أنقذت شركة «AMD» من عثرتها وديونها، وتمكنت من جذب المزيد من العملاء بفضل ثورة الذكاء الاصطناعي، وتنافس ابن عمها الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ، وأخيرًا وجدت لنفسها مكانًا في قائمة المليارديرات، إنها ليزا سو، أحدث المليارديرات، واللاعب المهم في عالم الرقائق الإلكترونية.
بسرعة كبيرة نجحت ليزا سو، 54 عامًا، الرئيس التنفيذي لشركة أشباه الموصلات ادفانسد مايكرو ديفايسز (Advanced Micro Devices) التي تعرف اختصارًا بـ(AMD)، في قيادة الشركة، لتصبح السيدة المنحدرة من مدينة تاينان، العاصمة القديمة لتايوان، اسمًا معروفًا بين قادة شركات التكنولوجيا.
وشركة AMD، هي شركة أميركية متعددة الجنسيات تعمل على تطوير معالجات الكمبيوتر والتقنيات ذات الصلة لأسواق الأعمال والمستهلكين، وحققت طفرة كبيرة مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
رحلة المليارديرة ليزا سو
انتقلت ليزا سو، مع عائلتها إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الثالثة من عمرها. وبعد تخصصها في الهندسة الكهربائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ودراسة الماجستير والدكتوراه، دخلت سو إلى إنتاج الرقائق الذكية، حيث عملت في العديد من الشركات الكبرى وتولت فيها أدوارًا قيادية، مثل تيكساس إنسترومينتس (Texas Instruments)، وآي بي إم (IBM).
وفي عام 2012، انضمت ليزا إلى شركة AMD، وسرعان ما أصبحت نائب أول للرئيس ومدير عام للأعمال العالمية، وهو ما أهلها في النهاية لتولي منصب الرئيس التنفيذي بعد عامين، لكن النجاح لم يكن مضمونًا، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
كان سلفها، روري ريد، قد ترك وراءه شركة مثقلة بديون بمليارات الدولارات، وكان يكافح من أجل جذب المعالجات باهظة الثمن التي استثمر فيها بكثافة وكان المنافسون مثل إنتل يتفوقون على الشركة.
اقرأ أيضًا.. الرابحون من الذكاء الاصطناعي.. «إنفيديا» ليست وحدها
ولكن بعد حصولها على حزمة تعويضات حفزت الجهود الرامية إلى تعزيز أداء الأسهم، حصلت على أجر أساسي أقل من ريد البالغ 850 ألف دولار، لكنها حصلت على أكثر من ستة ملايين في صورة خيارات أسهم، فقامت ليزا سو بإحياء الشركة من جديد، وارتفع السهم أكثر من 60 ضعفًا منذ أن أصبحت رئيسًا تنفيذيًا في عام 2014، وفقًا لمجلة فوربس.
ومن خلال التركيز على تصميم مختلف جذريًا لوحدات المعالجة المركزية المعروفة باسم زن (Zen)، والتي تم إصدارها لأول مرة في عام 2017، استعادت الصناعة ثقتها في قدرة الشركة على توفير المكونات المهمة لأجهزة الكمبيوتر بكميات هائلة من الطاقة وكفاءة الطاقة، والآن أصبح يتم استخدام الإصدارات الأحدث من وحدات المعالجة المركزية هذه من قبل الجميع، بدءًا من مايكروسوفت (Microsoft) وحتى سوني (Sony)، وحتى تم استخدامها في وحدات تحكم الألعاب مثل إكس بوكس سيريس إكس (Xbox Series X) وبلاي سيتشين ((PlayStation 5)، على سبيل المثال.
ليزا سو تنافس ابن عمها جنسن هوانغ
مع بداية طفرة الذكاء الاصطناعي، بدأت تتجه إلى تصنيع الرقائق الذكية، وهو ما وضعها في منافسة مع ابن عمها الملياردير جنسن هوانغ، رئيس شركة إنفيديا، المتخصصة في تصنيع الرقائق الذكية.
