ُيعد Yat Siu من الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا الرقمية، حيث أسهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل عالم الـWeb3. بدأت رحلته في هذا المجال مع شغف عميق بتطوير البيئة الرقمية وتقديم حلول مبتكرة لتحسين تجربة المستخدمين في الفضاء الافتراضي. منذ تأسيسه لشركة Animoca Brands في عام 2014، ركز على تحويل مفهوم Web 3 من فكرة إلى واقع ملموس، ونجح في تقديم رؤى متقدمة حول التطبيقات اللامركزية واستخدامات الـNFTs، التي أصبحت أدوات أساسية في هذا العالم الجديد.
تحت قيادته، لم تكتف Animoca Brands بتطوير التطبيقات والتقنيات فقط، بل أصبحت أيضًا رائدة في صناعة الـNFTs، حيث دعمت إطلاق لعبة CryptoKitties في عام 2017، التي كانت واحدة من أولى الألعاب المعتمدة على هذه التقنية. توسعت الشركة من مقرها في هونغ كونغ لتشمل أسواقًا جديدة، مثل الشرق الأوسط، حيث يسعى اYat Siu لاستكشاف الفرص الواعدة.
اYat Siu رجل أعمال و”Angel Investor“، ولد ونشأ Yat Siu في فيينا بالنمسا قبل أن ينتقل إلى هونغ كونغ في عام 1996 ليؤسس Hong Kong Cybercity، أول صفحة ويب مجانية ومزود بريد إلكتروني في آسيا. قبل انتقاله إلى هونغ كونغ، عمل في شركة Atari في ألمانيا ثم في Lexicor، حيث شغل منصب مدير ورئيس قسم الساحل الشرقي للولايات المتحدة. في أواخر التسعينيات، أسس شركة Outblaze، التي تم بيعها لاحقًا لشركة IBM في عام 2009.
اقرأ أيضًا.. «نقطة» السعودية تدخل شراكة استراتيجية مع «ساندبوكس» لتطوير ألعاب Web3
في عام 2011، أسس تطبيق Animoca في هونغ كونغ، وهو واحد من أكبر التطبيقات في العالم للمطورين والناشرين. كانت الشركة وراء العديد من التطبيقات الناجحة مثل Pretty Pet Salon وCinderella Cafe. بعد حصولها على تمويل مبكر من Intel واصلت Animoca تطوير ونشر مئات التطبيقات عبر منصات IDG-Accel وCapital، عبر أنظمة تشغيل iOS وAndroid.
خلال مسيرته المهنية، حاز Yat Siu على العديد من الألقاب والجوائز، بما في ذلك “Global Leader of Tomorrow” و”Young Global Leader” من المنتدى الاقتصادي العالمي، تقديرًا لمساهماته الكبيرة في قطاع الأعمال والمجتمع.
في السطور التالية، تلتقي Fifreedomtoday مع Yat Siu للحديث عن رحلته في عالم الـWeb3، واستشرافه لمستقبل التكنولوجيا الرقمية، وترابط الأنظمة المالية مع البلوكشين وWeb3، وأهمية الوعي المالي، إضافة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة للشباب في هذا المجال، وكذلك خطط وتوجهات Animoca Brands في منطقة الشرق الأوسط.
متى دخلت شركة Animoca في صناعة الـWeb3؟
دخلت Animoca في مجال Web3 منذ عام 2017، وكان التداول بالبيتكوين وتعدينها قد اجتذب بعض الأفراد بين عامي 2009 و2010، ولكننا دخلنا المجال بتركيز على الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs، والتي لم تكن سائدة أبدًا في ذلك الوقت، لتجمع بين الثقافة والفن والترفيه، وكان لدينا رؤية بالمستقبل أن هذا ما سيقود إلى التبني الجماعي الأوسع في مساحة Web3.
ما هي الخطوات الأولى التي اتخذتها Animoca في هذا المجال؟
بدأنا أولًا مع الألعاب، ودخلنا هذا المجال في عام 2017 ودعمنا إطلاق NFT CryptoKitties عبر استثمارات في ستديو Labs Dapper، وكانت هي واحدة من أولى الألعاب التي تعتمد على تقنية NFTs.
