أسدى مايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة Dell Technologies، بعض النصائح لرواد الأعمال، حيث أكد على أهمية الابتكار، مشيرًا إلى أن النجاح الكبير يأتي من خلق شيء متميز وفريد.
كما نصح بعدم أخذ كل رد فعل على محمل الجد، والثقة في الحدس الشخصي، عند تقييم إمكانية نجاح منتج أو فكرة عمل جديدة.
وأضاف أن طلب الآراء قد يؤدي غالبًا إلى ردود سلبية، لذا يجب عدم الاعتماد كليًا على آراء الآخرين.
اقرأ أيضًا.. رسالة بيل غيتس إلى أثرياء العالم.. هل المليارديرات أخلاقيون؟