واجهت صناعة الموسيقى العالمية فترات حرجة منذ عام 2000، وخاصة بعد السماح العشوائي والمجاني لتحميل الأغاني والموسيقى من الإنترنت.
وبهذه الطريقة، لمس الفنانون وأصحاب المصلحة عائدات مالية شبه معدومة مقابل تحميل أغنية واحدة.
وانطلاقًا من هذه الخسارة الفادحة، لا عجب في انتقال كبار المسؤولين في هذا المجال الترفيهي إلى اعتماد وسائل الدفع الثورية وغير التقليدية، لضمان أرباح أكثر، وبالتالي حماية ممتلكاتهم من السرقة أو التشويه.
وهنا يأتي دور البلوكشين والرموز غير القابلة للاستبدال كأحد الحلول الفعالة للدوامة الكبيرة التي غرق فيها الموسيقي كما المستخدم.
وبالفعل تبنى العديد من كبار صانعي الموسيقى تقنية البلوكشين الرائدة، بهدف بيع الموسيقى، وتعزيز التواصل المباشر بينهم وبين جمهورهم الممتد حول العالم، دون الحاجة إلى إبرام صفقات معقدة، وعمليات قد تعرقل التسجيل والتوزيع، وبالتالي السقوط في دوامة البحث عن التمويل.
قفز بعض الفنانين إلى هذا العالم اللامركزي الجديد داعمين وبكل شراسة هذه التكنولوجيا، في حين حاول البعض الآخر صد عملية مزج العملات المشفرة مع الموسيقى. فمن هي هذه الأسماء اللامعة والداعمة للموسيقى في حلتها التكنولوجية الجديدة؟
1. سنوب دووغ
سنوب دووغ Snoop Dogg موسيقى هيب هوب عالمي تميز بشخصيته الملفتة للأنظار. بدأ حياته المهنية والموسيقية كأول فنان صاحب ألبوم أولي يحصد المركز الأول في العالم عام 1993.
ولا يزال سنوب دووغ حتى اليوم قادرًا على جذب أنظار الملايين من الأشخاص بمجرد ذكر اسمه. وفي عام 2013 حينما كان البيتكوين معروفًا على المجال الضيق.
وأعلن سنوب دووغ عن إصدار ألبومه الجديد المتوفر بهذه العملة المشفرة والذي سيتم توصيله بواسطة طائرة بدون طيار. ويعتبر هذا الاسم الكبير أحد أهم الأسماء الداعمة لصناعة الموسيقى في البلوكشين.
وبفضل نظرته الواعدة حول الموسيقى وتطورها المستمر، تعاون سنوب دووغ مع النظام البيئي الموسيقي الجديد غالا ميوزيك Gala Music وهي أول شركة تسجيل لامركزية، وذلك لإصدار ألبومه العشرين مشددًا على تبنيه الكامل لتقنية البلوكشين الهادفة إلى تحسين صناعة الموسيقى وتأمين تجربة فريدة للفنان كما للجمهور.
وبالفعل، يضم الألبوم 25,000 صندوق تخزين تم إصدارها على شكل NFT، مع حصول الحامل على امتيازات افتراضية كما واقعية وأغانٍ إضافية إذا تم شرائه عبر سوق غالا. لقب سنوب دووغ رسميًا بملك الويب 3 ناشرًا تأثيره على الآخرين بشأن الموسيقى والميتافيرس. دخل هذا الموسيقي في شراكة مع العالم الافتراضي ذي ساند بوكس The Sandbox حيث بنى لنفسه قصرًا يليق بمقامه. هذا وقد سجل فيديو الألبوم في هذا القصر الافتراضي لتكون الصورة بأكلها غير واقعية مبنية على الميتافيرس.
2. 50 سنت
50 سنت Cent 50 هو اسم آخر لمع في عالم الموسيقى العصرية، وهو فنان عالمي في مجال موسيقى الهيب هوب، حذا بحذو زميله سنوب دووغ وتأثر بعالم العملات المشفرة غير التقليدية.
بعد أن أعلن سنوب دووغ عن خطته باعتماد العملات المشفرة أو البيتكوين بشكل خاص في عمله الموسيقي، أصدر 50 سنت ألبومه الخامس بعنوان Animal Ambition، وأرفقه بخيار شراء هذا الأخير بالبيتكوين.
واعتمد 50 سنت استراتيجية ذكية في إصدار ألبومه، حيث لجأ إلى إصدار أغنية تلو الأخرى، مشعلًا الحماس في قلوب ونفوس الجماهير الذين ينتظرون سماع أغنياته الجديدة.
ومع فورة البيتكوين حقق الموسيقي العالمي مبيعات أعلى من جماهيره كما أصحاب العملات المشفرة الذين في وقتها كانوا يبحثون فقط عن طريقة لاستثمار عملاتهم.
ولم يتبع 50 سنت منهجية ثابتة في عمله واستثماره في عالم العملات المشفرة والبلوكشين، ولم يكن على دارية كاملة بتحركاته في هذا المجال إذ صرح في مقابلة له أنه نسي حقيقة أنه جمع 700 بيتكوين في عام 2014. ولكن أتى هذا النسيان لصالحه إذ تضاعفت قيمة هذه العملات لتبلغ ملايين الدولارات.
لا شك في أن عالم صناعة الموسيقى على شفير الهاوية بسبب القرصنة، وعدم وجود قوانين لحماية الملكية الفكرية في الكثير من الدول. ويمثل مجال العملات المشفرة والبلوكشين قارب النجاة الذي قد يساعد في خروج الموسيقى من قوقعتها الضيقة.
إن هذه التكنولوجيا مفيدة بشكل كبير لكل من أصحاب المصلحة كما المستمع نفسه. كما يمكن الاستفادة من نظام البلوكتشين في العديد من القطاعات والمجالات الأخرى مثل الصحة وتأليف الكتب والمقالات العلمية والفنون وغيرها من المجالات.