عندما أُطلق iPhone XR في عام 2018، كان العالم مكانًا مختلفًا تمامًا. لم يكن أحد قد سمع عن فيروس كورونا (COVID-19) وكان معظم الناس يرتدون الأقنعة. اليوم، ومع التزام آبل بدعمه لمدة عام إضافي، يثبت هذا الهاتف أنه استثمار طويل الأمد. فبعد ست سنوات، لا يزال يقدم أداءً قويًا.
تم طرح طراز iPhone XR في سبتمبر 2018، أي قبل 6 سنوات كاملة. ويوم الاثنين، التزمت شركة آبل بدعم هذا الجهاز لمدة عام آخر، بحيث سيعمل لمدة 7 سنوات على الأقل.
تتبنى شركة آبل سياسة دورية لإيقاف دعم البرامج عن أجهزة iPhone القديمة، مما يجعلها عتيقة وغير قادرة على تشغيل أحدث التطبيقات والميزات. في عام 2023 وحده، تم إيقاف الدعم عن ثلاثة طرازات iPhone، وهو أمر يتكرر سنويًا. هذه السياسة، التي تُعرف بدورة الترقية، تدفع المستهلكين إلى شراء أجهزة جديدة بشكل دوري، مما يساهم في زيادة إيرادات الشركة.
اقرأ أيضًا.. آيفون 16.. كل ما تريد معرفته عن منتجات أبل الجديدة
دوافع اقتصادية وراء قرار أبل
شهد هذا العام تحولًا ملحوظًا في سياسة شركة آبل تجاه أجهزة iPhone القديمة. فبدلًا من إيقاف الدعم عن بعض الطرازات، قررت الشركة توسيع نطاق دعم نظام iOS 18 ليشمل نفس الأجهزة التي يدعمها الإصدار السابق. وبهذا القرار، أصبحت 28 طرازًا من iPhone، بما في ذلك الجيلين الثاني والثالث من iPhone SE، مدعومة بأحدث نظام تشغيل.
قد يبدو قرار آبل بدعم مجموعة واسعة من أجهزة iPhone القديمة قرارًا جيدًا، ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. فبينما تهتم الشركة بتجربة المستخدم ورضا العملاء، إلا أن هناك دوافع اقتصادية أيضًا. فحفظ قاعدة كبيرة من المستخدمين المرتاحين لأجهزتهم الحالية يضمن استقرار الإيرادات ويقلل من الضغط على المستهلكين لشراء هواتف جديدة في كل عام.
أبل والذكاء الاصطناعي: التقدم البطيء والمنافسة الشديدة
لا تتوقف جهود آبل عند هذا الحد. فهي تعمل تدريجيًا على دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في أحدث هواتفها، ولكن التقدم في هذا الصدد يأتي بوتيرة أبطأ مقارنة بمنافسيها. من المتوقع أن تشهد أجهزة آيفون تطورات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، لكن في الوقت الحالي، تقدم شركتا غوغل وسامسونغ خيارات أكثر تقدمًا في هذا المجال عبر هواتفهما التي تعمل بنظام أندرويد.
لو قررت آبل إيقاف إنتاج بعض طرازات آيفون القديمة، لكان ذلك قد دفع ملايين المستخدمين إلى البحث عن بدائل. ربما كان بعضهم قد اختار الانتقال إلى نظام أندرويد لاكتشاف الميزات الجديدة التي يقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى خسارة آبل لجزء من حصتها في السوق.
اقرأ أيضًا: كيف تنبأ ستيف جوبز بـ«ChatGPT» قبل 40 عامًا؟
تأثير قرار أبل على المستخدمين والسوق
حتى خسارة نسبة ضئيلة من مستخدمي آيفون القدامى لصالح أندرويد قد تشكل ضربة موجعة لشركة آبل. فبعد سنوات من النمو المستمر، أصبح الحفاظ على قاعدة المستخدمين الحالية أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الشركة. كما أشار المحلل التكنولوجي دان آيفز من شركة Wedbush Securities، فإن شركة آبل تسعى جاهدة لمنع أي انشقاقات في قاعدة مستخدميها.
شهدت الفترة الأخيرة تحركًا ملحوظًا من صانعي هواتف أندرويد نحو تقديم دعم أطول لأجهزتهم، حيث تعهدت سامسونغ بتوفير تحديثات لمدة 7 سنوات لهواتف غالاكسي. قد يكون هذا التنافس الشديد هو الدافع وراء تحرك آبل نحو اتباع نهج مماثل، فالحفاظ على ولاء المستخدمين والحيلولة دون انتقالهم إلى منصات أخرى أصبح أولوية قصوى للشركات.
من المقرر أن تشهد ميزات Apple Intelligence إطلاقها الكامل في عام 2025، تزامنًا مع دورة تحديثات الأجهزة الرئيسية لشركة آبل. ستكون هذه الميزات حصرية لطرازات iPhone 16 وiPhone 15 Pro و15 Pro Max، مما قد يشجع المستخدمين على الترقية إلى أحدث الأجهزة للاستفادة من هذه الإمكانات الجديدة والمتطورة.
يشرح آيفز لـ“بيزنس إنسايدر”، أن آبل تسعى إلى الحفاظ على جميع المستخدمين ضمن نظامها التشغيلي الحالي قبل البدء في طرح ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة. ويرى أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا كبيرًا للشركة، حيث تعد أكبر عملية ترقية في تاريخها.