القدرة على التكيف، والتفاوض، وإدارة الوقت، والإيجابية، والاستماع الجيد، والقيادة، والاتصال: هي بعض من المهارات اللينة أو الناعمة (Soft Skills) الضرورية لأي شخص للنجاح. فهي مهارات غير تقنية تتعلق بكيفية عملك، وكيف تتفاعل مع الزملاء، وكيف تحل المشاكل، وكيف تدير عملك.
لماذا تعتبر المهارات اللينة مهمة للغاية؟
بحسب تقرير لموقع «ذي بالانس – the balance» يبحث مديرو التوظيف عادةً عن مرشحين للوظائف يتمتعون بالمهارات اللينة لأنها تجعل الشخص أكثر نجاحًا في مكان العمل، إذ أنه يمكن لشخص ما أن يكون ممتازًا مع المهارات الفنية الخاصة بالوظيفة، ولكن إذا لم يتمكن من إدارة وقته، أو العمل ضمن فريق، فقد لا ينجح في مكان العمل.
سبب آخر لبحث مديرو التوظيف وأرباب العمل عن المتقدمين ذوي المهارات اللينة هو أن صاحب هذه المهارة لديه القدرة على التكيف مع التغييرات التي قد تحدث، بغض نظر عن الخبرة التي تتطلبها الوظيفة.
ما أبرز الوظائف التي تحتاج إلى المهارات اللينة؟ المهارات اللينة مهمة بشكل خاص في الوظائف القائمة على التواصل المباشر مع العملاء، إذ يتطلب الأمر هنا استحضار المهارات اللينة لتكون شحص قادر على الاستماع إلى العميل، وتزويده بخدمة مفيدة ومهذبة.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي والوظائف.. هل يحدث «توقف كامل»؟
ما أنواع المهارات اللينة؟
يتمتع أصحاب المهارات اللينة بالعديد من السمات الشخصية الضرورية للنجاح في الوظيفة، وهي بشكل عام تجعل الشخص أكثر تميزًا في التفاعل مع الآخرين. وتشمل المهارات اللينة السمات الشخصية التالية: القدرة على التكيف، والتواصل، والتفكير الإبداعى، والاعتمادية، والقيادة، والاستماع، والالتزام بأخلاقيات العمل، والعمل بروح الفريق الواحد، والإيجابية، وإدارة الوقت، والتحفيز، وحل المشاكل، والتفكير النقدي، وحل الصراعات، والتفاوض.
كيف تنمي المهارات اللينة لديك؟
كثيرة هي الاستراتيجيات التي تساهم في تحسين المهارات اللينة وترسيخها في حياة الفرد الشخصية كما المهنية. فما هي إذًا هذه الأساليب؟
1. تحديد أولويات المهارات اللازمة لتطويرها:
يتمتع كل فرد بنقاط قوة وضعف من شأنها أن تبني شخصيته وترسم صورة واضحة لماهية جوهره الذاتي. ويختلف الأفراد فيما بينهم ليتألق فلان في مجال وفلان في مجال آخر مختلف تمامًا. لذلك، على الفرد أن يرتب أولوياته ويحدد المهارات اللينة الأساسية التي يطمح إلى تطويرها. وللوصول إلى الترتيب الصحيح، من المهم أخذ الوقت الكافي لتحليل مجالات القوة ومجالات التحسين.
2. تحديد أهداف محددة:
تعتبر الأهداف أساسية في مسار الإنسان إذ أنها تساهم في قياس الأداء وتقييمه، ناهيك عن كونها خريطة طريق للتطوير الوظيفي والشخصي. وإذا اتجه الإنسان إلى تبني هذه العقلية المنهجية مع مهاراته وحدد الأهداف التي يطمح إلى تحقيقها، سيتمكن هذا الأخير من اكتشاف فرص النمو، بما في ذلك التحديات المناسبة التي تعزز هذه المهارات. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بالخروج من منطقة الراحة الخاصة بالفرد والدخول في مكان قد لا ينجذب إليه بشكل طبيعي، إذ تعتبر هذه المساحة المكان الفعلي والأساسي الذي يتعلم منه الفرد بشكل فعال.
اقرأ أيضًا.. هل ستؤدي أدوات الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم أزمة الوظائف بالصين؟
3. المطالبة بالتقييم المستمر:
إذا قامت الشركة أو مكان العمل على مبدأ إجراء دورات مراجعة منتظمة، فعلى أصحاب العمل والموظفين استغلال هذه الاستراتيجية للحصول على منظور خارجي. وبالتالي، يمكن استخدام هذه التعليقات البناءة من المراجعات لتطوير خطة تحسين وجدولها الزمني. وفي حال اختارت الشركة مسارًا آخر بعيدًا عن المراجعات المنتظمة يمكن للفرد مطالبة المشرف أو الزملاء بالملاحظات لتقييم جودة العمل وحسن مساره. فمن خلال سؤال الآخرين عن التعليقات، قد يكتشف الموظف عن نقاط عمياء في تصوره الذاتي، وبالتالي سيكتسب نظرة ثاقبة في المجالات التي يجب التحسين فيها.