تم إطلاقها كلعبة قائمة على بلوكشين إيثريوم حيث يمكن للاعبين شراء وبيع وتربية قطط رقمية فريدة، كل قطة في اللعبة تمثلNFT ، مما يعني أنها فريدة ولا يمكن تكرارها أو استبدالها. هذه القطط الرقمية تختلف من حيث الصفات الجينية، مما يؤدي إلى تنوع واسع في الأشكال والألوان والخصائص. يمكن للاعبين تربية قطتين لإنشاء جيل جديد من القطط بصفات جديدة.
اقرأ أيضًا.. كيف تعيد روبوتات الذكاء الاصطناعي تعريف مشهد Web3؟
كانت CryptoKitties من أوائل المشاريع التي سلطت الضوء على إمكانيات NFTs في إنشاء ممتلكات رقمية فريدة يمكن تداولها في السوق، وبسبب الطلب الكبير، بعض القطط الرقمية تم بيعها بمبالغ ضخمة، حتى أن بعضها وصل إلى آلاف الدولارات. هذا الاهتمام أدى إلى زيادة الحديث عنها وأصبح الكثيرون يرغبون في المشاركة للاستفادة.
كيف تطورت استثماراتكم في هذا المجال؟
نظ ًرا لأننا شركة ألعاب ولسنا شركة بلوكشين في الأصل، قررنا أن أفضل طريقة للتعرف على الصناعة هي من خلال الاستثمار فيها. وعلى عكس الصناديق التقليدية، استثمرنا من ميزانيتنا العمومية. هذا قادنا للاستثمار في شركات مثل Axie Infinity، وشراء Decentraland وSandbox، وأصبحت بعض هذه الاستثمارات كبيرة جًدا مثل MagicEden وOpenSea.
هذه الاستثمارات ساعدتنا على النمو بشكل أوسع ونرى أن الالتزام بهذا المجال يشير إلى مستقبل يتم فيه تعزيز الملكية الرقمية والشمول المالي، مما يخلق فر ًصا مالية أكبر ومساواة أفضل للجميع على نطاق واسع.
لقد دخلتم المجال قبل ازدهار العملات المشفرة الذي حدث عام 2021، ولابد من أنكم واجهتم تحديات عديدة نظرًا لقلة المصادر الموجودة وعدم وعي المجتمع هذا المجال، فما هي التحديات التي واجهتموها عندما بدأتم في 2017؟
التحديات التي واجهناها منذ بداية دخولنا في هذا المجال كانت تتعلق بشكل رئيسي بمحاولة إقناع الأشخاص بفهم قيمة هذا القطاع، وهو أمر صعب للغاية. في الفترة من 2018 و2019، كان أكبر منتقدينا هم في الواقع من داخل مجال العملات المشفرة، وليس من خارجه. على الرغم من أن الأشخاص خارج هذا المجال كانوا يرون الأمر كمجال حديث ومثير للاهتمام، إلا أنهم لم يكونوا يقدرون قيمته بالكامل. لكن النقاد الرئيسيين كانوا من مجتمع العملات المشفرة نفسه، وخاصة أولئك الذين كانوا يعملون في مشاريع مثل إيثريوم. كان من الصعب جدا إقناعهم بدعمنا، ربما بسبب خلفياتهم المالية وعدم ارتباطهم بالألعاب والترفيه. واليوم، ما زلنا نواجه هذا النوع من الانتقادات، خاصة من أولئك الذين ينتمون إلى عالم البيتكوين ويعتبرون كل ما هو جديد بمثابة عملية احتيال.
متى ظهرت نقطة التحول والانطلاق بنسبة لـ Animoca ومجال الـ Web3 و NFTs؟
لم نتوقع أن تنمو صناعة الـWeb3 وNFTs بهذه السرعة، ولكن التغيرات مثل جائحة كورونا كانت حافزًا كبيرًا لتسريع هذا النمو، حيث زادت الحاجة إلى التعاملات عبر الإنترنت، مما أدى إلى تسريع تطور العملات المشفرة وWeb3 هذا التغير كان ملحوظًا بشكل خاص في البلدان النامية، حيث كانت العملات المشفرة و Web3 توفر بديلاً حيو ًيا للبقاء.