ولكن ليزا سو، اتخذت أسلوبًا مختلفة، حيث عملت على توسيع قسم وحدات معالجة الرسوميات GPU الخاص بها، وهي عبارة عن وحدات معالجة الرسوميات من أنواع المعالجات الصغرى، التي تستخدم في أجهزة الحاسوب الشخصي والحاسوب الإداري وأنظمة ألعاب الفيديو، وهي وحدات تتمتع بكفاءة عالية جدًا بالإضافة إلى أنها تمتلك نظام التحليل المتوازي الذي يجعلها أكثر فعالية من وحدات المعالجة المركزية في مجموعة من الخوارزميات المعقدة.
اقرأ أيضًا: إنفيديا تكشف عن رقاقة جديدة «أكثر قوة» لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي
ومع استخدام هذه المعالجات في الذكاء الاصطناعي أحدثت طفرة كبيرة، وأصبح الطلب عليها مرتفعًا من أمثال أوبن إيه آي (OpenAI) وميتا (Meta)، لدرجة أنها طغت على منافستها إنفيديا (Nvidia) بشكل كبير في هذه الوحدات.
وفي الوقت الذي نجح جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (Nvidia)، في رفع قيمة الشركة السوقية إلى أكثر من 2.2 تريليون دولار، من خلال إقناع قطاع صناعة الذكاء الاصطناعي بأن وحدات معالجة الرسومات الخاصة به تتمتع بميزة على تلك الموجودة في المنافسين، بدأت ابنة عمه في البروز كمنافسة قوية.
ونجحت ليزا سو، في المقابل في البلوغ بشركة «AMD»، بقيمة سوقية حوالي 278 مليار دولار، ومع ذلك فهي لن تتوقف وتعتزم منافسة ابن عمها هوانغ، في أنواع أكثر من الرقائق، وفي ديسمبر 2023، كشفت النقاب عن شريحة «MI300X» الجديدة من شركة «AMD» كمنافس لأفضل عروض إنفيديا (Nvidia)، ووصفتها بأنها مسرع الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا.
وتتوقع أن تحصل ليزا سو، على مبيعات كبيرة من هذه الرقائق، حيث تستخدمها شركات الذكاء الاصطناعي مثل أوبن إيه آي (OpenAI)، مؤكدة أن شركة «AMD» ربما تصل مبيعاتها إلى مليار دولار بحلول منتصف عام 2024، وتتوقع الشركة أيضًا نموًا أوسع في صناعة الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة حيث تستهدف تقييمًا بقيمة 400 مليار دولار بحلول عام 2027.
ثروة ليزا سو
بالنسبة إلى ليزا سو، فإن زيادة مبيعات شركتها بهذا القدر، لايعني سوى البداية، حيث تتوقع أن شركات الذكاء الاصطناعي، سوف تهتم أكثر خلال السنوات المقبلة بقوة الحوسبة، ومن هنا سوف تتضاعف مبيعات الشركة أكثر في المستقبل.
وهذا ما جعل الكثير من الخبراء والمتابعين لشركات التكنولوجيا يلتفون إلى ليزا سو، وشركة «AMD»، التي بدأت صعودا هادئا إلى الشريحة العليا في صناعة التكنولوجيا الأميركية، خاصة مع نجاح شرائح «GPU»، التي تستخدمها الشركات التي تسعى إلى الحصول على الطاقة الحاسوبية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: «لا شيء يسعدني أكثر من بناء شركة».. من جينسن هوانغ مؤسس إنفيديا؟
وفي الأيام الماضية، ظهر اسم ليزا سو، كأحدث المشاركين في قائمة المليارديرات السنوية التي تنشرها مجلة فوربس، حيث تقدر ثروتها الصافية الآن بـ 1.3 مليار دولار.
ومع ذلك فإن زيادة الطلب على الشرائح التي تنتجها شركتها ربما يؤدي إلى زيادة ثروتها بشكل أكبر، وزيادة حصة شركة «AMD» من الرقائق التي تستخدمها شركات التكنولوجيا، فهل ستكون قادرة على التغلب على ابن عملها الملياردير جنسن هوانغ، رئيس شركة إنفيديا (Nvidia)، الذي تقدر ثروته بنحو 77 مليار دولار؟