مع إطلاق برنامج ChatGPT التابع لشركة OpenAI في كل من محركات البحث ومواقع الويب، معتمدًا على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي الإنتاجي Generative AI، اندلعت ثورة في كيفية البحث عن الأشياء على الويب، واستخدام المعلومات، والتواصل مع بعضنا البعض.
وأبرز ما يميز الذكاء الاصطناعي الإنتاجي أن لديه القدرة على تغيير نموذج الأعمال في مجال البحث، وكيفية الوصول إلى المحتوى على الويب.
ما هو الذكاء الاصطناعي الإنتاجي؟
يهدف الذكاء الاصطناعي الإنتاجي إلى فهم وتوقع المعلومات من مجموعة بيانات معينة. ومن المهم معرفة أن الذكاء الاصطناعي الإنتاجي ليس جديدًا تمامًا، فهو مستخدم بالفعل في تطبيقات مثل البريد الإلكتروني عبر الكتابة الذكية، الذي يتيح لبرنامج البريد الإلكتروني إكمال جملة بدأها المستخدم. ومن جهة أخرى، فإن الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة قائمة بالفعل ولكنها بدأت مؤخرًا في الانتشار.
اقرأ أيضًا: بعد زلزال تركيا.. هل يمنع الذكاء الاصطناعي الكوارث الطبيعية؟
يشهد الذكاء الاصطناعي الإنتاجي نقطة تحول حاليًا بسبب زيادة هائلة في حجم النماذج والتعقيد البرمجي. ويوجد في الوقت الحالي نماذج لغوية ضخمة (LLMs) بمئات الجيجابايت يمكنها تحليل كميات هائلة من البيانات، على الرغم من أن هذا التحليل أو “التدريب” يتطلب الكثير من الحوسبة.
وقد أدى استخدام النماذج اللغوية الضخمة إلى إطلاق سلسلة من التطورات في مجال معالجة اللغة الطبيعية، وهي فرع من الذكاء الاصطناعي يهدف إلى مساعدة الحواسيب في فهم اللغة الإنسانية الطبيعية.
ويمكن تطوير الذكاء الاصطناعي الإنتاجي من خلال تحسين التقنيات الحاسوبية، بما في ذلك وحدات المعالجة المركزية (CPUs) والحوسبة السحابية، ما يسمح للعملاء باستخدام آلاف وحدات معالجة الرسومات (GPUs) ، بالإضافة إلى زيادة كميات البيانات المتاحة.
ما المميز في شات جي بي تي؟
بدأت أوبن إي آي (Open AI) كمختبر بحوث في عام 2015 وهي شركة بحثية وتنفيذية في مجال الذكاء الاصطناعي وأنتجت ثلاثة نماذج للذكاء الاصطناعي:
ChatGPT
Codex
DALL-E
تم تدريب هذه النماذج على فهم بنية اللغة الإنسانية لإنشاء محتوى نصي ورمزي وصوري، بالإضافة إلى أنواع جديدة من البيانات. أصبح إطلاق هذه النماذج نقطة تحول في الذكاء الاصطناعي الإنتاجي، بسبب التحسينات في الحسابات الآلية وتوافر البيانات وقدرة الجمهور على اختبار وتحسين النموذج بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا: مؤتمر ليب 2023.. إطلاق أسرع واي فاي في العالم
تم إطلاق الإصدار الثالث من تشات جي بي تي (مولد المحولات المدرب مسبقًا في نوفمبر 2022 كمنصة ذكاء اصطناعي شبيهة بالإنسان وقادرة على حل الاستفسارات.
الشيء المختلف في شات جي بي تي، هو أنه يوفر ردًا بأسلوب حواري على الاستفسار بدلاً من روابط لمواقع مقترحة. ومنذ إطلاقه، استطاع برنامج تشات جي بي تي جمع 100 مليون مستخدم نشط شهريًا في يناير 2023.
أعلن برنامج شات جي بي تي ChatGPT في فبراير الجاري، عن تقنية GPT-3.5 والتي تستخدم ما يصل إلى 175 مليار معيار وتقنية برمجية تمثل أكثر من 100 مرة عدد المعايير والتقنيات المستخدمة في GPT-2 والتي استخدمت حوالي 1.5 مليار معيار وتقنية برمجية.
زيادة المعلومات تأتي مع زيادة كبيرة في قوة الحساب، ولكنها تعطي النموذج الأحدث القدرة على أداء المهام التي لم يتم تدريبه عليها.
وعلى الرغم من بعض إخفاقات ChatGPT بسبب عدد من الإجابات غير المكتملة أو التغذية غير المتسقة أو السلوك المحايد، إلا أن ChatGPT يعتبر تطبيقًا واعدًا وسهل الاستخدام لنماذج اللغة الطويلة.
وبالنسبة للمستقبل، من المتوقع أن يستخدم النموذج المستقبلي لبرنامج ChatGPT 100 تريليون معيار وتقنية، ما يدل على أن التقدم في تقنية نماذج اللغة الطويلة يتزايد بوتيرة متسارعة.
نمو سوق الذكاء الاصطناعي الإنتاجي
يعتبر الذكاء الاصطناعي الإنتاجي من فئات الذكاء الاصطناعي التي لا تقتصر على التعرف على الأنماط واللغات والنماذج المتواجدة، بل يمكنها أيضًا إنتاج مخرجات جديدة وتفسيرات جديدة من البيانات التي تم تدريبه عليها.
ومن المتوقع أن يزداد الإقبال على هذا النوع من النماذج مع مرور الوقت، ما سيؤدي إلى تطور وزيادة أرباح الشركات المعنية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الإنتاجي.
ووفقًا لتقارير IDC، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي الإنتاجي والحواري مع الإنسان بمعدل يبلغ 37% كل عام أي من 3.3 مليار دولار في عام 2021 إلى أكثر من 16 مليار دولار في عام 2026.
وأشار تقرير Citi Research يتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي الإنتاجي الخاص بالسحابة العامة بمعدل يبلغ 52% كل عام مقابل نمو 19% فقط للحلول المبنية على الأجهزة الخاصة بالمستخدم.
ويجدر بالذكر أن IDC قد أدلى بهذا التوقع في يوليو 2022، أي أربعة أشهر قبل إطلاق ChatGPT، لذا يمكن أن يكون هذا التقدير محافظًا ويقلل من إمكانات النمو المستقبلية.