وافق أكبر بنك في سويسرا، يو بي أس UBS، على شراء منافسه المتعثر بنك كريدي سويس، في صفقة إنقاذ طارئة تهدف إلى وقف الذعر في الأسواق المالية، بعد فشل ثلاثة بنوك أمريكية، أبرزهم بنك سيليكون فالي.
وقال البنك الوطني السويسري، في بيان له، إن بنك يو بي أس UBS، استحوذ على بنك كريدي سويس Credit Suisse، في عملية إنقاذ من أجل تأمين الاستقرار المالي وحماية الاقتصاد السويسري.
تفاصيل بيع بنك كريدي سويس
«سيدفع بنك يو بي أس UBS، حوالي 3 مليارات فرنك سويسري، بما قيمته 3.25 مليار دولار، من أجل شراء بنك كريدي سويس Credit Suisse، أي أقل بنحو 60% من قيمة البنك».. بهذه الكلمات نقلت شبكة سي إن إن، تفاصيل بيع البنك السويسري المتعثر.
اقرأ أيضًا.. بنك سيليكون فالي.. إيلون ماسك يدخل على خط الأزمة
وأكدت شبكة سي إن إن، أنه سيتم القضاء على مساهمي بنك كريدي سويس Credit Suisse إلى حد كبير، حيث حصلوا على ما يعادل 0.76 فرنك سويسري فقط في أسهم يو بي أس UBS، مقابل أسهم بقيمة 1.86 فرنك سويسري للسهم الواحد يوم الجمعة الماضي.
وبشكل غير عادي، لن تحتاج الصفقة إلى موافقة المساهمين، بعد أن وافقت الحكومة السويسرية على تغيير القانون، لإزالة أي شك بشأن الصفقة.
تعثر بنك كريدي سويس
تعثر بنك كريدي سويس Credit Suisse، لم يأت بشكل مفاجئ مثل بنك سيليكون فالي الأمريكي؛ بل أنه كان يفقد ثقة المستثمرين والعملاء لسنوات، ففي عام 2022، سجل البنك أسوأ خسارة له منذ الأزمة المالية العالمية 2008، وفقًا لما ذكرته شبكة سي إن إن.
اقرأ أيضًا.. إغلاق بنك أمريكي جديد.. المنظمون يغلقون مصرف سيجنتشر نيويورك
لكن ثقة العملاء في بنك كريدي سويس، انهارت الأسبوع الماضي، بعد أن اعترفت الإدارة بوجود «ضعف مادي» في مسك دفاترها، كما أدى زوال بنكي سيليكون فالي وسيجنيتشر، إلى نشر الخوف من ضعف المؤسسات، في وقت أدى فيه ارتفاع أسعار الفائدة إلى تقويض قيمة بعض الأصول المالية.
تأثير انهيار سيليكون فالي على بنك كريدي سويس
وفقًا لما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن الأسهم في البنك البالغ من العمر 167 عامًا، تراجعت بنسبة 25% خلال أسبوع فقط، وتدفقت الأموال من الصناديق الاستثمارية التي يديرها، وكان أصحاب الحسابات يسحبون ودائعًا تزيد عن 10 مليارات دولار يوميًا بسبب حالة من الذعر التي حدثت في القطاع المصرفي بعد انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي.
اقرأ أيضًا.. مفاجأة جديدة.. سيليكون فالي صرف علاوات للموظفين قبل ساعات من الإغلاق
وحاول بنك كريدي سويس، أن ينقذ أزمة السيولة التي ضربته، من خلال الحصول عل قرض طارئ بقيمة 54 مليار دولار تقريبًا من البنك الوطني السويسري لوقف النزيف، لكن هذا لم يكن كافيًا لتحقيق الاستقرار في المؤسسة، ما أدى إلى انهيار البنك في النهاية.
وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، أن انهيار بنك كريدي سويس، أدى إلى زيادة الاضطراب في القطاع المصرفي، خاصة لأنه بنك عالمي مهم للنظام، وهذا يعني بشكل أساسي أنه إذا فشل بنك كريدي سويس في صفقته الأخيرة للإنقاذ، فقد يكون له آثار مضاعفة في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.
