«الانطباعات الأولى تدوم».. مقولة تثبت صحتها دائمًا، إذ أن مظهرك يلعب دورًا رئيسيًا في نجاحك. ولهذا يعتبر علم التسويق أن العلامة التجارية الشخصية أو (Personal Branding) هي التي تحدد وتعزز ما تمثله أنت، بل تعد تتويجًا للهوية والخبرات والمهارات والقيم التي تميّزك عن غيرك.
ما هي العلامة التجارية الشخصية؟
تمامًا كما هو الحال مع العلامات التجارية للشركات، كل شخص لديه العلامة التجارية الشخصية الخاصة به. تعد العلامة التجارية الشخصية وسيلة للأشخاص الطموحين للترويج لأنفسهم عبر الإنترنت.
بالنسبة للمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والعاملين المستقلين والمتحدثين الرئيسيين، يعد بناء علامة تجارية شخصية فعالة جزءًا من الترويج لأنفسهم وخبراتهم ومهاراتهم للعملاء. بالنسبة للأشخاص العاديين، تعمل العلامة التجارية الشخصية على تحسين الثقة، وتفتح الباب أمام فرص جديدة وتساعدك على فهم نفسك بشكل أفضل.
العلامة التجارية الشخصية من شأنها أيضًا، تحسين المصداقية أثناء عرض مهاراتك وإبراز معرفتك، وتمنحك التمايز عن غيرك في تخصصات معينة، وتخلق انطباعًا دائمًا، حيث كلما عرضت علامتك التجارية الشخصية تذكرك الناس فورًا. ومع ذلك لن ينسجم الجميع مع علامتك التجارية الشخصية، لذا من المهم أن تقرر من تريد التواصل معه قبل البدء في إعدادها.
اقرأ أيضًا.. يفضِّلها الأثرياء الخفيون.. اكتشف موضة الـQuiet Luxury!
مظهرك جزء أساسي من العلامة التجارية الشخصية
ليس سرًا أن مظهرك يؤثر على الطريقة التي يراك الناس بها، ومدى تقديرهم لك. لذلك يعتبر خبراء التسويق، أن مظهرك يلعب دورًا رئيسيًا في خلق علامتك التجارية الشخصية، لأنها ببساطة تفصح عما تريد أن تقوله عن نفسك للمجتمع، ولهذا السبب يعتمد العديد من الأشخاص الناجحين على الملابس في خلق علاماتهم التجارية الشخصية.
كيف استخدم زوكربيرغ الموضة في بناء العلامة التجارية الشخصية؟
هناك العديد من الأشخاص الذين استطاعوا أن يخلقوا صورة مميزة لأنفسهم من خلال اختيار ملابسهم بذكاء، من بينهم مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta العملاقة، الذي يشتهر بارتداء التيشيرت الرمادي والجينز الأزرق في كل مكان.
يؤكد زوكربيرغ في أكثر من مقابلة أن السبب الأولي لارتداء ملابس عادية يعد شكلاً من أشكال «الاستراحة الذهنية»، حيث يعكس هذا الاختيار على بساطته وتواضعه رغبته في تركيز طاقته على الابتكار واتخاذ قرارات أخرى بعيدًا عن الحيرة في اختيار الملابس.
لكن على الجانب الآخر، فإن ملابسه غير الرسمية خلقت اتصالًا عاطفيًا بينه وبين الجمهور، وعزّزت صورة ذهنية عنه تفيد بقربه منهم أو أنه واحدًا منهم، وبالتالي يضفي على منتجاته صفة من الناس ولخدمة الناس.
اقرأ أيضًا.. الموضة السريعة: هل تمنحك قيمة ما أنفقت؟
كاثلين مارتينيز.. محامية اختارت اللون الوردي لتمثيل علامتها التجارية الشخصية
كاثلين مارتينيز هي محامية أمريكية، تخصصت في قضايا الهجرة والتمييز. في فيديو نشرته على تيك توك TikTok، شاركت قصتها مع متابعيها، حيث أظهرت كيف كانت تعمل في مكاتب محاماة تقليدية، حيث كان يطلب منها أن ترتدي ملابس رسمية ومحتشمة لتبدو جادة ومحترفة. ولكنها لم تشعر بالرضا عن نفسها أو عن عملها، فقررت أن تبدأ شركتها الخاصة، وتختار اللون الوردي ليكون علامتها التجارية الشخصية. وفي الصورة الأخيرة من الفيديو، ظهرت مارتينيز وزميلاتها وهن يرتدين ملابس وردية ويبتسمن بفخر وسعادة.
في مقابلة مع موقع The Entrepreneur، أوضحت مارتينيز أن اللون الوردي هو لونها المفضل، وأنه يرمز للأنوثة والقوة والإبداع. وأضافت أنها تريد أن تتحدى الصورة النمطية عن المحامين، وأن تظهر أنها تستطيع أن تكون محامية ناجحة ومرحة في نفس الوقت. وقالت: «المجال القانوني هو مجال محافظ ومهيمن عليه الرجال، وكثيرًا ما يسمون ثقافة مكاتب المحاماة بنادي الفتيان»، مضيفة «كنت أشعر دائمًا أنني يجب أن أخفي شخصيتي وأن أرتدي ملابس باهتة لكي ينظروا إلى قدراتي كمحامية».
اقرأ أيضًا.. «شي إن» تواجه دعوى قضائية جديدة في تقليد حقيبة يونكلو الشهيرة.. ما القصة؟
مارتينيز قالت أن اللون الوردي ساعدها على بناء علامتها التجارية الشخصية، وأنه جذب العديد من العملاء الذين يحتاجون إلى خدمات قانونية تتعلق بالهجرة والتمييز. وأشارت إلى أن الكثير من عملائها، خاصة النساء، يشعرون بالراحة والثقة عندما يرون اللون الوردي والطابع النسوي لشركتها، ويعتبرونها شريكة ومستشارة لهم في قضاياهم الحساسة. وختمت قائلة: «اللون الوردي هو لوني، وهو لون شركتي، وهو لون نجاحي».