بتأييد 119 دولة ومن الجولة الأولى، فازت العاصمة السعودية الرياض بتنظيم معرض إكسبو الدولي 2030، بعد منافسة قوية مع مدينتي روما الإيطالية وبوسان الكورية الجنوبية.
وتنظم المملكة العربية السعودية معرض إكسبو الرياض 2030 تحت شعار «حقبة التغيير: معًا نستشرف المستقبل». ووضعت المملكة 3 محاور رئيسية للمعرض هي، الشمول ويناقش موضوعات: الازدهار للجميع، نحو عالم شامل، الإتاحة والمساواة والانتماء والارتقاء بحلول للاحتياجات الإنسانية. والمحور الثاني، هو العمل المناخي، ويشهد مناقشات حول موضوعات: ندرة المياه، والحرارة في المدن، والجفاف، وصيانة النظم البيئة الطبيعية وتجديدها، وتوفير طاقة نظيفة للجميع، أما المحور الثالث والأخير يناقش، موضوع الابتكار: إيجاد بيئة محفزة لجميع الأجيال، وإتاحة العلوم والتكنولوجيا من أجل الإنسانية، وتطوير مدن واعية.
ومعرض إكسبو الرياض 2030 سيقام في الفترة ما بين 1 أكتوبر 2030 و31 مارس 2031. في الرياض، ويعد المعرض تجمعاً ضخماً للدول والمنظمات حيث يشارك فيه أكثر من 246 جهة، بما في ذلك الدول والمنظمات الدولية جنبًا إلى جنب مع الشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات ورجال الأعمال والفنانين والمبتكرين.
اقرأ أيضًا.. غوغل كلاود تستعد لإطلاق منطقة خدمات سحابية جديدة بالسعودية.. ماذا يستفيد رواد الأعمال؟
معرض إكسبو.. منصة للابتكارات الحديثة
على مدار تاريخه عٌرف عن المعرض كونه منصة لعرض الاختراعات والابتكارات الحديثة. في أول معرض أقيم عام 1851 في قصر الكريستال بلندن، شهد أحدث ابتكارات الثورة الصناعية، وفي عام 1855 تم تنظيم المعرض في باريس، وشهد المعرض وقتها ما يطلق عليه اسم الدمية الناطقة، وأولى المركبات التي تدور بالنفط، وفي 1876 في فيلادلفيا، عرض ألكسندر غراهام بيل خلاله أول هاتف في العالم؛ وظهرت للنور أيضاً لأول مرة بعض الأطعمة منها؛ الفشار وصلصة الطماطم المعروفة بـ«الكاتشب».
وفي معرض باريس عام 1900، تم افتتاح أول خط للمترو بين «بورت دي فينسون» و«بورت مايلو» أثناء معرض إكسبو باريس مطلع القرن العشرين، وفي عام 1904 وفي سان لويس، عرضت الإنجازات العلمية الثلاثة التي ظهرت في هذا العام، وشملت: السيارات والتقنيات اللاسلكية، في قصور بيضاء عُرفت باسم مدينة العاج.
وفي عام 1905 وفي مدينة لييغ برز في هذا المعرض مكبر البصمات الذي عرضته شرطة باريس؛ وكذلك آلة العرض السينمائية الصوتية التي ابتكرها «جومون» وكانت من أوائل أجهزة دمج الفيلم مع الصوت، أما في المعرض الأخير وهو إكسبو دبي 2020 فقد شهد أحدث الابتكارات المذهلة في عالم الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
اقرأ أيضًا.. كأس العالم للرياضات الإلكترونية: كيف انتقلت السعودية من الاستثمار إلى تنظيم البطولة؟
كيف يستفيد الشباب من إكسبو الرياض 2030؟
وفقًا لطبيعة المعرض الداعمة للابتكارات الحديثة، وريادة الأعمال، سيوفر المعرض مساحات لرواد الأعمال في القطاعات التقنية الناشئة بالسعودية، بما يتيح الفرصة للشباب السعودي لعرض أفكارهم ومنتجاتهم وخدماتهم للعالم، والحصول على التمويل والشراكات والدعم الفني والتسويقي، حيث من المتوقع أن يجذب المعرض 40 مليون زائر من داخل وخارج المملكة، ومليار زائر عبر تقنيات الواقع الافتراضي، من خلال المنصة على ميتافيرس.
