أثار تعرض واتساب للقرصنة، وتسريب بيانات حوالي نصف مليار من مستخدميه، جدلًا واسعًا الفترة الماضية، حيث تحقق منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتساب، وإنستغرام أرباحًا ضخمة كل عام، رغم أنها منصات مجانية، فكيف يحدث ذلك؟
الجواب بسيط جدًا، فلا تندهش إذا عرفت أن منصات التواصل الاجتماعي تبيع بياناتنا الخاصة إلى أطراف ثالثة. حيث ينبغي على المستخدم عند تسجيل الدخول في إحدى منصات السوشيال ميديا، أن يوافق على مشاركة معلوماته الشخصية مثل الاسم والعمر، والعنوان، والبريد الإلكتروني، وغيرها من المعلومات الحيوية. ولكن لماذا تطلب منصات التواصل الاجتماعي كل هذه المعلومات؟
استراتيجيات منصات التواصل الاجتماعي
تشارك مواقع التواصل الاجتماعي بياناتك الخاصة مع طرف ثالث، عادة ما تكون شركة أخرى أبرمت عقودًا معها، وهكذا تقوم تلك الشركة بإرسال إعلاناتها مباشرة إليك. ربح مقابل ربح. الكل راضٍ، أو هكذا يبدو، العيب الوحيد في هذه الاستراتيجية هو تهميش المستخدم نفسه، فلا يحصل على أي ربح بالمقابل، ولا أحد يفكر به.
1. اعرف عميلك
استيفاء شرط اعرف عميلك الموجود في معظم الشركات في كل أنحاء العالم، هو أمر أساسي ومعتمد قبل القيام بأية معاملة لطلب سلعة أو خدمة معينة. وقد لا تبيع مواقع التواصل الاجتماعي هذه البيانات، ولكنها بالتأكيد تستخدمها لجني ثروات طائلة.
2. جني الثروات بيانات العملاء
إن إدخال البيانات الشخصية الحيوية وغيرها من شأنه أن يزيد من أرباح هذه الشركات، وبالتالي تحقيق ثروات هائلة. فعند استخدام هذه التطبيقات، يبدأ النظام نفسه بتعلم العديد من الأمور حول المستهلك، إذ يتعرف على الحسابات التي يتابعها الفرد، والمحتوى الذي يهمه، وأين ينفق أمواله.
اقرأ أيضًا: 4 خطوات لإنجاح مشروع تجاري عبر السوشيال ميديا
وتتعدى هذه الأهداف لتشمل قياس مواقف المستخدمين من بعض القضايا العامة. ومن خلال الاستبيانات والاستطلاعات، يجمع النظام معلومات عن الأفراد، ويحدد ملفًا محدثًا، خاصًا بكل مستخدم، تظهر فيه كل البيانات الأساسية والشخصية. كما يضم كل الرسائل والفيديوهات والصور المرسلة، وحتى المقاطع التي يتم مشاهدتها للترفيه. فالمستخدم مراقب. إذ يمكن رصد مكان المستخدم ومنطقته الزمنية ونشاطه على المواقع والتطبيقات.
ماذا تربح منصات التواصل الاجتماعي؟
تنفي جميع منصات التواصل الاجتماعي إقدامها على بيع البيانات الشخصية لمستخدميها. ولكن هذا لا يلغي حقيقة وجود نية في ذلك، فقد طرح مارك زوكربيرغ فكرة بيع البيانات الشخصية لأطراف ثالثة، في محادثات مسربة مع طاقم العمل في شركة فيسبوك. ولحسن الحظ، لم تتكلل هذه الفكرة بالنجاح، بل ظلت حبرًا على ورق، أو كلامًا في الهواء الطلق.
اقرأ أيضًا: دليل النجاح على منصات التواصل الاجتماعي
وعوضًا عن بيع بيانات المستخدمين بشكل مباشر، تلجأ أشهر منصات التواصل الاجتماعي، إلى بيع بيانات المستخدمين بشكل غير مباشر، عندما يتلقى المستخدم إعلانات لشركة أخرى من دون وجود صلة مباشرة بينها وبين المستخدم نفسه، لا بد من التساؤل: كيف حصلت هذه الشركة على عنواني، بل وكيف علمت أنني أبحث عن هذا المنتج أو هذه الخدمة؟ والجواب واضح مثل عين الشمس.
كيف تحمي بيانات التواصل الاجتماعي؟
مع التطور والانفتاح التكنولوجي، ينظر المثقفون إلى بياناتهم الشخصية كرهينة بيد عمالقة مواقع التواصل الاجتماعي. ولا يسعهم تقديم شكوى أو حتى الاعتراض إذ أن كل هذا الأمر قانوني 100%. ولكن ما هي الوسائل التي تساعد في حماية بيانات التواصل الاجتماعي؟
تطبيقات التواصل الاجتماعية اللامركزية. فبالانتقال من التطبيقات المركزية المتحكمة بالبيانات، إلى تلك اللامركزية المتصفة بالشفافة والرقابة، قد ينجح كل فرد في الحفاظ على بياناته وبالتالي التحكم بها. وهذا لا يعني أن هذه التطبيقات لن تجمع المعلومات عن مستخدميها. بل ستفعل ذلك، ضامنة أن تأخذ موافقة المستخدم قبل استخدامها أو مشاركتها.