على الرغم من الإمكانات الثورية والمذهلة التي أظهرها تشات جي بي تي – 4 (4 -ChatGPT)، والتي لم يتم اكتشافها جميعًا بعد. بات الإصدار الجديد «GPT-5» من برنامج الذكاء الاصطناعي الأشهر على الأبواب، بحسب ما كشف سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي (OpenAI) التي تقف وراء تشات جي بي تي.
في المقابلة الشهيرة التي أجراها الملياردير الأميركي بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، في برنامج «Unconfuse Me with Bill Gates»، تحدث سام ألتمان عن القدرات المذهلة التي «تفوق إمكانات البشر» في النسخة الأحدث «GPT-5»، والتي تتفوق على إصدار «GPT-4» في إمكانية الإجابة على 10 آلاف سؤال في وقت واحد.
وبرنامج «GPT-5»، سيكون نقلة كبيرة على صعيد برامج الذكاء الاصطناعي، حيث ينتقل من البرامج التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الذكاء الاصطناعي العام.
ما الذكاء الاصطناعي العام (AGI)؟
والذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع من الذكاء الاصطناعي يستخدم التعلم الآلي لإنتاج نصوص أو ترجمات أو صور أو أصوات بناء على البيانات المتاحة، ويعتمد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على الاحتمالات والإحصاءات، وليس على المنطق والقواعد. لذلك، قد يكون له نتائج متباينة أو متناقضة عند مواجهة نفس السؤال.
أما الذكاء الاصطناعي العام (AGI) فهو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه أن يفهم ويحل المسائل الرياضية، والتي تتطلب قدرات استدلالية عالية ودقة مطلقة. فالرياضيات هي لغة العلوم والمنطق، وتمثل تحديا كبيرا للذكاء الاصطناعي الحالي، وإذا حدث تقدمًا في الذكاء الاصطناعي العام فسيكون له تأثيرًا كبيرًا على البحث العلمي والابتكار.
وفي ذروة أزمة الإطاحة بسام ألتمان، كان باحثون في أوبن إيه آي قد حذروا من الذكاء الاصطناعي العام، ففي رسالتهم إلى مجلس الإدارة، أكدوا أن «الذكاء الاصطناعي العام (AGI) هو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه أن يتفوق على البشر في كل المجالات، وقد يكون له مصالح وأهداف مختلفة عن البشرية، لذلك، يجب أن توضع له حدودًا، ونضمن أنه يعمل لمصلحة البشرية وليس ضدها».
يختلف الذكاء الاصطناعي العام (AGI) عن التوليدي، في أنه أقرب إلى التفكير كشخص ويمكنه ربط معلومات مختلفة ووضعها في سياق عام واحد، والنتيجة هي أنه يبدو كجهاز كمبيوتر أقرب إلى الإنسان، يمكنه التعبير عن أفكاره وعواطفه التي لا تتشابه مع أحد، ويمكنه اتخاذ قرارات مستقلة دون أي مدخلات أو تفاعل بشري.
«GPT-5» نقطة انطلاق نحو الذكاء الاصطناعي العام
سام ألتمان من جهته، أكد أن النموذج اللغوي الكبير الذي يحمل اسم «GPT-5»، يُنظر إليه على أنه نقطة انطلاق نحو الذكاء العام الاصطناعي، أو آلة يمكنها التفكير مثل الإنسان، مضيفًا، أن الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي سيحسن القدرة على التفكير، وسيكون أفضل في فهم المزيد من أشكال الوسائط، وسيكون بشكل عام أكثر موثوقية.
وصرح سام ألتمان، لصحيفة فايننشال تايمز، بأن شركته تعمل على «GPT-5»، على الرغم من أنه لم يكشف عن جدول زمني لإصداره.
وكان ألتمان قد نفى في السابق شائعات مفادها أن الشركة كانت تدرب نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد لتصدره في نهاية 2024 أو حتى في 2025، لكن الأمور تغيرت، حيث تحدث عن الإصدار الجديد خلال لقاء خريجي شركته السابقة لرأس المال الاستثماري «Y Combinator»، أنه من الممكن أن يصدر البرنامج في سبتمبر 2024.
وقال إيبا مسعود، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة المدعومة من «Y Combinator»، أحد الحضور بالحدث، إن ألتمان كشف خلال اللقاء كيف تفوق «GPT-5» على جميع النماذج السابقة.
ما هو«GPT-5»؟
«GPT-5» هو تطور جديد في مجال الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي (OpenAI)،، وهو أحدث إصدار من «GPT-4»، وهو برنامج دردشة آلي متطور يتطلب اشتراكًا شهريًا للوصول إليه، كما ذكر موقع ستاندرد نيوز (Standard News).
GPT هو اختصار للمحول التوليدي المُدرب مسبقًا، وهو نوع من نماذج اللغة الكبيرة التي تستطيع إنتاج نصوص ومحتويات تشبه تلك التي ينشئها البشر، مثل الصور. وفي حالة تشات جي بي تي (ChatGPT)، فإن الروبوت الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يستطيع الرد على الأسئلة بطريقة حوارية.
وبحسب ما قاله إيبا مسعود، فإن سام ألتمان أعلن أن «GPT-5» و«6» سيكونان أكثر موثوقية وتخصيصًا، وسينتجان محتوى متعدد الوسائط.