واستعدت المملكة جيدًا لهذه اللحظة، عبر العديد من الإجراءات الداعمة لرواد الأعمال من الشباب في القطاعات التقنية. في نوفمبر من العام الماضي، وقَّعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، اتفاقيةً لإطلاق «برنامج الشركات المليارية»، الذي يهدف إلى دعم الشركات التقنية ذات النمو المتسارع.
وفي نوفمبر أيضًا تم إطلاق البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات في السعودية لمبادرة «ليندتك» برأس مال 360 مليون ريال لدعم الشركات التقنية الناشئة بالتمويل ومساعدتها على مواجهة التحديات بإجراءات ميسرة تصل مدة السماح فيها إلى ثلاثة أشهر ويبلغ الحد الأعلى لتمويل الشركات التقنية المتوسطة نحو 8.5 مليون ريال والشركات التقنية الصغيرة 2.5 مليون ريال أما متناهية الصغر في 900 ألف ريال.
وخلال الربع الثالث من العام 2023 نمت استثمارات السعودية في رأس المال الجريء ثلاثة أضعاف مقارنة بالربع الثاني من نفس العام باستثمار بلغ 87 مليون دولار عبر 22 صفقة وبلغت قيمة التمويل التي جمعتها الشركات السعودية في أول 9 أشهر من العام الجاري 536 مليون دولار عبر 80 صفقة.
اقرأ أيضًا.. السعودية تطلق رادار البيانات والذكاء الاصطناعي.. ما أوجه الاستفادة منه؟
من جهة أخرى، كشف تقرير لمؤسسة إنديفر، تحت عنوان «خريطة الشركات التقنية في مدينة الرياض»، أن ريادة الأعمال باتت جزء متنام من اقتصاد السعودية، فوفقًا لمؤشر ريادة الأعمال، فإن السكان المشاركين في قطاع ريادة الأعمال ارتفع من 13.7% إلى 22.4% بين عامي 2016 م و2020، وذلك بالإضافة إلى نمو معدل الاستثمار الخاص في الشركات الريادية بشكل ملحوظ، حيث كان مبلغ تمويل رأس المال الجريء للشركات الناشئة في المملكة قبل عام 2016 م 6 ملايين دولار سنويًا ليرتفع في عام 2020 م ليصل إلى 152 مليون دولار بمتوسط نمو سنوي يبلغ 35%، كما استطاعت السعودية أن تجتذب الشركات الأجنبية للسوق المحلي حيث إنه بحلول أواخر عام 2021، وقعت أكثر من 40 شركة أجنبية على تراخيص لإنشاء مراكز إقليمية في المملكة، كما تهدف المملكة إلى جذب أكثر من 400 شركة أخرى بحلول عام 2030.
فرصة ذهبية للشباب
يمكن القول أن معرض إكسبو الرياض 2030 سيكون فرصة ذهبية للشباب السعودي للمشاركة والاستفادة، وسيكون المعرض منصة لإظهار قدرات الشباب السعودي وطموحاتهم وإسهاماتهم في تحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية، وكذلك سيكون المعرض مصدر إلهام وتحفيز وتمكين للشباب السعودي ليكونوا جزءا فاعلا ومؤثرا في التواصل من أجل المستقبل.
من جهة أخرى، يوفر المعرض آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للشباب السعودي في مختلف القطاعات المرتبطة بالمعرض، مثل النقل والضيافة والتسويق والإعلام والتقنية، كما سيتم توفير آلاف الفرص التدريبية للشباب لتطوير مهاراتهم وخبراتهم وتأهيلهم لسوق العمل.