4. تعزيز المهارات في مجال الاتصال:
يعد التواصل الشريان الأساسي بل العضلات في جسم الإنسان. كلما استخدمه الإنسان أكثر، كلما أصبح أقوى. لذلك، لا بد للفرد أن يلجأ دائمًا إلى التواصل وينمي قدراته في هذا المجال. هذا ومن المهم أن يستخدم جميع أدوات وطرق الاتصال المتاحة في مكان عمله لبناء علاقات مع الزملاء والمشرفين والعملاء. وهذا يشمل التواصل الشخصي والعروض التقديمية والمؤتمرات عبر الفيديو والمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والرسائل الفورية وغيرها المزيد.
5. البحث عن فرص العمل الجماعي:
إن العمل الجماعي والقدرة على إنجاز المهام ضمن فريق متكامل دليل قاطع على قدرة الفرد في التواصل والتعاون والتعاطف والموثوقية في مكان العمل. وإذا لم يكن العمل الجماعي جزءً رئيسيًا من دور الفرد في بيئة العمل، فعليه أن يبحث عن مشاريع تمكنه من مساعدة الآخرين. هذا ولا بد للفرد أن يأخذ في عين الاعتبار تولي أدوار جديدة داخل الفريق المعني لمزيد من التحدي لمهاراته في العمل الجماعي. عند العمل كجزء من فريق، اسمح لكل عضو في المجموعة بالمساهمة بأفكارهم والتركيز على الاستفادة من المهارات والشخصيات المختلفة للمجموعة.
6. تجربة أشياء جديدة في مكان العمل:
لا بد للفرد أن يبحث عن فرص للقيام بشيء جديد لم يسبق أن قام به في مكان العمل. وبهذه الطريقة، يتحدى الفرد نفسه لاستخدام مهاراته اللينة بطرق مختلفة وحتى تطوير المهارات التي قد لا يستخدمها كثيرًا، مما قد يجعله محترفًا وأكثر جودة. يمكن أن تُظهر القدرة على التكيف والنجاح في هذه التجارب الجديدة أيضًا للمشرفين أنهم قد يكونون مستعدين لأدوار قيادية أو مناصب ذات واجبات ومسؤوليات أكثر تعقيدًا.
7. مواصلة التعليم والتدريب:
العلم حلقة لا تتوقف. لذلك، على الفرد أن يسعى دائمًا للمشاركة في فرص التعلم والتدريب. مع تزايد أهمية المهارات اللينة، هناك الكثير من الموارد المتاحة للمساعدة في تعزيز مجموعة المهارات. فعلى الفرد إذًا الاستفادة من ورش العمل والتدريب الذي ينظمه صاحب العمل بغية مساعدته على تحسين مهارته في العمل. وقد يكون هذا التطور التعليمي من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي قد تطور مهارات الفرج في المنزل من خلال اتباع مشورة الخبراء.
8. الاستماع بنشاط:
يعد الاستماع الجيد جزءً لا يتجزأ من العديد من المهارات اللينة الأساسية. يمكن أن يتخذ الاستماع النشط أشكالًا عديدة، ولكن في الأساس، الهدف هو الاستماع جيدًا بما يكفي ليكون الإنسان قادرًا على إعادة صياغة آراء وأفكار وآراء الشخص الآخر بطريقة محترمة حتى لو كان يختلف مع الطرف الآخر.
اقرأ أيضًا.. نصائح تيم كوك رئيس أبل للنجاح
9. تحسين مهارات التفكير النقدي:
يدخل التفكير النقدي في قائمة المهارات اللينة. التفكير بشكل انعكاسي لغرض تحسين الذات هو التفكير النقدي. وكذلك الخوض في أي ملاحظات (مباشرة أم لا) يحصل عليها الفرد من أقرانه والآخرين حول تواصله. لذلك، على الفرد أن يسعى إلى تحسين قدرته على التمييز والتفكير مليًا قبل الرد. يمكن لهذه القدرات أن تحسن بشكل كبير اتصاله مع محيطه واتخاذ القرارات الصائبة بمرور الوقت.
10. اتخاذ الدور القيادي:
الخبرة مفتاح الحياة. يعد الوصول إلى منصب قيادي طريقة رائعة لتنمية المهارات اللينة بشكل عام وخاصة في القيادة. أحد الخيارات هو إيجاد طريقة لتولي دور قيادي، بغض النظر عن مدى صغر هذا الدور. ومهما كان الدور، سيواجه الفرد فرصًا لا حصر لها لممارسة المهارات اللينة المتعلقة بالقيادة مثل التواصل وحل النزاعات وتفويض المهام والتنظيم وإدارة الوقت بطرق أصغر. بهذه الطريقة يمكن للموظف مع مشرفه تحديد استعداده للتقدم وأسلوب قيادته وأين يمكنه الاستمرار في التحسن ليكون أفضل قائد.