في الفترة الراهنة؛ صارت المهارات المطلوبة في سوق العمل تفرض نفسها أمام ضغط الشهادات الجامعية الكبرى والذين يلقون الترحيب من أغلب الشركات العالمية الكبرى. ولقد ضرب الهاكرز الشباب الذين لا يمتلكون أية شهادة جامعية، مثالا في التفوق على أنظمة الأمن السيبراني لشركات عالمية كبرى شيدها أصحاب الشهادات الجامعية والخبرات العليا.
وقد استطاع الشاب كريس بيتمان (Chris Putnam) أن يخترق فيسبوك وهو طالب جامعي، وميكايل موني (Michael Mooney)، اخترق نظام تويتر عندما كان في ال17 من عمره. ولكن عندما يتعلق الأمر بمتطلبات سوق العمل.. من يربح الجولة: المهارة المهنية أم الشهادة الجامعية؟
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على وظيفة في الميتافيرس؟
أهمية الشهادة الجامعية في سوق العمل
تفتح الشهادة الجامعية أبواب المعرفة وتساعد الفرد على تطوير مهاراته المهنية، وبالتالي فإن امتلاك شهادة جامعية في تخصص معين، يعود بإيجابيات شتى على الفرد، ونذكر منها ما يلي:
1. الشهادة الجامعية وسيلة لتوثيق ثقافتك
عند التقدم بطلب توظيف في شركة معينة، تتمثل صلة الوصل الوحيدة بين الفرد وصاحب العمل في السيرة الذاتية، هي الشهادة الجامعية. وبالفعل.. أول نقطة يطلع عليها صاحب العمل هي مستواك الدراسي وتقييمه. إذ يبحث صاحب العمل على توظيف أشخاص لديهم معرفة واسعة وثقافة عالية بالتخصص المطلوب لتلبية احتياجات العمل.
2. الشهادة مصدر الثقة بالنفس
بفضل الشهادات التي تمتلكها، ستستطيع إجابة كل أسئلة أصحاب العمل، ما يولد لديك شعور الثقة بالنفس أكثر، بفضل المعلومات التي اكتسبتها من دراستك الجامعية، وستتمكن من مواكبة المهارات المطلوبة في سوق العمل بشكل أسهل وأسرع وبكل ثقة.
3. الشهادة الجامعية نقطة انطلاق نحو التطور
تساهم المعلومات الأساسية التي اكتسبتها خلال سنوات الدراسة في تشكيل قاعدة معرفية قوية، لتستطيع منها أن تتطور وتحسن مهاراتك بما يواكب المهارات المطلوبة في سوق العمل. وبهذه الطريقة ستتمكن من الوصول إلى مراكز ومناصب أعلى في وقت أقل.
4. الشهادة الجامعية مصدر احترام في سوق العمل
كلما كانت شهاداتك الجامعية أعلى ومثيرة للإعجاب، كلما انجذب العملاء للعمل معك، وبالتالي تفوز باحترامهم وتقديرهم.
أهمية المهارة المهنية في سوق العمل
تعمل المهارة المهنية على التمييز بين الموظفين، في درجاتهم ورواتبهم، ولا يمكن تجاوز أهميته في سوق العمل، لعدة أسباب منها:
1. المهارة مصدر تميز
المهارة لا تدرس في المدارس بل تكتسب مع الوقت. فلا يمكن تعلم الابتكار والإبداع والبلاغة. إذ تأتي المهارة بشكل فطري من البيئات والمجتمعات والأشخاص المحيطة بك. وهذا سر النجاح. فغالبًا ما يبحث أصحاب العمل عن موظفين ذي كاريزما وجاذبية لجذب العملاء وإغرائهم. وهذا السحر لا يندرج إلا تحت عنوان المهارة مهما بلغ عدد الشهادات التي تمتلكها.
2. المهارة مرآة شخصيتك
على عكس الشهادة، المهارة لا تقاس بالعلامات والأقوال بل بالأفعال. إذ من السهل لحاملي الشهادات الادعاء بأنهم قادرين على إعادة تشكيل شركة، ولكن فقط الموظف الماهر قادر فعليًا على إتمام ذلك. لذلك، لا يهم عدد الشهادات بل الأهم هو مدى قدرتك على تنفيذ المهام بلمسة شخصية.
3. المهارة طريق النجاح
لا يهم إن كنت الأول في صفك. المهم هو أن تستطيع توظيف معلوماتك وثقافتك والاستفادة منها في حياتك العملية. ففي غياب المهارات الأساسية كأخلاقيات العمل والتخطيط والرؤية، لن تتقدم الشركة إلى الأمام.
4. المهارة تمهيد إلى الاستقلالية
لست بحاجة إلى الشهادة لبدء مشروعك الخاص. كل ما تحتاجه هو المهارة إذ أنها تعزز لديك الشعور بالاستقلالية والحرية لفعل ما تريد. وبالتالي ستمهد لك الطريق لصنع اسم وكيان لنفسك بهدف الوصول إلى ذروة النجاح.
مهارة مهنية أم شهادة جاميعة؟
إن المهارة كما الشهادة عنصران أساسيان للوصول إلى النجاح والتطور. وفي ظل المنافسة الشديدة في أسواق العمل الحالية، لا بد للفرد من أخذ هاذين العاملين بجدية وأهمية. فالشهادة طريق مختصر للوصول إلى الوظيفة في حين أن المهارة وسيلة لإبراز نفسك والمحافظة على مكانك. لذلك لا يجب الاستخفاف بأي منهما.
اقرأ أيضًا: تجارب طيران الإمارات المثيرة.. رموز NFT وفرص عمل في الميتافيرس
ولتحقيق النجاح في هذا العالم الذي لا ينفك عن التطور، لا بد لكل فرد أن يتسلح بالمهارة كما الشهادة. المهارة والشهادة عاملان يكملان بعضهما البعض. تشكل الشهادة التوثيق المعتمد والفعلي لأي مهارة يتميز بها الإنسان. وبالرغم من أن هاذين العاملين مكملان لبعضهما البعض، إلا أنهما غير مرتبطان بشكل مباشر. فليس كل ماهر حامل شهادة، وليس كل حامل شهادة بماهر. ولكن تواجد الاثنين معًا ليس إلا إضافة قيمة لملف الشخص وتحفيزًا له للوصول إلى العمل أو الوظيفة التي يحلم بها.