تتعرض الشركات وخاصةً الشركات الناشئة إلى العديد من المشاكل المالية، والتي قد تؤثر على استمراريتها في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وعالم تتزايد فيه المنافسة بشكل كبير جدًا. وعليه، يجب على كل مستثمر ورائد أعمال العمل على تخطي هذه المشاكل المالية بالطرق العلمية المناسبة. فما هي هذه المشاكل المالية التي تعاني منها الشركات ورواد الأعمال؟ وكيف يمكن للشركات ورواد الأعمال تخطي هذه المشاكل المالية؟
المشاكل المالية التي تعاني منها الشركات
هناك عدة أنواع من الأزمات المالية التي تعاني منها الشركات ورواد الأعمال، ومنها ما نذكر:
1. مشاكل التمويل
تعاني الشركات ورواد الأعمال من مشاكل التمويل والتي قد تؤثر على تطور الشركة ونموها. فلا يمكن للشركة الاستمرار وزيادة حجم مبيعاتها وتطوير أعمالها دون وجود مصادر تمويلية كافية تستطيع من خلالها تنمية قدراتها في ظل تزايد المنافسة المحلية والعالمية.
2. مشاكل إدارة السيولة النقدية
بالإضافة إلى مشاكل التمويل، تبرز مشاكل إدارة السيولة النقدية بالنسبة للشركات ورواد الأعمال. وقد تؤدي هذه المشاكل المالية إلى إفلاس العديد من الشركات بسبب عدم قدرتها على دفع التزاماتها المالية عند الأوقات المحددة.
اقرأ أيضًا: 8 خطوات لمواجهة الأزمات المالية
ويعود السبب الأساسي لهذا النوع من المشاكل والأزمات المالية، إلى عدم قدرة الشركة أو رائد الأعمال على بيع المنتجات مقابل السيولة النقدية المتاحة، في حين يتوجب عليهم شراء المنتجات والمواد الأولية من قبل الموردين من خلال الدفع النقدي. وقد تؤدي هذه العملية إلى عدم اتزان ما بين التدفقات النقدية الداخلة والتدفقات النقدية الخارجة، أي التي تدفعها الشركة.
3. دمج حسابات الشركة
يعاني الكثير من أصحاب الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة الحجم من مشكلة دمج حسابات الشركة الخاصة، مع حسابات الشركة العامة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل مالية كبيرة. ويعود السبب الأساسي بهذا النوع من المشاكل إلى عدم وجود احترافية مهنية، وعدم إدراك أهمية إنشاء شخصية معنوية خاصة بالشركة، تتميز عن الشخصية المعنوية لصاحب الشركة.
اقرأ أيضًا: منصة بينانس في خطر.. حسابات مشبوهة واحتياطيات غير مضمونة
ومن أبرز المشاكل التي قد تنتج عن هذه العملية استخدام حسابات الشركة لدفع المصاريف الخاصة بصاحب الشركة الأمر الذي قد يؤدي إلى تقصير في السيولة أو عدم إمكانية إدراك حسابات الشركة وأرباحها ونتائجها المالية.
4. المشاكل المالية الضريبية
تظهر المشاكل المالية الضريبية كواحدة من أكثر المشاكل التي تعاني منها الشركات الناشئة. ويغيب عن الكثير من رواد الأعمال أهمية التصاريح الضريبية، وتخليص المعاملات المالية المتعلقة بالدولة. وقد ينتج عن هذا التقصير تحميل الشركة بغرامات مالية كبيرة بالإضافة إلى الضرائب المستحقة.
5. المشاكل المالية المرتبطة بالظروف الاقتصادية
تعاني الشركات الناشئة ورواد الأعمال من مشاكل مالية مرتبطة بالظروف الاقتصادية والمالية للبيئة الحاضنة لها. وقد تؤثر هذه الظروف الاقتصادية والسياسية بصورة مباشرة أو غير مباشرة على وضع الشركة المالي. فعلى صعيد المثال قد يؤدي التضخم الحاصل في البلاد إلى انخفاض القدرة الشرائية للمستهلك، وبالتالي انخفاض نسبة المبيعات والسيولة بالنسبة للشركة.
كيف تواجه الشركات المشاكل المالية؟
يستطيع رواد الأعمال البحث عن مصادر تمويلية بديلة عن المصادر التقليدية المعروفة، أي المصادر المصرفية والمؤسسات التمويلية. وعلى سبيل المثال يستطيع رائد الأعمال اللجوء إلى الممولين المعروفين باسم بزنس أنجلز Business Angels. كما يستطيع رواد الأعمال اللجوء إلى الحصول على تمويل شخصي مباشر، بشروط مناسبة.
اقرأ أيضًا: اكتشف 7 من أساليب زيادة أرباح الشركات
ويعد التفاوض مع الموردين للحصول على شروط تمويلية مناسبة، أحد حلول مشاكل السيولة، حيث تؤدي المفاوضات في بعض الأحيان إلى تأجيل عملية الدفع النقدي إلى أبعد وقت ممكن. في المقابل، يجب على الشركات العمل على بيع منتجاتها مقابل السيولة النقدية قدر الإمكان وتجنب المدفوعات المؤجلة.
وتستطيع الشركات الناشئة الاستعانة بخبراء لتخليص المعاملات الضريبية، وعدم تحميل الشركة بغرامة مالية ضريبية، وخاصة إذا كان صاحب الشركة أو رائد الأعمال ليس لديه الخبرة في الأمور القانونية والضريبية.
أما بالنسبة للظروف الاقتصادية المالية المرتبطة بالشؤون الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية، فالحل الأفضل والأنسب بالنسبة للشركات لتخطي المشاكل المالية، هو العمل على تنويع المحفظة الاستثمارية، أي الاستثمار في عدة مشاريع متنوعة وفي عدة مناطق، لتخطي المشاكل المرتبطة بمنطقة معينة أو بقطاع معين.
في النهاية، تعد المشاكل المالية للشركات أمرًا طبيعيًا، لذلك يتوجب على أصحاب القرار التفكير في كيفية إدارة هذه المشاكل، والتحلي بالمعرفة والثقافة المالية المناسبة لفهم طبيعة المشاكل المالية والقدرة على التعامل معها.