يُعدّ وارن بافيت من أشهر المستثمرين على مستوى العالم، ويقتدي الكثيرون بنصائحه الحكيمة في محاولة فهم اتجاه سوق الأسهم. ومع انتهاء انتخابات عام 2024 وبداية عام جديد، يتساءل البعض عن رؤية أحد أعظم المستثمرين لوجهة السوق في ظل استمرار التضخم، وتراجع القوة الشرائية لأموالهم، بينما تواجه الشركات ارتفاعاً في النفقات، بحسب مجلة Forbes.
التركيز على الشركات ذات القيمة
صرّح بافيت قائلاً: «التضخم مدمر للاستثمارات، ومن الضروري توخي الحذر بشأن كيفية استثمار رأس المال». ويُواصل بافيت تأكيد فلسفته القائمة على اتباع نهج طويل الأجل في الاستثمار، مُوصياً بالتركيز على الشركات ذات القيمة الجوهرية، لأن الضغوط التضخمية قد تُؤثّر على أداء الأسهم في عام 2025.
ووفقاً لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، لا يزال الوصول إلى مستوى التضخم المطلوب يواجه صعوبات، لذا من المهم مراقبة هذا الأمر في العام الجديد.
اقرأ أيضًا.. وارن بافيت: 3 نصائح استثمارية لا يمكنك تجاهلها في عام 2025
الأولوية للشركات المستقرة
قد يشهد السوق منطقة فقاعة. عادةً ما تكون الزيادات في سوق الأسهم مؤشراً إيجابياً، إلا أن النمو السريع في القيمة قد يُؤدّي إلى تكوّن فقاعة سوقية، حيث يعقب الارتفاع المفاجئ انكماشٌ سريعٌ.
ويتوقّع بافيت أن يشهد سوق الأسهم منطقة فقاعة في عام 2025. ويرى أن أفضل طريقة لمواجهة هذه الفقاعة هي إعطاء الأولوية للاستثمار في الشركات المستقرة بدلاً من الأسهم المضاربة. فالخيار الأخير قد يكون مُغرياً، لكن الخسائر قد تتفاقم حتى في سوق مستقرة نسبياً.
استثمر فيما تفهمه
يُؤمن بافيت بأهمية البساطة في الاستثمار، ويُشجّع على الاستثمار في المجالات التي يفهمها المُستثمر. وبالنسبة لعام 2025، ذكرت شركة Wealth Navigator أن بافيت يُحذّر من الإفراط في الاستثمار في الأسهم الفردية المُضاربة. ويتوقّع أن يكون التوجّه نحو صناديق المؤشرات واسعة النطاق، كاستثمار أساسي، خياراً مُجدياً.
ويُقدّم صندوق مؤشر S&P 500 كمثال ممتاز. وقد صرّح بافيت قائلاً: «بالنسبة لأولئك الذين يشكّون في قدرتهم على تحليل الأسهم الفردية، تُعتبر صناديق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الخيار الأمثل للنمو على المدى الطويل». وبالنظر إلى أن متوسط عائد مؤشر ستاندرد آند بورز بلغ 15٪ سنوياً منذ عام 2009 (وفقاً لمجلة فوربس)، و 10٪ سنوياً منذ عام 2000 (وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال)، يتّضح لنا صواب رؤية بافيت.
اقرأ أيضًا: من ماسك إلى بيزوس وبافيت.. 4 عادات للمليارديرات سر النجاح
سدد ديونك أولًا
ستستمر الديون المتزايدة في إثارة قلق المستثمرين. فمستويات الدين المرتفعة ليست مثالية للشركات أو المستثمرين، إذ تجعل الشركات عُرضة للمخاطر. وينطبق الأمر نفسه على المستهلكين. ويتوقّع بافيت استمرار هذه المشكلة في عام 2025، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع أسعار الفائدة المرتفعة. وقد نصح بافيت قائلاً: «إذا كنت مُثقلاً بالديون، فاسعَ إلى سدادها بأسرع ما يُمكن، خاصةً في بيئة ذات فائدة عالية».
وأضاف: «سيحميك هذا من الضغوط المالية ويُتيح لك الاستفادة من فرص السوق». فالشركات التي تعتمد على الديون الكبيرة قد تشهد انخفاضاً في تدفقاتها النقدية وتقييداً لفرص النمو، ممّا يُؤثّر سلباً على أدائها. وبالمثل، سيُضحي المستهلكون الذين يتحمّلون ديوناً كبيرة بفرص تنمية ثرواتهم.
اقرأ أيضًا.. 5 استراتيجيات من وارن بافيت قادت بيركشاير هاثاواي لـ تريليون دولار
الأرباح تتحقق بمرور الوقت
سيستمر المستثمرون ذوو النظرة طويلة الأجل في تحقيق النجاح. يُشتهر بافيت بمقولته إن فترة الاحتفاظ بالاستثمار يجب أن تكون “إلى الأبد“.
وذكرت Wealth Navigator أن بافيت يتوقّع أن يستمرّ أولئك الذين يتبنّون رؤية طويلة الأجل في الازدهار. قد يبدو البيع في الأوقات المُتقلّبة خياراً حكيماً، إلا أنه غالباً ما يُؤدّي إلى تكبّد الخسائر. وقد قال بافيت: «المستثمر الحقيقي يُدرك أن الأرباح تتحقّق بمرور الوقت. فإذا كنت تُؤمن بأصولك، فالتزم بها وتجنّب البيع بدافع الخوف». من السهل فهم دوافع البيع بدافع الذعر، لكن بافيت يُواصل تحذير الأمريكيين من ضرورة التركيز على المدى الطويل. فأولئك الذين يتبنّون عقلية استثمارية طويلة الأجل سيكونون مُستعدّين بشكل أفضل لمواجهة تحدّيات عام 2025 وما بعده.
أخيرًا، نادراً ما يكون عدم اليقين أمراً مُريحاً في سوق الأوراق المالية، إلا أنَّ الالتزام بالمبادئ الأساسية يُمكن أن يُساعد في التغلّب على الخوف بل ويُساهم في تحقيق النجاح في عام 2025. والإنصات إلى خبير مثل بافيت يُمكن أن يُوفّر نهجاً سليماً للاستثمار في العام الجديد.