هل سبق وتساءلت أيها المستهلك لماذا ارتفعت أسعار المواد الغذائية والطعام مؤخرًا؟ سجلت تكلفة تناول الطعام في المطعم، وأسعار الغذاء تضخمًا ملحوظًا، مقارنة بالنسبة التي كانت عليه في العام الماضي.
وحسب موقع ترايدينك اكونوميكس، فإن التضخم ظاهرة حساسة يجب التعامل معها بدقة ووعي. فهي لا تطل مجالً واحدًا بل تتسع لتشكل ميادين اقتصادية متعددة.. ولكن ما هي عوامل ارتفاع أسعار الغذاء على هذا النحو؟
1. النقص في اليد العاملة
يعاني المجال الغذائي مثل غيره من المجالات الاقتصادية، من نقص في الأيدي العاملة المنتجة. ونتيجة لهذا الوضع، وفي غياب العمال لتلبية الطلب، تفاقمت ظاهرة التضخم الغذائي في الأرجاء. وازدادت حدية هذه القضية أكثر فأكثر مع انتشار وباء كورونا في العالم.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يعزز توظيف الشباب وتحسين الأداء الوظيفي
وحاليًا، تفتقر الصناعة الغذائية لمدخل جديد كافٍ وبات من الصعب اليوم معالجة المشاكل التي تحدها من كل الجهات. ومع ذلك، يبقى الحل الأولي في إعادة جذب الموظفين وإعادتهم إلى العمل لملء هذا الفراغ الاقتصادي.
2. تعطل سلسلة التوريد
لا بد من الإشارة إلى أن المجال الغذائي غير محصن ضد مشكلات سلسة التوريد التي تؤثر على غيرها من المجالات الاقتصادية. تستند العمليات الإنتاجية والصناعية إلى كم هائل من المواد المستوردة من الخارج. وفي حال وقوع أي مشكلة في مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، قد تتأثر الصناعة الغذائية بشكل غير إرادي. وبالتالي، فإن صعوبة الحصول على المواد أو ندرتها في الأسواق من شأنها أن تساهم ي حدوث تضخم وارتفاع نسبته في السوق الاقتصادي.
3. أزمة الطاقة
إن الطاقة محرك كل الصناعات وخاصة الصناعة الغذائية. فبغياب مصادر الطلقة، تتوقف المحكات وتنشل العمليات الإنتاجية والصناعية. ولكن مع تفاقم أزمة الطاقة في العالم وارتفاع أسعار المازوت والنفط والغاز وغيرها الكثير، تأثرت المجالات الاقتصادية شتى بشكل غير مباشر. إذ ارتفعت تكاليف التشغيل والتصنيع والإنتاج.
اقرأ أيضًا: الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. مستقبل مشاريع الطاقة المتجددة
ونتيجة هذا الارتفاع في التكاليف التشغيلية، ينبغي على الشركات إيجاد مصادر أخرى لتعويض هذه الأرقام الإضافية. ويكون هذا الحل من خلال رفع أسعار السلع الغذائية المعروضة أمام المستهلك، مما يؤدي بالتالي إلى فرض حالة من التضخم غير المرغوب.
4. ارتفاع الأجور ومعدلات الطلب
ارتفع معدل استهلاك السلع الغذائية بنسبة 20% مقارنة مع المعدلات قبيل جائحة كورونا وفقًا لموقع. ويمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال لجوء المستهلكين إلى تزويد مخازنهم بالمواد الغذائية لتفادي أي نقص خلال فترة الحجر الصحي. ويبدو أن العادات الشرائية هذه ظلت على حالها، ولم تتغير حتى بعد انتهاء فترة الوباء. حيث ظلت وتيرة الشراء كما هي، وزادت معدلات الطلب.
اقرأ أيضًا: أنت مستفيد من آثار التضخم الاقتصادي.. ولكن كيف؟
وكما تقول القاعدة الاقتصادية الشهيرة: إن أي ارتفاع في الطلب هو مصحوب دائمًا بارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تشهد الساحة الاقتصادية ارتفاعًا في معدلات الأجور، بغية جذب المزيد من العمال. وقد يؤدي هذا الارتفاع بشكل تلقائي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية لتمكين الشركات في هذه الصناعة من تأدية واجباتها تجاه عمالها.