بدأ المنظمون الأوروبيون في ممارسة التصعيد ضد مطوري عملة وورلد كوين Worldcoin، إذ تجري كلًا من فرنسا وألمانيا تحقيقًا في مشروع العملة المشفرة الجديدة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وعملة وورلد كوين، التي شارك في تطويرها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه أي، مطورة برنامج شات جي بي تي، تقوم على منح المستخدمين العملة مجانًا بعد مسح مقلة الأعين عبر جهاز يسمى «الجرم السماوي»، وتمثل هذه المسحة هوية أو حساب «ورلد آي دي – World ID» للمستخدمين، للتأكد من أن المستخدم ليس روبوتًا بل بشرًا حقيقيًا.

تفاصيل التحقيقات في فرنسا وألمانيا حول عملة وورلد كوين

في الوقت الذي يدعي فيه سام ألتمان، أن العملة المشفرة الجديدة، ستكون أكثرًا أمانًا لأن الذكاء الاصطناعي سيعرف هوية المستخدم ويثبت أنه ليس روبوت، ظهرت مخاوف في أوروبا، حول مدى انتهاك الإجراءات المصاحبة للحصول على عملة وورلد كوين لخصوصية الأشخاص.

هذه المخاوف، بدأت في استفسارات في فرنسا حول كيفية عمل العملة المشفرة الجديدة، لكن شركة وورلد كوين، المطورة للعملة التي تحمل نفس الاسم، لم تقدم ما يكفي لتوضيح الاستفسارات.

وأعلنت وكالة مراقبة الخصوصية الفرنسية، أنها فتحت تحقيقًا حول كيفية عمل عملة وورلد كوين، وطلبت من الشركة معرفة شروط تخزين البيانات الشخصية التي تجمعها من المستخدمين؛ للتأكد من أنها لا تنتهك الخصوصية.

ونقل موقع دي كريبت، عن مسؤولي وكالة مراقبة الخصوصية الفرنسية، أن الوكالة بدأت تحقيقًا وتنسق الآن مع سلطة ولاية بافاريا في ألمانيا التي تقود تحقيقًا هي الأخرى.

استفسارات في المملكة المتحدة

التحقيقات التي بدأت في فرنسا وألمانيا، لم تكن الوحيدة في أوروبا، حيث أعلنت الجهات التنظيمية المنوطة بالخصوصية في المملكة المتحدة أنها طلبت استفسارًا عن طريقة تطوير عملة وورلد كوين Worldcoin.

وأكد مكتب مفوض المعلومات البريطاني، لموقع دي كريبت، أن التحقيق يأتي بعد طلب السلطات التنظيمية إجراء تقييم لتأثير حماية البيانات، قبل أن تبدأ في جمع مثل هذه المعلومات «عالية الخطورة».

وحذرت بعض الشركات في مجال العملات المشفرة، من بعض المشكلات الرئيسية التي يمكن أن يكشف مسح قزحية العين عن غير قصد جنس الشخص وعرقه وربما حتى ظروفه الطبية.

وقال الأكاديمي والمؤلف بيت هوسون، في تصريح لموقع دي كريبت: «تحدث خروقات البيانات طوال الوقت، ويتأذى الناس، ولكن عندما يتم تسريب البيانات الحيوية، خاصة في البلدان الفقيرة حيث تعمل عملة وورلد كوين فإن حياة الناس تكون على المحك».

وفي تعليق لها ذكرت شركة وورلد كوين Worldcoin، مطور العملة، في بيان لوكالة رويترز، أن الشركة صممت عملتها المشفرة الجديدة، من أجل حماية الخصوصية الفردية وأنشأت برنامجًا قويًا للخصوصية، وهي ملتزمة بضمان تلبيتها للمتطلبات التنظيمية.

وتابعت: «نلتزم بجميع القوانين واللوائح التي تحكم معالجة البيانات الشخصية في الأسواق التي تتوفر فيها عملة وورلد كوين Worldcoin، بما في ذلك اللائحة العامة لحماية البيانات، و قانون حماية البيانات في المملكة المتحدة».

واختتمت: «سيستمر المشروع في التعاون مع الهيئات الإدارية بشأن طلبات الحصول على مزيد من المعلومات حول ممارسات الخصوصية وحماية البيانات، وتم إجراء تقييم صارم لأثر حماية البيانات في المملكة المتحدة بمساعدة شركة محاماة رفيعة المستوى، وستستجيب في الوقت المناسب للطلبات الفردية لحذف بياناتهم الشخصية».

التسجيل في عملة وورلد كوين

ووفقًا لما كشفته شبكة رويترز، فإن حتى الآن سجل حوالي 2.1 مليون شخص في عملة وورلد كوين الجديدة، لكن عند إجراء الحسابات، يشير هذا إلى أن الأمر سيستغرق عقودًا لتحقيق التبني الجماعي.

وبافتراض استمرار عمليات التحقق بمعدلها الحالي، سيستغرق تسجيل 19.6 مليون شخص خمس سنوات، وهذا يمثل 0.00245٪ من السكان، في الوقت الذي قال فيه سام ألتمان، إنه يستهدف تسجيل 2 مليار شخص حول العالم، وهو هدف بعيد المنال.

وأعلنت شركة وورلد كوين Worldcoin مؤخرًا أنها تخطط لزيادة عدد الأجرام السماوية بشكل كبير في المدن الكبرى مع تقدم العام، مما يعني أنه سيكون لديها قدرة أكبر خمس مرات على الاشتراك.