اقرأ أيضًا: ليس «ChatGPT».. سام ألتمان يكشف عن التطبيق المفضل لديه
الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط هو ذلك الذي يتعلم من المحتوى ويستخدمه بأشكال مختلفة مثل الصور والصوت والفيديو والبيانات الرقمية. ويعمل «GPT-4» على متعدد الوسائط، ولكنه يقبل النص أو الصورة كمدخلات ويخرج النص فقط. أما الإصدار الجديد، فسيخرج النص والصورة معًا.
وأكد ألتمان أن تشات جي بي تي (ChatGPT) القادم لم يصل بعد إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام، ولذلك يحتاج إلى المزيد من البيانات للتدريب. وقال إن الخطة هي استخدام مجموعات البيانات العامة من الإنترنت، بالإضافة إلى مجموعات البيانات الخاصة الضخمة من المنظمات. وستشمل هذه البيانات النصوص الطويلة أو المحادثات بأي شكل.
وفي بودكاست «Unconfuse Me» مع بيل غيتس، قال ألتمان: «إن متعدد الوسائط مهم جدًا بالتأكيد، لكن الناس يرغبون في المزيد بكثير من ذلك، لذلك نحن نسعى في الإصدار الجديد إلى تضمين مجالات متقدمة، تصل إلى القدرة على التفكير المنطقي القريب من البشر».
اقرأ أيضًا: «متجر ChatGPT».. كيف تصنع تشات بوت وتكسب المال منه؟
وأضاف: «في الوقت الحالي، يمكن لـ GPT-4 أن يفكر بطرق محدودة جدًا، فإذا طرحت 10 آلاف سؤال على GPT-4 مرة واحدة، فربما يكون إحدى الإجابات جيدة جدًا، لكنه لا يدري دائمًا أيها، ولكن في الإصدار الجديد، سيقوم البرنامج بتحليل الأسئلة بناءً على التفكير المنطقي للحصول على أفضل إجابة، وهذا سيزيد من الموثوقية».
ويتوقع أن يؤدي الإصدار الجديد إلى تغيير كبير في عمل الشركات والأعمال المختلفة، لأنه سيكون أكثر منطقية، وبالتالي سيقدم حلولًا ذكية ودقيقة وواقعية وقابلة للتنفيذ في الحقيقة.
وسيكون «GPT-5» كالشخص الخبير في المجال الذي تريده، الذي يتحدث معك ويعطيك نتائج متسقة وموثوقة ولكن بشكل أكثر ذكاءً، وبالتالي سيساعد الشركات والموظفين على إنشاء أدوات ذكاء اصطناعي متعددة تلبي احتياجاتهم، والإجابة على الأسئلة وأتمتة المهام بشكل أكثر كفاءة.
وقال سام ألتمان، إنه من الصعب التنبؤ بالقدرات والمهارات الجديدة للنموذج حتى يتم تدريبه، مشيرًا إلى أنه سيتفوق على البشر في مراحل عديدة.

«GPT-5» مقابل «GPT-4»
بالتأكيد سيتمكن «GPT-5» من التفوق على «GPT-4»، وذلك بعد تغلبه على «GPT-4 Turbo»، وهو نموذج الجيل التالي الذي أطلقته أوبن إيه آي (OpenAI) في نوفمبر الماضي للمشتركين الذين يدفعون مقابل الخدمات.
ويتمتع برنامج الدردشة الآلي الأكثر تقدمًا بالذكاء الاصطناعي للشركة بمعرفة بالأحداث العالمية حتى أبريل 2023، مقارنة بعام 2021 لـ «GPT-4»، ويمكنه تحليل مطالبات أطول تصل إلى 128000 رمزًا مميزًا أو تقريبًا طول كتاب مكون من 300 صفحة، ويمكنه التبديل تلقائيًا بين الأدوات، بما في ذلك مولد الصور «Dall-E 3» ومحرك البحث بينغ «Bing»، بناءً على طلبات المستخدم، وبالطبع سوف يكون مرتبطًا بالإنترنت.
اقرأ أيضًا.. مؤسس تشات جي بي تي.. كيف بنى سام ألتمان ثروته من الذكاء الاصطناعي؟
وتم عرض «GPT-4» على أنه يتمتع بفرصة جيدة لاجتياز اختبار المحلل المالي المعتمد (CFA)؛ وحصل على نسبة 90 بالمائة من امتحان المحاماة؛ تفوق في قسم القراءة والكتابة في اختبار «SAT»، وكانت النسبة المئوية من 99 إلى 100 في امتحان نصف النهائي لأولمبياد الأحياء بالولايات المتحدة الأمريكية لعام 2020، وهذا ما سوف يتفوق عليه النموذج الجديد.
متى سيكون «GPT-5» متاحًا؟
على الرغم من أن شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، لم تعلن عن موعد محدد لإطلاق «GPT-5»، لكن يبدوا أنها من المقرر أن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي في شهر نوفمبر المقبل.
اقرأ أيضًا: كيف تستثمر في تشات جي بي تي ChatGPT؟
ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كانت قد تأثرت بالاضطراب الذي حدث في أوبن إيه آي (OpenAI) في أواخر العام الماضي، وبالتحديد في 17 نوفمبر 2023، عندما أطاح مجلس إدارة الشركة بسام ألتمان، وبعد خمسة أيام من الاضطرابات عاد ألتمان إلى القيادة مع مجلس إدارة جديد.
ومن الغريب أن بعض مستخدمي تشات جي بي تي (ChatGPT) زعموا مؤخرًا أن الروبوت أخبرهم أنه يعمل على نموذج ذكاء اصطناعي جديد يسمى «GPT-4.5 Turbo»، لكن هذا كان خطأً.