في ظل تفاقم أزمة الاقتصاد العالمي، أصبحت Web3 والعملات المشفرة أكثر أهمية كوسيلة لتحقيق التوازن وإعادة توزيع الفرص. وغال ًبا ما لا يتم إدراك هذه الروابط بوضوح، لكن الحقيقة أن الثورات والصناعات التي تعيد التوازن في ظل الفجوات الكبيرة تكون حيوية. لذا، نعتقد أن Web3، باعتباره نموذجًا جديدًا للرأسمالية الرقمية، يمثل حلاً فعالاً للتعامل مع هذا التحدي.
ما هو الأمر الذي يدفعك اليوم إلى المواصلة بدفع الحدود في صناعة البلوكشين لمواصلة ما بدأته قبل بضع سنوات؟
ما يدفعنا اليوم للاستمرار في دفع حدود صناعة البلوكشين هو التزامنا بمهمة واسعة النطاق تتعلق بحقوق الملكية الرقمية. نركز على هذا المجال لأننا نؤمن أن مفهوم الملكية، سواء كان عقا ًرا في العالم الكلاسيكي أو ممتلكات أخرى، يمنح الناس القدرة على بناء والاستثمار في مستقبلهم.
في العالم التقليدي، يمكن للملكية مثل العقارات أو حتى المواشي أن تتيح لك بدء عمل تجاري أو تحقيق فوائد. لكن اليوم، نرى أن الكثير من الناس لا يمتلكون أصولاً قيمة. لذا، نحن نعتقد أن الملكية الرقمية هي المفتاح، حيث توفر فرصة للجميع لتصبح رأسماليين بطرق لم تكن ممكنة في العالم المادي.
اقرأ أيضًا.. مايكروسوفت تدخل في شراكة مع «أبتوس لابز» لدمج الذكاء الاصطناعي والويب 3
ملكية الأصول الرقمية تمنح الشباب فرصة للانخراط في عالم يهمهم ويتناسب مع جيلهم. بينما يصعب امتلاك العقارات أو الأسهم في العالم المادي، توفر الملكية الرقمية نموذ ًجا أكثر انفتا ًحا وفائدة، مما يتيح للأفراد بناء وتطوير ثرواتهم بطرق جديدة ومبتكرة.
لاحظنا في مناطق مثل الفلبين أن الملكية الرقمية قدمت فر ًصا حقيقية، رغم وجود تقلبات ومشاكل. العديد من الأشخاص استفادوا من هذه الفرص، حيث تمكنوا من كسب دخل بديل ساعدهم على البقاء، وبدأ بعضهم في بناء ثروات حقيقية.
ما لا يدركه الكثيرون هو أن العاملين في مجال Web3 يشكلون فئة ثرية جديدة، لم يأتوا من خلفيات ثرية تقليدية. بدلاً من ذلك، هم أفراد لم يكن لديهم أموال، ولكنهم تمكنوا من تحقيق النجاح من خلال هذا الفضاء.
نحن نرى في هذا المجال فرصة حقيقية، ونعتقد أنه يمثل المستقبل إذا تمكنا من إدخال المزيد من الأشخاص إلى هذا المجال، فإننا نعيد مفهوم النجاح الذي كان مرتب ًطا بالحلم الأمريكي التقليدي، والذي أصبح بعيد المنال بالنسبة للكثيرين في الوقت الحالي.
في الاقتصاد الحديث، الانتقال من اقتصاد العمل إلى اقتصاد رأس المال يعني أن الاستثمار في الأسواق المالية قد يوفر الفرص، بينما العمل التقليدي قد يكون أقل جدوى. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في التعليم حول المال والقيمة والاستثمار، مما يزيد من صعوبة تحقيق النجاح.
