وارن بافيت وجيم كرامر موهوبان في مجالهما. فالأول هو أسطورة الاستثمار الذي ساعد مساهمي شركة بيركشاير هاثاواي على تحقيق عوائد استثنائية على مدى عقود، بينما الثاني هو مضيف برنامج «Mad Money» على قناة سي إن بي سي، الذي قدم العديد من الاختيارات المثيرة للاهتمام في الأسهم، حتى بات هناك الآن صناديق المؤشرات المتداولة التي تم تصميمها لصالح أو ضد توصياته.
ووارن بافيت هو أحد أغنى أغنياء العالم بثروة تقدر بنحو 111 مليار دولار الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Berkshire Hathaway، وهي شركة أصبح المساهم المسيطر عليها في منتصف الستينيات.
ويٌلقب وارن بافيت بأوراكل أوماها لأن مجتمع الاستثمار يتابع عن كثب اختياراته الاستثمارية وتعليقاته على السوق، وهو يعيش ويعمل في أوماها، بولاية نبراسكا.
أما كرامر فقد أسس نادي الاستثمار في سي إن بي سي لمساعدة المستثمرين على بناء ثروة طويلة الأجل في سوق الأسهم. حيث يسعى إلى مساعدة المستثمرين على الاستثمار بشكل أكثر ذكاءً حتى يتمكنوا من بناء ثروة على المدى الطويل.
ولا يتفق الرجلان الأيقونيان في عالم الاستثمار دائماً في كل موضوع. ففي العام الماضي، عبر كرامر عن اعتقاده بأن بافيت ونائب رئيس بيركشاير هاثاواي تشارلي مونغر «خارجين عن السياق» فيما يتعلق بالعملات الرقمية. ومع ذلك، يشترك كلا الرجلين في نفس الإعجاب بشركة واحدة هي آبل إنك. (NASDAQ: AAPL).
اقرأ أيضاً.. كيفية كسب المال باستخدام طريقة وارن بافيت «عٌقب السيجار»
وارن بافيت والاستثمار في آبل إنك
لا يلزمك البحث بعيداً لترى أن وارن بافيت معجب كبير بصانع الآيفون، فوفقًا لأحدث وثائق بركشاير المقدمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، كانت شركة وارن بافيت تمتلك 915,560,382 سهمًا من آبل حتى 31 مارس. وبقيمة 150.98 مليار دولار في ذلك الوقت، كانت آبل الأكبر بين المساهمات العامة في بركشاير.
وقد أثنى بافيت على الشركة بشكل كبير. وقال في اجتماع مساهمي بركشاير لعام 2023: «كانت معاييرنا لآبل مختلفة عن الأعمال الأخرى التي نمتلكها. إنها مجرد حالة أفضل من أي شركة أخرى نمتلكها».
وأبرز وارن بافيت قيمة آبل للمستهلكين من خلال التأكيد على أن هاتف الشركة الذكي أكثر أهمية بالنسبة للمستخدمين من السيارة الثانية، حيث قال: «لدى آبل موقف مع المستهلكين، حيث يدفعون ربما 1500 دولار أو ما يكون، للحصول على هاتف. ويدفع نفس الأشخاص 35,000 دولار لامتلاك السيارة الثانية».
وأضاف: «إذا كان عليهم التخلي عن السيارة الثانية أو التخلي عن هاتفهم الآيفون، فسوف يتخلون عن السيارة الثانية. إنه منتج استثنائي».
كشف بركشاير لأول مرة عن حجم مساهمته في آبل في مايو 2016 حيث كانت بقيمة مليار دولار فقط. وقد جمع بافيت المزيد من الأسهم منذ ذلك الحين، وكانت الاستثمارات ناجحة – حيث ارتفعت أسهم آبل بنسبة 273٪ خلال الخمس سنوات الماضية.
اقرأ أيضاً.. وارن بافيت: «الذكاء الاصطناعي» قنبلة ذرية تجرفنا نحو كارثة
جيم كرامر وسهم آبل
ورأى كرامر الإمكانات في آبل منذ وقت بعيد. ففي عام 2010، عندما تم طرح الآيباد لأول مرة، قال إن المنتج «يسبب الإدمان»، وحث المستثمرين على «الاستثمار في آبل».
وعلى مر السنين، قال كرامر لجمهوره مرارًا إنه من الأفضل «امتلاكها؛ لا تتداولها» عندما يتعلق الأمر بشركة آبل.
وفي الآونة الأخيرة، أشار كرامر إلى سبب تميز الشركة. وفي حديثه على قناة سي إن بي سي، قال: «آبل تسيطر على مصيرها لأنها الأفضل في مجالها، فهي تأخذ شيئًا لم تكن تعرف أنك بحاجته وتحوله إلى شيء لا يمكن الاستغناء عنه. فقد فعلوا ذلك الكثير من الأوقات لأنهم يركزون على الطويل الأمد والعملاء».
اقرأ أيضاً.. وارن بافيت: لا أفهم الذكاء الاصطناعي والبيتكوين مقامرة
منتج آبل لا يمكن للكثيرين العيش بدونه
وعلى الرغم من أن الأجهزة ليست رخيصة – الآيفون 14 برو ماكس يكلف 1599 دولارًا بالكامل – إلا أن المستهلكين لا يريدون العيش خارج نظام آبل. وهذا يتيح للشركة تحقيق أرباح فائقة الحجم عامًا بعد عام.
ففي وقت سابق من هذا العام، كشف الرئيس التنفيذي تيم كوك أن الشركة باعت أكثر من 2 مليار جهاز.
وتجاوز سهم آبل أكثر من 40٪ في عام 2023، ويرى العديد من محللي وول ستريت مزيداً من الصعود في المستقبل.
ويتوقع محلل جيه بي مورغان، ساميك تشاترجي، أن يكون هناك ارتفاع محتمل بنسبة 6٪، مع تصنيف مضاعف وهدف سعر يبلغ 190 دولارًا.
وأعلن محلل مورغان ستانلي، إريك وودرينج، عن اسم آبل كـ«اختيار رئيسي»، وذلك مع تصنيف «مضاعف» وهدف سعر يبلغ 185 دولارًا – حوالي 4٪ فوق سعر السهم الحالي.
وتتذبذب الأسهم، ولا يكون حتى أفضل المحللين دقيقين 100٪ من الوقت. إذا لم تحب التذبذبات الكبيرة في السوق وتفضل كسب تدفق من الدخل السلبي الثابت، فقد ترغب في التحقق من الاستثمارات التي توفر عوائد أرباح موثوقة خارج السوق المالية.