كانت وكالة بلومبرغ قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن يو بي إس يطالب الدولة بتحمل التكاليف القانونية والخسائر المحتملة من صفقة الاستحواذ المحتملة.
مع تراجع ثقة المستثمرين والشركاء، اضطر البنك المركزي السويسري الأربعاء إلى إقراض 50 مليار فرنك سويسري لإنعاش المؤسسة التي تتخذ مقرا في زيورخ وطمأنة الأسواق. لكن مفعول ذلك الإجراء قصير الأجل في حين أن عملية استحواذ بهذا الحجم معقدة للغاية، خاصة إذا تمت على عجل.
من ناحية أخرى، حذرت جمعية العاملين ببنوك سويسرا، من خفض كبير بالوظائف بعد استحواذ UPS على كريدي سويس. وطالبت الجمعية بأن يكون خفض الوظائف ببنك كريدي سويس عند أدنى حد.
يأتي هذا بعد موافقة بنك UBS على شراء منافسه الأصغر “كريدي سويس” مقابل 3 مليارات فرنك سويسري.
وحوصر كريدي يويس بديون قدرت بـ54 مليار دولار، بعد تراجع أسهمه وسنداته، ما زاد المخاوف بشأن أزمة مصرفية عالمية على الرغم من أن المحللين قالوا إنهم يعتقدون أن هذا قد لا يكون كافيا.. فمتى بدأ الانهيار؟
تأتي تراجعات الأسهم الأخيرة للبنك بعد سلسلة من الفضائح على مدى سنوات عديدة، وتغييرات في الإدارة العليا، وخسائر بمليارات الدولارات، واستراتيجية غير ملهمة يمكن أن تُلام على الفوضى التي يجد المقرض السويسري البالغ من العمر 167 عامًا نفسه فيها الآن.
يذكر أن عمليات البيع في أسهم “كريدي سويس” بدأت في عام 2021، بسبب الخسائر المرتبطة بانهيار صندوق الاستثمار «أركيغوس كابيتال»، و«غرينسيل كابيتال»، وفقاً لتقرير لوكالة رويترز.
وفي يناير 2022، استقال أنطونيو هورتا أوسوريو من منصب رئيس مجلس الإدارة لخرقه قواعد كوفيد-19، بعد 8 أشهر فقط من تعيينه لإصلاح البنك المتعثر.
ومرورًا بشهر يوليو، كشف الرئيس التنفيذي الجديد وخبير إعادة الهيكلة أولريش كورنر عن مراجعة استراتيجية – لكنه فشل في كسب المستثمرين. وأدت شائعة لا أساس لها من الصحة حول فشل وشيك للبنك في الخريف إلى فرار العملاء.
وأكد بنك كريدي سويس في فبراير، أن العملاء قد سحبوا 110 مليارات فرنك سويسري أو ما يعادل 119 مليار دولار من الأموال في الربع الرابع، بينما تكبد البنك أكبر خسارة سنوية له منذ الأزمة المالية بلغت 7.29 مليار فرنك سويسري. كما استعان البنك في ديسمبر الماضي، بالمستثمرين عبر بيع أسهم بقيمة 4 مليارات فرنك سويسري.
البنك يصنف بين أكبر مديري الثروات في العالم، وهو واحد من 30 بنكًا عالميًا مهمًا على مستوى النظام، والتي قد يتسبب فشلها في حدوث تموجات في النظام المالي بأكمله.
ويمتلك كريدي سويس بنكاً سويسرياً محلياً وشركة إدارة الثروات والخدمات المصرفية الاستثمارية وعمليات إدارة الأصول. كما أن لديه ما يزيد قليلاً عن 50000 موظف و1.3 تريليون فرنك سويسري في الأصول الخاضعة للإدارة في نهاية عام 2022، انخفاضاً من 1.6 تريليون في العام السابق.
مع أكثر من 150 مكتباً في حوالي 50 دولة، يعد كريدي سويس البنك الخاص لعدد كبير من رواد الأعمال والأثرياء والشركات.