ما الذي يجعلك متفائلًا بشأن مستقبل حقوق الملكية الرقمية وكيف يمكن أن تسهم في تحسين النظام المالي الحالي؟
إذا كنت قد قضيت سنوات دراستك دون تعلم الاستثمار، فإنك قد تضيع فرصة ثمينة لبناء ثروتك. تخيل لو كان لديك فرصة لاستثمار جزء من أموالك قبل 20 عا ًما؛ سيكون وضعك المالي اليوم مختلفًا. لذلك، مهمتنا هي نشر حقوق الملكية الرقمية، لأننا نعتقد أنها ستخلق نموذ ًجا أفضل للرأسمالية، حيث تتيح الفرصة لعدد أكبر من الناس للمشاركة.
اقرأ أيضًا.. هل دمج الذكاء الاصطناعي والويب 3 أصبح قريبًا؟
في العالم التقليدي، من الصعب تصور أن معظم الناس يمتلكون ممتلكات ذات قيمة، مثل العقارات. ولكن في عالم البلوكشين، يمكننا أن نتصور مستقبلاً حيث يمكن لمليارات الأشخاص امتلاك أصول رقمية.بينما تمتلك الشركات الكبرى عدًدا محدوًدا من المساهمين، يمكن أن تدعم الشبكات مثل الإيثريوم والبيتكوين عدًدا كبيًرا من حاملي الرموز المميزة دون مشاكل.
كيف ترى الوضع الحالي لسوق العملات المشفرة في ظل قلة الوعي بالتكنولوجيا الأساسية والاختلاط بين الكريبتو كالبيتكوين ودوجكوين والملكية الرقمية؟ وكيف توضحون هذا الاختلاف للأفراد الذين تحاولون جذبهم لهذا المجال؟
العديد من الأشخاص لا يفهمون تما ًما مفهوم الملكية الرقمية ويتعاملون مع العملات المشفرة كنوع من التكهنات. غال ًبا ما يركزون على النمو المحتمل دون فهم التكنولوجيا التي تدعمها.
لتوضيح هذا، نقول إن الملكية الرقمية تعني امتلاك جزء من شبكة تؤثر بشكل إيجابي على قيمتها. هذه الشبكات ليست مجرد تكتلات بسيطة، بل تعزز من قيمتها بشكل مضاعف. مثلاً، إذا استخدم مليار شخص إيثريوم، فإن قيمتها سترتفع بفضل تأثير الشبكة.
على عكس العوائد التقليدية من الاستثمارات مثل السندات، تعزز تأثيرات الشبكة قيمة الأصول الرقمية بطريقة مركبة. بينما استفادت شركات كبيرة مثل فيسبوك وأبل من تأثير الشبكة، ولم يستفد المستخدم النهائي كثي ًرا. لكن في عالم العملات المشفرة، يمكن للمستخدمين الاستفادة بشكل مباشر من امتلاك جزء من هذه الشبكات. وإذا كنت تعتقد أن هذه الشبكة لديها مستقبل، فإن استثمارك فيها سيكون ذا قيمة بمرور الوقت.
كيف يمكن لـ Web3 تحسين المعرفة المالية العالمية وكيف قد يؤثر ذلك على الشمول المالي وسوق الاستثمار؟
الكثير من الناس يفتقرون إلى المعرفة المالية الأساسية، وهذا يعزز الحاجة إلى تحسين التعليم المالي. نعتقد أن Web3 يمكن أن يجعل المعرفة المالية شائعة مثل ويكيبيديا، حيث يمكن للناس الوصول إليها بسهولة وبتكلفة منخفضة.
مع Web3، سيكون من الضروري امتلاك مستوى معين من المعرفة المالية للدخول في هذا المجال، مما سيدفع الناس لتعلم المزيد عن المال والاستثمار. تخيل عالمًا حيث يحصل مليار شخص على تعليم مالي؛ هذا سيقلل من عمليات الاحتيال ويزيد من مستوى الاستثمار الشخصي.
إذا كان المزيد من الناس يمتلكون المعرفة المالية، سيؤدي ذلك إلى توزيع أكثر عدلاً للثروات ويقلل من الفجوة الاقتصادية، مما سيجعل الأسواق أكثر شمو ًلا وتنو ًعا.
