روبوتات الدردشة.. في ظل تصاعد المخاوف من التطور المذهل والسريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي خاصة عندما يتعلق الأمر بانقراض «الجنس البشري»، إلا أن هناك مزايا مذهلة قد تنتج عن توظيف هذه التكنولوجيا الثورية بشكل يساعد الأجيال الحالية والقادمة على الابتكار.
ويعد أحد أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي حاليـًا هي برامج روبوتات الدردشة التي يمكنها محاكاة المحادثات البشرية بشكل مذهل وطبيعي تمامـًا. ورغم التحذيرات من أنه قد يُساء استخدامها وهو ما حدث بالفعل، إلا أن إحدى الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة تعتزم توظيف هذه الأداة لخدمة العملية التعليمية بشكل يمنح طلابها تجربة جديدة ومثيرة للاهتمام.
روبوتات الدردشة في جامعة هارفارد
ويستعد طلاب جامعة هارفارد لمفاجأة تننظرهم هذا الخريف، إذ سيكتشفون أن برنامجهم الدراسي الرئيسي في علوم البرمجة سيتم تدريسه بمساعدة روبوتات الدردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي، في تحول مذهل يصفه البروفيسور ديفيد مالان المشرف على الدورة التعليمية، بأنه «تطور للتقاليد» المتعارف عليها في التعليم.
وأطلقت جامعة هارفارد خططًا لدمج روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في تدريس منهج الدورة التعليمية، والمغامرة بشكل أعمق في الجانب المجهول لهذه التكنولوجيا الثورية، وهو مجال تطور بشكل كبير وغير مسار التكنولوجيا
ووفقـًا لصحيفة «هارفارد كريمسون»، قال البروفيسور مالان إن الدورة التمهيدية في البرمجة التي ستوظف برامج روبوتات الدردرشة تهدف إلى الكشف عن برنامج جديد في منهجها الدراسي وأن دورة علوم الكمبيوتر التمهيدية بمساعدة روبوتات الدردشة التي تعرف اختصارًا باسم «CS50 bot» هي طريقة أخرى للقيام بذلك.
اقرأ أيضاً.. سوفت بنك تنفق 140 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي
مٌٌعلم لكل طالب عبر روبوتات الدردشة
وأوضح مالان للصحيفة الجامعية قائلاً «أملنا هو أن نتمكن من خلال الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى توفير مُعلم إلى كل طالب في دورة علوم الكمبيوتر (سي إس 50)، من خلال تزويدهم بالأدوات القائمة على البرامج التي يمكن أن تدعم تعلمهم بسرعة وبأسلوب يناسبهم بشكل أفضل على مدار الأسبوع».
وأوضحت الصحيفة أن برامج روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، سيساعد الطلاب في العثور على أخطاء في البرمجة والإجابة على الأسئلة وتقديم الملاحظات ومعرفة المزيد حول عملية البرمجة بطرق أخرى.
وأكد مالان أنه على الرغم من أن روبوتات الدردشة سيكون لديها قدرات للإجابة على الأسئلة، إلا أنه يمكن مراجعة إجاباته من قبل فريق العمل البشري. وأوضح أيضا أن الغرض من الروبوت هو المساعدة في توجيه الطلاب خلال عملية التعلم بدلاً من تقديم الإجابة المباشرة على الأسئلة الموجهة لهم.
اقرأ أيضاً.. هل الذكاء الاصطناعي بداية ثورة صناعية رابعة أم «فقاعة دوت كوم» أخرى؟
مخاطر روبوتات الدردشة في التعليم
يأتي ذلك فيما بدأ الطلاب بالفعل في استخدام روبوت الدردشة تشات جي بي تي لإكمال المهام المدرسية في الأشهر الأخيرة. وأثارت التطورات في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في التعليم، مخاوف من أن الروبوتات يمكن أن تقود الطلاب إلى أن يصبحوا أكثر كسلاً ويعتمدون بشكل متزايد على التكنولوجيا للحصول على إجابات
قد تبدو الفكرة جيدة بالفعل خاصة إذا تم توظيفها على نحو ملائم، ولكن مارتن راند المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «باكتوم إيه آي»، المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حذر من المخاطر، وذلك حسبما ذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
وقال راند «أود أن أقول إن المخاطر تتعلق بأنه يجب أن نعتبر أن هذه نماذج إحصائية، أي أنها ستطرح أكثر الإجابات احتمالاً ولكن قد يكون هذا الاحتمال دون المستوى أيضـًا. لذلك يجب أن يتواجد الأساتذة خلال الدورة لتوضيح الفارق، وأعتقد أن جامعة هارفارد اتخذت النهج الصحيح في توفير هذا فقط للدورات التمهيدية». وأوضح راند أنه على الرغم من المخاطر المحتملة، فإن هذا التطوير له جانب إيجابي ويمكن أن يساعد في التشجيع على مزيد من الابتكار والتعليم.
اقرأ أيضاً.. السعودية الأولى عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي
وتبقى الآمال معقودة على نجاح التجربة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية ما يمنح الطلاب تجربة مختلفة تواكب التطور التكنولوجي في الوقت الحالي. ولكن رغم كل هذا التفاؤل لا يزال هناك تحديـًا قائمـًا يتمثل في مدى قدرة الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات على وضع قواعد تنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي حتى لا تتحقق أبرز مخاوف جيفري هينتون، الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، والذي حذر من أن هذا التطور قد «يمحو البشرية».