مع التقدم الذي يشهده العالم في مختلف ميادينه ومجالاته، لا شك في أن أساليب الإدارة والتنظيم ستتغير هي أيضًا مع الوقت. فمقارنة بما كان سائدًا آنذاك، تبدلت ملامح الإدارة في الشركات الصغيرة كما الكبيرة لتضمن نجاحًا أكبر وإيرادات أوسع. ولا بد الإشارة إلى أن طرق الإدارة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجهة المسؤولة أو في الأحرى المدير المعني بالإدارة في قلب المؤسسة. فكلما ذاق المدير تجارب مختلفة في رحلته المهنية، كلما حاول تحديث استراتيجيات إدارته لتتلائم مع احتياجات ومطلبات البيئة المحيطة به.
وتأكيدًا على هذا الكلام، شارك المدير التنفيذي الشهير جاك سويني قائمة بأهم النصائح والدروس مساعدًا بالتالي المديرين المحتملين أو الذين حققوا هذه المناصب العالية. فنظرًا لكونه مديرًا تنفيذيًا لشركته السابعة على التوالي، شدد سويني عن تغير مواقفه وطرق تعامله خلال الـ22 سنة العملية. فقد اعترف هذا الأخير باتخاذه قرارات عشوائية في السابق مديرًا طاقمه بشكل دقيق، أما اليوم، فقد مال سويني إلى إفساح المجال أمام فريقه المكون من خبراء فعليين للقيام بعملهم ضمانًا لنسبة نجاح أعلى. فما هي إذًا الدروس التي أشار إليها المدير التنفيذي العليم بعمله؟ إليك أهمها:
1- الوثوق بفريق العمل ومنحهم الحرية الكافية
من الخطأ الشائع التضييق على فريق العمل وسلب صلاحياتهم المحتاجة. وقد تنتج هذه الحدود عن غياب ثقة المدير التنفيذي بقدرات الفريق وعمله. وبهذه الطريقة، يبقى عمل الموظفين معلقًا إلى حين تدخل المدير التنفيذي الأمر الذي من شأنه إذًا أن يقلل من همة الفريق نفسه ليفقد بالتالي ثقته بنفسه وعمله.
لذلك، وتفاديًا لهكذا موقف، من الضروري أن يعطي المدير التنفيذي المساحة المطلوبة لفريقه كي يحسن عمله بحرية وثقة كاملة ولإتمام مهاماته من دون التدخل المستمر من قبل الجهات الخارجية. ولكن هذا لا يعني تهميش دور المدير التنفيذي، إذ وجوده ضروري لتقديم المشورة عند الحاجة فحسب. وبمنح الفريق وأعضائه هذا الإطار الزمني المستقل، يضمن المدير التنفيذي فرصة نمو الفريق وعمله ويعزز صلة التواصل بصورة أفضل.
اقرأ أيضاً.. دليل النجاح في العمل.. إليك 9 خطوات
2- اللجوء إلى الدعم الكمي لاتخاذ القرارات:
من الضروري أن يبتعد المدير التنفيذي عن اتخاذ القرارات استنادًا إلى المعلومات الذاتية. بل على العكس، لا بد من الاعتماد على الدعم الكمي والتكنولوجيا المتوفرة اليوم. فكثيرة هي الأدوات والتقنيات الحديثة التي من شأنها توفير البيانات القابلة للقياس الهادفة بالتالي إلى مساعدة المديرين على تحقيق أهدافهم وتفعيل خططهم الإنتاجية.
3- إدارة القوى العاملة المتنقلة:
مع التطور الشامل للعالم، تغيرت صورة بيئة العمل. فقد تحلت الشركات اليوم بمرونة أوسع لإتمام مهماته من دون الحاجة إلى تقييد الموظف في مكان عمل معين وأمام شاشة الحاسوب في الشركة. وقد شكلت هذه المرونة الإيجابية بعض الصعوبات والتحديات للمديرين في بعض الأحيان. لذلك، لا بد لأي مسؤول التأقلم مع نمط العمل الجديد السائد في الشركات كافة تناسبًا مع احتياجات الموظفين وقدراتهم. فلا ضرر من العمل من أي مكان شرط الحصول على النتائج المرجوة.
اقرأ أيضاً.. كيف تمتلك مهارات حل المشكلات في العمل؟
4- عدم الإفراط بالمساعدة:
على المدير التنفيذي رسم حدوده الذاتية في ميدان عمله وخاصة في الفترة الممتدة من شهرين إلى الستة الأشهر الأولى. وبالتالي، يمكن للمدير الاندماج في عمل الشركة من دون التغلغل بالكامل في كل نشاط. ففي غياب أزمة ما، من الأفضل أن يبقى المدير حذرًا بالخطوات الذي يتخذها.
5- العودة دائمًا إلى الأساسيات:
في ظل التكنولوجيا الثورية السائدة في أماكن العمل، من المستحسن في بعض الأحيان التجرد من هذا التطور والعودة إلى الأساسيات والتقاليد. واتضح أن استخدام الاستراتيجيات الكلاسيكية من شأنها أن تساعد في تفسير طرق العمل والإدارة التي لا تتعارض بأي شكل من الأشكال مع التطور الذي يعيشه العالم ويلمسه.
اقرأ أيضاً.. دليل النجاح في العمل.. إليك 9 خطوات
6- توظيف فريق متجانس:
تشكل بيئة العمل مفتاحًا أساسيًا لنجاح المشروع وتألقه. فكلما كان الفريق متجانسًا ومتوافقًا، كلما ازدادت انتاجيته وحقق إيرادات أعلى. لا شك في أن الخبرات والشهادات ضرورية في عملية التوظيف، ولكن لا بد البحث عن الأشخاص اللطيفين والذين تطوق إلى الاصطدام بهم في الشركة.