في عام 2021، واجه تيدي سولومون، طالب في جامعة ستانفورد، صعوبات في التواصل مع زملائه الجدد بسبب قيود التعلم عن بعد خلال جائحة كورونا.
ألهمت هذه التجربة سولومون والمؤسس المشارك أشتون كوفر لإنشاء منصة تواصل اجتماعي جديدة باسم Fizz، تهدف إلى مكافحة مشاعر الوحدة التي طالت جيل الشباب خلال تلك الفترة، وتوفير مساحة آمنة للتواصل بين الطلاب.
أطلق الشابان الأمريكيين المنصة الجديدة التي يقولان إنها تقدم البديل لـ «فيسبوك»، حيث تلبي احتياجات الجيل Z. ولا تسمح Fizz إلا بانضمام أولئك الذين يمتلكون بريدًا إلكترونيًا أكاديميًا، مشيرين إلى أن المنصة وجدت أرضًا خصبة للنمو بعد أن تمكنت من غزو أكثر من 240 جامعة وأكثر من 60 مدرسة ثانوية.
وقال تيد سولومون، 22 عامًا، طالب في جامعة ستانفورد مؤسس شريك في منصة Fizz، إن المنصة مخصصة للطلاب فقط، ولا تسمح بالانضمام إلا لهؤلاء الذين لديهم لديهم عناوين بريد إلكتروني أكاديمية، مما يخلق بيئة أكثر أمانًا ويمنع المتسللين.
وأضاف سولومون، أن المنصة تركز على التواصل الحقيقي بدلاً من «الإعجابات» والتفاعلات السطحية، مما يخلق بيئة أكثر إيجابية وداعمة.
وتوفر المنصة سوقًا نابضًا بالحياة لجيل Z الذي يركز على الاستدامة حيث يميل إلى إعادة البيع بدلًا من الشراء الجديدة، فتتضمن المنصة سوقًا يسمح للطلاب ببيع وشراء الكتب المستعملة، الملابس، وغيرها من السلع، مما يعزز الاستدامة ويوفر المال.
وتعتمد Fizz على تقنيات الذكاء الاصطناعي والإشراف البشري لمنع التنمر والتحرش، مما يجعلها بيئة أكثر أمانًا من منصات التجارة الإلكترونية الأخرى، بحسب مقابلة أجراها سولومون مع مجلة «فورتشن» الأميركية.
وعلى الرغم من حداثتها، حققت Fizz نموًا هائلاً خلال فترة قصيرة، حيث جمعت 41.5 مليون دولار من المستثمرين، وتنشط في 240 حرمًا جامعيًا و60 مدرسة ثانوية في الولايات المتحدة، وتضم أكثر من 50000 قائمة عناصر في السوق.
اقرأ أيضًا.. الملياردير إدواردو سافرين.. قصة مؤسس فيسبوك الذي طرده مارك زوكربيرغ
هل عفا الزمن على فيسبوك؟
صحيح أن منصات مثل إنستغرام وتيك توك ويوتيوب قد تفوقت على فيسبوك من حيث كونه منصة التواصل الاجتماعي المفضلة لدى جيل Z. ولكن هذا لا يعني أن فيسبوك قد أصبح عفا عليه الزمن.
فما زال 40 مليون مستخدم فيسبوك من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا في الولايات المتحدة وكندا نشطين على الموقع يوميًا، والعديد منهم يستخدمون المنصة بشكل أساسي لتصفح سوق فيسبوك.
وبفضل ذلك، تضاعف عدد مستخدمي سوق فيسبوك شهريًا أربع مرات مقارنة بأمازون، ويسير في طريقه لتجاوز إيباي في المركز الأول في مجال إعادة البيع في التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة.
لكن بحسب تيد سولومون، لا يهدف تطبيق Fizz إلى تكرار نجاح فيسبوك، بل يقدم بديلًا جديدًا لموجة جديدة من وسائل التواصل الاجتماعي تركز على التفاعل الحقيقي وتجاوز «الإعجابات» والتفاعلات السطحية.
يريد مؤسس Fizz، تيدي سولومون، أن يكون التطبيق مكانًا للقاء والتواصل بين الطلاب، وخلق شعور بالمجتمع من خلال تبادل الكتب المستعملة والملابس وغيرها من السلع. يؤمن سولومون بأن Fizz يقدم تجربة أكثر أمانًا وموثوقية من منصات التواصل الاجتماعي القديمة مثل فيسبوك Marketplace، ويسعى لخلق مساحة إيجابية وداعمة لجيل Z.
