مع انتشار العملات المشفرة والإقبال الشديد عليها، بات المجتمع ينظر إليها ليس فقط على أنها ابتكار مالي، بل باعتبارها أحد أشكال التطور الاجتماعي والثقافي والتكنولوجي، ولكن هل تعد العملات المشفرة من أساليب تعزيز الاقتصاد وتحفيزه في ظل التضخم؟
العملات المشفرة وتعزيز الاقتصاد
تعد العملات المشفرة عملات رقمية يتم إدارتها من خلال خوارزميات التشفير. ومع تطور هذه التقنية وانتشارها، ظهرت العديد من العملات في الأسواق. وكأي أداة أو ابتكار جديد، تشكل العملات المشفرة سلاحًا ذا حدين إذ لها سلبيات كما أن لها إيجابيات.
اقرأ أيضًا: منصات تداول العملات المشفرة تعلن إفلاسها.. ما العمل؟
تمثل إحدى أكبر مزايا العملات المشفرة بسهولة الوصول إليها. فأصبح بإمكان الفرد الدفع وإجراء العمليات النقدية دون تدخل طرف ثالث في الإجراءات مثل المصارف، مضيفًا الطابع اللامركزي على هذه العملات. وانطلاقًا من هذه الحقيقة، تساهم العملات المشفرة في تحقيق الشمول المالي، وهو مايساهم في تعزيز الاقتصاد العالمي.
العملات المشفرة والتضخم المالي
غالبًا ما تتصف العملات المشفرة مثل البيتكوين بأدوات تحوط ضد التضخم. إذ ساهم احتياطي البيتكوين الهائل وطبيعته اللامركزية، في زيادة قيمة هذه العملة الجاهزة أو تلك التي لم تخضع للتعدين بعد. فهل العملات المشفرة تحمي الاقتصاد من التضخم؟ يعتمد جواب هذا السؤال على ما إذا نظرنا إليها باعتبارها بدائل حقيقية للسياسة النقدية الحالية.
تتمتع العملة المشفرة بمنافع أهم من العملات الورقية بشكل خاص في البلدان التي تعاني من انخفاض قيمة العملة بنسبة كبيرة مقابل الدولار الأمريكي على مدى السنوات العشر الماضية، في فنزويلا أو لبنان أو تركيا أو غيرها.
وعلى صعيد المثال انخفضت عملة البيتكوين منذ بداية العام الحالي من 69 ألف دولار أمريكي، إلى حوالي 20 ألف دولار أمريكي، أي بنسبة 245%، بينما انخفضت قيمة الليرة اللبنانية من ما يوازي 1.5 ألف ليرة لبنانية لكل دولار أمركي واحد إلى 40 ليرة لبنانية لكل دولار أمريكي واحد، عند تاريخ كتابة المقال أي بنسبة 2566%.
مشاكل العملات المشفرة
كأي عملة نقدية، يشاع أن العملات المشفرة باتت تستخدم في الجرائم السيبرانية. وبالرغم من الإقبال الشديد على اعتماد هذه العملات، وتبنيها فعلًا في الأوساط الاقتصادية، يبقى معدل استخدام العملات المشفرة في هذه الجرائم منخفضًا مقارنة مع معدل العملات الاخرى. هذا ويزعم أن العملات المشفرة ظاهرة مضرة بالبيئة. وعلى وجه التحديد، تسبب آلية إثبات العمل الخاصة بالبيتكوين آثارًا سلبية على الصعيد البيئي كما الاقتصادية.
تتصف العملات المشفرة بالعملات بسرعة التقلب ونتيجة لهذه الطبيعة المثيرة للجدل، قد تفقد العديد من العملات قيمتها الفعلية مع الوقت، ما يجعلها في نظر البعض غير ملائمة كوسيلة للدفع. كذلك، قد يرى بعض الخبراء والاقتصاديون أن قيمة هذه العملات غير مضمونة ما يجعل الاستثمار فيها طريقًا محفوفًا بالمخاطر.