الذكاء الاصطناعي .. لم يمر أكثر من شهر على الرسالة التي وقعها ألف من قادة التكنولوجيا وتحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي إلا وصدرت الرسالة الثانية اليوم ولكن هذه المرة بتوقيع 350 من قادة شركات الذكاء الاصطناعي نفسه يحذرون من أن التقنيات الجديدة التي يطورنه هم أنفسهم قد تمثل تهديدا وجودا للبشرية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أكثر من 350 من المديرين التنفيذيين والباحثين والمهندسين من شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى قد وقعوا خطابًا مفتوحًا كتحذير للعالم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يبنونها قد تؤدي إلى انقراض البشرية.
جاء في الرسالة التي أصدرها مركز أمان الذكاء الاصطناعي، وهو منظمة غير ربحية، «يجب أن يكون التخفيف من خطر انقراض البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى، مثل الأوبئة والحرب النووية».
اقرأ أيضاً.. الروبوتات محل البشر.. توقعات بخسارة 14 مليون وظيفة في 2027
من هم الموقعون على رسالة مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
يشمل الموقعون كبار المسؤولين التنفيذيين من أوبن إيه آي OpenAI وغوغل ديب مايند Google DeepMind وأنثروبيك Anthropic، من بين آخرين.
ومن بين الموقعين المعروفين سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، وديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل ديب مايند، وداريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك.
وشملت الأسماء أيضا الملقب بالأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون، ويوشوا بينجيو، وهما اثنان من الباحثين الثلاثة الحائزين على جائزة تورينج لعملهم الرائد في الشبكات العصبية.
وبحسب نيويورك تايمز، تأتي الرسالة المفتوحة في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً.. الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يشعر بالندم: البشرية مهددة !
رسالة مخاطر الذكاء الاصطناعي خروج للمخاوف من السر للعلانية
وذكر دان هندريكس، المدير التنفيذي لمركز أمان الذكاء الاصطناعي، أن الرسالة المفتوحة تعد بمثابة خروج لمخاوف بعض قادة الأعمال الذين أعربوا سابقًا عن مخاوفهم بشأن مخاطر التكنولوجيا التي كانوا يبنونها، إلى العلن بعدما كانت في السر فقط.
وقال هندريكس، هناك مفهوم خاطئ شائع جدًا، حتى في مجتمع الذكاء الاصطناعي، مفاده أنه لا يوجد سوى عدد قليل من المحكوم عليهم بالفشل، ولكن، في الواقع، يعرب العديد من الأشخاص بشكل خاص عن مخاوفهم بشأن هذه الأشياء.
ويشير الخطاب أيضًا إلى فكرة طرحها مسؤولو أوبن إيه آي وهي «الإدارة الحكيمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي» القوية، مطالبين بالتعاون بين كبار مطوري الذكاء الاصطناعي، وزيادة التحقيق التقني في نماذج اللغة المعقدة، وإنشاء وكالة دولية لسلامة الذكاء الاصطناعي، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تهدف إلى تنظيم استخدام الأسلحة النووية.
والتقى ألتمان وحسابيس وأمودي مؤخرًا بالرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وبعد الاجتماع، أدلى ألتمان بشهادته أمام مجلس الشيوخ وحث على سيطرة الحكومة على الذكاء الاصطناعي بسبب المخاطر المحتملة التي يمثلها، محذرًا من أن مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة خطيرة بما يكفي لتبرير تدخل الحكومة.
اقرأ أيضاً.. موظفون بغوغل: روبوت Bard مريض بالكذب ورجونا الشركة عدم إطلاقه!
ألتمان يطالب الحكومة الأمريكية بتنظيم الذكاء الاصطناعي
وطالب ألتمان المشرعين بضرورة تنظيم عمل شركات الذكاء الاصطناعي، واصفا اللحظة الحالية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بأنها لحظة ازدهار و«لكنها تتطلب ضمانات».
وقال ألتمان: «نعتقد أن التدخل التنظيمي من قبل الحكومات سيكون حاسمًا للتخفيف من مخاطر أداوت الذكاء الاصطناعي المتزايدة القوة».
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، إن «إحدى الطرق التي يمكن للحكومة الأمريكية من خلالها تنظيم الصناعة تتمثل في إنشاء نظام ترخيص للشركات التي تعمل على أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي»، مضيفا أنه من الممكن أيضا أن «يشمل الترخيص السماح بأعمال تطوير وإصدار نماذج ذكاء اصطناعي أعلى من القدرات».
تأتي الرسالة في وقت أثارت التطورات الأخيرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي وروبوتات الدردشة الأخرى، مخاوف من احتمال استخدام الذكاء الاصطناعي قريبًا على نطاق واسع لنشر معلومات ودعاية كاذبة أو أنه قد يلغي الملايين من وظائف ذوي الياقات البيضاء.