اقرأ أيضًا.. واحة رأس الخيمة للأصول الرقمية تدخل في شراكة لدعم شركات «الويب 3.0» الناشئة
نرى ذلك في بعذ البلدان في أوروبا والولايات المتحدة، وخاصة بين الشباب، على الرغم من أنها دول متقدمة، فإن المعرفة المالية منخفضة لأنك لا تتعلمها في المدرسة. لذلك ينظرون إليها بحذر أكبر وربما يخافون منها.
ولكن إذا نظرت إلى دبي، والسعودية، وهونغ كونغ، وسنغافورة، فإنهم جميعًا مراكز مالية وهذا يعني أن غالبية الناس لديهم بعض المعرفة المالية. وما تلاحظه أي ًضا هو أن غالبية الأشخاص مهتمون بالعملات المشفرة، وهم في هذا المجال. إذن هناك علاقة بين البلدان المتقدمة تكنولوجيا ومال ًيا وزيادة النشاط في مجال العملات المشفرة.
نرى في الشرق الأوسط تبنيًا واسعًا للعملات المشفرة، كما هو الحال في دبي والمملكة العربية السعودية. حيث يتبنون تقنيات البلوكشين والـWeb3 ويطلقون مشاريع كبيرة وشراكات في هذا المجال. بنا ًء على ذلك، كيف تخطط Animoca Brands لتعزيز مشاركتها أو التوسع في أسواق الشرق الأوسط في السنوات القادمة؟
نحن نشيطون للغاية في المنطقة، لقد بدأنا بالفعل عملياتنا في دبي، ونعمل على التأسيس في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع المملكة. كما تعلم، نيوم أصبحت مستثمراً ونحن نعمل معهم على تطوير مركز Web3، لذلك، أعتقد أن الشرق الأوسط ذو أهمية كبيرة.
من الناحية الديموغرافية، إنه سوق ممتاز، بفضل التركيبة السكانية الشابة التي نشأت في العصر الرقمي ولديها شغف بالألعاب. هناك رغبة قوية في التطور واحتضان التغييرات الجديدة التي تساعدهم على التقدم.
ما لاحظته في البلدان التي زرتها هو أن التقدم يمثل أولوية، ليس فقط على الصعيد السياسي ولكن أي ًضا بالنسبة للمستخدمين الشباب الذين يتطلعون إلى التغيير والنمو والفرص. وبالنسبة لهم، فإن Web3 هو الوسيلة المثالية لتحقيق ذلك.
هل تعتقد أنه يمكن أن يكون هناك قائد عالمي واحد في صناعة الـWeb3 ؟
في الواقع، لا يوجد قائد عالمي محدد في مجال الـWeb3 حتى الآن. إذا نظرت إلى الصناعات الأخرى، يمكنك القول إن الولايات المتحدة هي الرائدة عالميًا في صناعة ألعاب الفيديو، أو ربما فنلندا في مجال ألعاب الهواتف المحمولة. وبالنسبة للتجارة الإلكترونية، الشركات الكبيرة مثل Amazon ، eBay، و Alibaba تسيطر على المشهد. في هذه القطاعات، القادة العالميون معروفون، وعليك التكيف مع وجودهم.
اقرأ أيضًا.. ما هي ألعاب Web3.. وكيف تعمل؟
لكن في مجال الـWeb3، لا يوجد احتكار أو قائد واحد، والمشاركة مفتوحة للجميع. وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن هناك فرصة كبيرة للشرق الأوسط ليصبح رائدًا في هذا المجال، ونعتقد أنهم يمكن أن يحققوا ذلك. على عكس بعض الدول الأخرى التي ربما تقبل بوجود العملات المشفرة لكنها لا تتبناها بشكل كامل بسبب البنية التحتية التقليدية للبلاد التي قد تتأثر بهذه التكنولوجيا في الشرق الأوسط، أعتقد أن هناك فرصة كبيرة للاستفادة من هذه التقنيات.