اقرأ أيضًا: في ذكرى إطلاق فيسبوك الـ20.. هل ينتهي عصر وسائل التواصل الاجتماعي قريبًا؟
التجارة الإلكترونية على Fizz: أكثر من مجرد بيع وشراء
في قلب وعد Fizz بجمع المجتمع وتحقيق الفائدة، تقع منصة التجارة الإلكترونية الناشئة، التي كانت حتى وقت قريب مجرد ميزة إضافية داخل التطبيق.
ولكن الآن، وبشكل مشابه لمنصة فيسبوك Marketplace، يمكن لمستخدمي Fizz تحميل صور للسلع التي يرغبون ببيعها، ويمكن للمهتمين بشرائها التواصل معهم مباشرة عبر التطبيق.
ولم تبدأ Fizz بعد بتحقيق أي أرباح من هذه الميزة.
جيل Z: شغف بالتوفير والوعي البيئي والقصة
يتجه الجيل Z، المعروف بحبه للتوفير والوعي البيئي والموضة المستدامة، بشكل متزايد نحو منصات إعادة البيع المستعملة.
فهذا الجيل يميل إلى الأصالة ويفضل تجنب السلع الفاخرة، على الرغم من مساهمته في انتشار ظاهرة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
يُشير سولومون، مؤسس Fizz، إلى أن جيله، على الرغم من نمو منصات التجارة الإلكترونية مثل TikTok Shop، يبحث عن “العاطفة” – أو على الأقل قصة جيدة – وراء المنتجات التي يشتريها.
قيمة عاطفية للسلع المستعملة
يوضح سولومون: «من خلال محادثاتي مع العديد من طلاب الجامعات على مدار العامين الماضيين، وجدت أنهم يقدرون حقًا مفهوم “عنصر الند». فذلك يعني أن هناك قيمة عاطفية للسلع التي يملكونها، لكنهم مستعدون للتخلي عنها.
ويرى تشارلز ليندسي، أستاذ التسويق المساعد في جامعة بافلو للإدارة، أن هذا الميل العاطفي تجاه المنصة يمكن أن يميزها عن منافسيها في مجال التجارة الإلكترونية.
فالتواصل الهادف هو مفتاح الحفاظ على ولاء المستخدمين للمجتمع عبر الإنترنت، وهذا بدوره يساعد Fizz في الاحتفاظ بقاعدة مستخدمين قوية وتوسيعها.
تُشير ليندسي في مجلة Fortune إلى أن «لدينا جمهورًا محددًا ومستقلًا يتفاعل معنا ويتواصل معنا عاطفيًا واجتماعيًا».
لأن شيئًا ما في منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بنا يختلف بدرجة كافية عن منصات التواصل الاجتماعي الأخرى التي يستخدمونها.
اقرأ أيضًا: مارك زوكربيرغ يدفع غرامة 752 مليون دولار لمستخدمي فيسبوك
«مكافحة الفيسبوك»
وقال ليندسي إن Fizz يبدو مشابهًا إلى حد كبير لمنصة أخرى تأسست قبل 20 عامًا لنفس المهمة. في حين أن الجذب الأولي لفيسبوك سمح له بالوصول إلى مليون مستخدم في عامه الأول، فإن قاعدة المستخدمين النشطين التي تبلغ الآن 3 مليارات مستخدم شهريًا ساهمت بشكل واضح في نجاحه – وجعلته بعيدًا عن هدفه الأصلي.
قال ليندسي: «إنها كبيرة جدًا، وأعتقد أن الناس يستخدمونها لأنها كبيرة جدًا”. لكن “لم يعد هناك ارتباط عاطفي اجتماعي بعد الآن».
لكن نجاح Fizz كشركة ناشئة ومنصة تجارة إلكترونية مزدهرة لا ينبغي بالضرورة أن يحاكي صعود فيسبوك السريع إذا أرادت تحقيق النجاح، كما قال ليندسي. وقال: «إنها مناهضة للفيسبوك بطريقة ما».
قال ليندسي: «هناك بالتأكيد توتر بين عرض القيمة هذا، وكيف تنمو منصة التواصل الاجتماعي مثل Fizz مع الحفاظ على وعدها».