شارك الملياردير الأميركي بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت أحد أغنى الأشخاص في العالم، وجهة نظره بشأن عملة البيتكوين، محذر المستثمرين من الطبيعة المتقلبة للعملة المشفرة الأشهر.
ويعد بيل غيتس أحد أبرز الشخصيات التقنية والمشاهير الذين تبنوا العملة المشفرة، وهو الآن خامس أغنى شخص في العالم بثروة تبلغ حوالي 147 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
بيل غيتس يحذر من تدوينات إيلون ماسك
بيل غيتس، أظهر تحفظه تجاه الاستثمار في عملة البيتكوين، ونصح المستثمرين بضرورة الانتباه إلى التقلبات الكبيرة التي تمر بها العملة المشفرة الأولى.
وأكد مؤسس شركة مايكروسوفت، أن منشورات إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، على منصة إكس (X)، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد أسعار العملات المشفرة، محذرًا إياهم من التأثيرات السلبية لهذه المنشورات.
اقرأ أيضًا: روبرت كيوساكي يحذر من انهيار البنوك: البيتكوين هي الحل
وفي عام 2021، قامت شركة تسلا بشراء 1.5 مليار دولار من البيتكوين، مما ساهم في زيادة قيمتها، وفي مارس 2021، باعت تسلا نحو 10٪ من حصتها بمبلغ يزيد عن 250 مليون دولار عندما وصل سعر البيتكوين إلى أكثر من 60 ألف دولار، ورغم تراجع أسهم تسلا بنسبة 20%؛ إلا أن الشركة احتفظت بكمية كبيرة من البيتكوين.
وفي يونيو 2022، عندما كانت السوق في أسوأ حالاتها، قامت تسلا ببيع حوالي 75% من حصتها لزيادة رصيدها النقدي، وهذا تزامن مع هبوط سعر البيتكوين إلى أقل من 20 ألف دولار.
وفي عام 2023، شهدت البيتكوين ارتفاعًا بنسبة حوالي 150%، مما أثار التساؤلات حول الأرباح التي فاتت شركة تسلا، والتي تقارب 500 مليون دولار.
وبحسب كوين ديسك (Coindesk)، فإن تسلا (Tesla) تملك أكثر من 387 مليون دولار من البيتكوين حتى عام 2024.
البيتكوين تناسب الأشخاص الأكثر ثراءً
قال بيل غيتس، إن عملة البيتكوين تناسب بشكل كبير الأشخاص الذين لديهم ثروات ضخمة، بينما تشكل مخاطرة للأشخاص الذين لا يملكون الكثير من المال، بسبب التقلبات العالية للعملة المشفرة.
اقرأ أيضًا: مؤلف كتاب «الأب الغني والأب الفقير» يعلن توقعاته لسعر البيتكوين.. ماذا قال؟
وأعطى مؤسس شركة مايكروسوفت، مثالًا على الملياردير إيلون ماسك، قائلا: «إيلون غني جدًا، وذكي جدًا، لذلك لا يهمه إذا كانت عملة البيتكوين الخاصة به تصعد أو تهبط بشكل عشوائي».
وأضاف: «إذا كنت أقل ثراء من إيلون، فعليك أن تكون حذرًا».
مخاطر تشمل الاضطراب المالي
بيل غيتس، عبر عن رأيه الحذر بشأن العملات المشفرة، ونبه المستثمرين إلى الخطورة التي تنطوي عليها العملات المشفرة لمن لا يملكون القدرة على تحمل الخسائر الكبيرة، وفقا لـ موقع بنزينغا.
اقرأ أيضًا: هل يصل سعر البيتكوين إلى مليون دولار؟.. محللون يجيبون
وفي مقابلة مع بلومبرغ، تناول غيتس، الجوانب والمشاكل المتعددة للعملات المشفرة، مثل القلق من عدم وجود تنظيم كاف وإمكانية إساءة استخدامها.
وبين مؤسس مايكروسوفت، أن أكبر مخاطرة تكمن في الخصائص اللامركزية للعملات المشفرة مثل البيتكوين، مشيرًا إلى أن هذه الخصائص رغم أنها مهمة للعملات المشفرة؛ إلا أنها تنطوي على مخاطر لا تقتصر على الاضطراب المالي ولكن تشمل أيضًا تسهيل الأنشطة الغير قانونية.
ومع ذلك، اعترف غيتس بالمنافع الممكنة للعملات المشفرة، خصوصًا فيما يتعلق بالشفافية والتنظيم، وأشاد بجهود مؤسسة بيل وميليندا غيتس في دعم مبادرات العملة الرقمية التي تضمن معاملات واضحة. وذكر غيتس أن هذه الجهود أظهرت فعاليتها في تقديم الأموال بكفاءة للمستحقين، لا سيما في الدول الفقيرة، خلال الوباء.
استثمارات بيل غيتس
يستثمر بيل غيتس في مجموعة متنوعة من القطاعات عبر محافظه الاستثمارية الشخصية والمؤسسية، حيث يركز على الشركات التي لديها أساسيات جيدة وإمكانات نمو، ويحتفظ بحصص كبيرة في القطاعات التكنولوجية والمالية والاستهلاكية.
وأظهرت محفظته الاستثمارية في الربع الثالث من عام 2023 استثمارات في عمالقة التكنولوجيا مثل نفيديا (Nvidia)، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) بفضل وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) والقطاعات الكلاسيكية التي تمتلك آفاق نمو عالية مثل إدارة النفايات.
اقرأ أيضًا: لا تتخذ قرارات للعام الجديد وتعلم من بيل غيتس!
وكذلك استثماره في شركة كاتربيلر، وهي الشركة الرائدة في مجال الآلات الثقيلة، والتي سجلت نموًا كبيرًا في الإيرادات، ما يدل على اهتمام غيتس بالابتكارات التقنية والصناعات الأساسية.
وتمثل التحركات الاستراتيجية في محفظة غيتس نهجًا متزنًا في الاستثمار، يجمع بين القطاعات المحتملة ذات النمو العالي مثل الذكاء الاصطناعي والخدمات الأساسية الموثوقة، ويوضح هذا المزيج فلسفته الاستثمارية الأوسع والتي تقوم على: «البحث عن أحدث الابتكارات ودعم الشركات الراسخة التي تتمتع بسجلات نجاح مثبتة».
وتقدم استراتيجية بيل غيتس الاستثمارية دروسًا قيمة للمستثمرين الأفراد، أبرزها التنويع في الاستثمار وهو أمر أساسي، وخاصة في الشركات الناشئة والشركات في طليعة التكنولوجيا والاستدامة، ويسلط هذا النهج الضوء على الفوائد المحتملة للاستثمار في القطاعات التي لا تقدم فقط عوائد مالية، بل تساهم أيضًا في التقدم التكنولوجي والتقدم البيئي.