نشهد يوميًا إطلاق أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي أو ابتكارات حديثة في هذا المجال، وقد بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في دخول عالم العملات المشفرة. هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي وتقنيات Web3 أو الذكاء الاصطناعي والبلوكشين سيلتقيان في المستقبل ليحدثا تغييرًا كبيرًا في الوضع الحالي لـWeb3 ؟
أعتقد أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مدمجة بعمق في السرد التكنولوجي الأوسع، خاصة مع Web3 والسبب في ذلك هو أنه عند التفكير في كيفية تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل، سترغب في التأكد من أن هذه التقنية مملوكة للمنصة بشكل أساسي، وليس للمستخدمين، ويمكن تحقيق هذا من خلال اللامركزية التي توفرها تقنية البلوكشين لا يمكن تحقيق ذلك باستخدام الأشكال التقليدية التي تعتمد على النظام الأساسي.
على سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، يمكنني وصفه بأنه “صندوق أسود” يتم التحكم فيه من قبل مجموعة صغيرة مثل سام ألتمان وطاقمه، أو من قبل شركات مثل غوغل وفيسبوك. ولكن مع Web3 ، يمكننا تحقيق اللامركزية في هذا الأمر.
النقطة الثانية هي أن الذكاء الاصطناعي سيعزز صناعة Web3 من خلال تمكين الوكلاء المستقلين، الذين سيكونون الطريقة الرئيسية للتفاعل مع الفضاء الرقمي. لن يكون لدينا وكيل واحد فقط، بل عشرات الوكلاء الذين يعملون لصالحنا على مدار الساعة، يقومون بالمهام التي نحددها لهم ويقدمون لنا تقارير دورية.
يشبه الأمر في العالم المادي، حيث قد يكون لديك مساعدين يقدمون لك تقارير. هؤلاء الوكلاء الذكاء الاصطناعي سيكونون مثل مجموعة من الذكاء الاصطناعي التي تقدم لك تحديثات مستمرة. وسوف يتفاعلون مع بعضهم البعض، ويتفاوضون مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى وفقًا لمعايير محددة على مدار الساعة، أما العملة التي ستستخدمها هذه الأنظمة ستكون بالتأكيد قائمة على البلوكشين لأنها أصل رقمي وهذا سيساهم في تسريع تبني هذه التقنية.
ما هي خطواتك التالية في Animoca Brands فيما يتعلق بالتوسع المستقبلي في دمج الذكاء الاصطناعي مع Web3؟
خططنا تركز على الاستمرار في الاستثمار في هذا المجال والتوسع بشكل عام، وهذا هو ما نقوم به عادة. كما أننا نعمل بشكل مكثف مع الحكومات، على الرغم من أن البعض قد يرى أن العملات المشفرة تتعارض مع الحكومة، إلا أننا نرى العكس. إذا كنت ترغب في توسيع النظام ليصبح أكثر شمولية، فعليك التعاون مع الحكومات، لأننا في نهاية المطاف نعيش في دول وعلينا العمل معها.
لذلك، نحن نعمل في مناطق مثل هونغ كونغ، اليابان، والشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية، للمساعدة في فهم أفضل لهذه التقنيات ووضع سياسات فعالة. هذا هو المحرك الرئيسي لنا.
وبالطبع، سنواصل الاستثمار في هذا المجال. لدينا حال ًيا 540 شركة استثمارية، ونأمل في أن نصل إلى الآلاف في المستقبل. لهذا السبب نواصل التركيز على الألعاب، لأن هذا القطاع يضم مليارات الأشخاص الذين يفهمون الأصول الرقمية ويقدرون قيمتها.
نعتقد أن التوسع في استخدام تقنية blockchain وWeb3 لا يبدو بعيد المنال. وفي مرحلة ما، نحتاج إلى تنظيم من قبل الحكومات لهذا المجال، لأن وجود تنظيم سيجعل المزيد من الناس يشعرون بالراحة في الانضمام إليه. التنظيم مهم لأنه يضفي الشرعية على هذا المجال. إذا كان هناك بنك كبير أو حكومة تقول إنه من الآمن الانخراط في هذا المجال باتباع قواعد محددة، سيكون من الأسهل على الناس الانضمام إليه.