قد يختبر الفرد شعور البطالة في سن مبكر إثر حالة صحية، أو سلسلة من التسريحات، أو إغلاق الأعمال، ولكن تظل مسألة مواجهة الالتزامات المالية من أكثر الأمور المؤرقة، خاصة إذا ما واجه المرء مصير موظفي تويتر، الذين فقدوا وظائفهم في ظل سياسة إيلون ماسك لتقليص عدد الموظفين في تويتر.
اقرأ أيضًا: إريك فرونهوفر.. ناقش إيلون ماسك فطرده من تويتر
وتشكل البطالة محفزًا قويًا للاكتئاب والإرهاق، إذ يفقد الإنسان السيطرة على الالتزامات المالية، ومجاراة تقلبات الضغوط الحياتية، وينتابه الشعور بالقلق حول كيفية إدارة الأموال، ويتشتت مجهوده بين التركيز في إيجاد وظيفة جديدة وكيفية إدارة الالتزامات المالية التي يواجهها.
4 خطوات لإدارة الالتزامات المالية
تتجلى أهمية إدارة الالتزامات المالية للفرد، في قدرتها على مساعدة العاطل عن العمل في تحسين الصحة الجسدية والنفسية. قد تبدو هذه العملية صعبة، بل ومستحيلة في بعض الأحيان، ولكن تعتبر إدارة الالتزامات المالية في فترة البطالة سلاحًا أساسيًا لتجنب أي تدهور غير متوقع، كما تساهم هذه الاستراتيجيات المدروسة والخطوات المنهجية في الحفاظ على الميزانية التي يحددها الفرد والتحكم بزمام الأمور المالية كما النفسية والجسدية.
1. راقب نفقاتك
إن مراقبة الأموال التي تنفقها من شأنها أن تساعدك بشكل فعال كي تشعر بالراحة. ففي الواقع، سترى نفسك متحكمًا في نفقاتك الأمر الذي يخدر شعور الخوف الذي قد ينتاب الإنسان العاطل عن العمل.
اقرأ أيضًا: تسريح 3700 عامل في تويتر.. ماذا يفعل إيلون ماسك؟
ولمراقبة هذه الالتزامات المالية، قد يلجأ الإنسان إلى أدوات ضبط الميزانية وإدارتها للحصول على دعم إضافي ومتخصص. وتشمل هذه الأدوات بعض التطبيقات المتوفرة على شبكات الإنترنت أو بعض الخطط والأوراق التي يسهل الحصول عليها. هذا وينبغي على الفرد أيضًا أن يرسم صورة واضحة وواقعية لنفقاته وترتيبها حسب الأولية والفصل بين تلك الأساسية والثانوية.
والجدير ذكره أن هذه الاستراتيجية في مراقبة نسبة الإنفاق، قد تكون خطوة استباقية تساهم في ضمان الصحة المالية للفرد قبل وأثناء فترة البطالة. إليك بعض الخطوات السهلة لاتباعها:
- حدد قائمة بمصادر دخلك الحالية، وأرصدة الحسابات البنكية.
- حدد قائمة بإنفاقك الشهري.
- قسم النفقات بين أساسية وثانوية.
- ضع خطة لخفض الإنفاق الشهري.
اقرأ أيضًا: منصات تداول العملات المشفرة تعلن إفلاسها.. ما العمل؟
2. ابحث عن مصادر دخل جديدة
بينما أنت في رحلة البحث عن وظيفة بدوام كامل، لا ضرر في استكشاف مصادر دخل إضافية قد تتمثل بوظيفة بدوام جزئي أو عمل مؤقت. إذ يمكن لهذه الفرص المتاحة في الأسواق أن تعود بأرباح غير متوقعة وقادرة على ثقل حالتك المالية. ففي عالمنا اليوم، يحتل العمل المستقل أو الحر والمؤقت مكانة عالية ومهمة.
اقرأ أيضًا: شركة ميتا تتخلى عن 13% من الموظفين في أكبر عملية تسريح في تاريخها
عمد العديد إلى ركوب هذه الموجة من العمل عن بعد أو إبرام عقود قصيرة والتي من شأنها أن تسمح للأفراد العاطلين عن العمل في استكشاف أنشطة جانبية محتملة وبل قادرة على تأمين عوائد مالية كافية لسد احتياجاتهم الشهرية. ولعل هذا العمل المؤقت يتحول إلى وظيفة بدوام كامل.
3. ادرس احتمال الحصول على قرض
لا تشكل هذه الخطوة الخيار الأمثل للفرد العاطل عن العمل، ولكن تبقى احتمالًا متوفرًا على الطاولة. فإن اللجوء إلى أخذ قرض من البنك قد يساعدك في سد فجوة لوقت قصير بين الدخل والالتزامات المالية الخاصة بك. وقد تأتي القروض على أشكال متعددة وفقًا لاحتياج الفرد، منها القروض الشخصية والقروض العقارية، وقروض الائتمان الإضافية.
اقرأ أيضًا: 7 وظائف فريلانس تحقق لك الحرية المالية
ولا بد أن ينتبه الفرد بشأن قضية أخذ القرض وسداده. إذ لا ينبغي على العاطل عن العمل أن يأخذ قرضًا كبيرًا لا يستطيع أن يسدده لاحقًا. ومن هنا تأتي أهمية تطابق مبلغ القرض مع إمكانية الفرد في دفعه في المستقبل تجنبًا للوقوع في دوامة الدين المستمر.
4. خطط مسبقًا من خلال إنشاء صندوق الطوارئ
كل شيء يبدو أسهل مع التخطيط. فبوجود صندوق طوارئ صلب، يجد الفرد نفسه مرتاحًا خلال أزمات مالية غير متوقعة. ففي حال فقدان الوظيفة، يستطيع العاطل عن العمل اللجوء إلى صندوق الطوارئ الذي أنشأه سابقًا لإعالة نفسه وعائلته إلى حين إيجاد وظيفة جديدة تعيد المياه إلى مجاريها.
ولإنشاء هذا الصندوق لا بد من:
– التسوق للحصول على أفضل الأسعار لبطاقات الائتمان أو التأمين على السيارة أو المنزل أو الهاتف
– إعادة تمويل الرهن العقاري أو قرض السيارة
– بيع الأدوات أو الأشياء غير المرغوب فيها وتحصيل أموالها
– إلغاء الاشتراكات غير الأساسية أو غير المستخدمة بانتظام تفاديًا لنفقات إضافية.
قد تشكل البطالة عبئًا ثقيلًا على الفرد ومحيطه، ولكن بات من الممكن حماية حياتك النفسية كما المالية من أي آثار جانبية غير مرغوب فيها. فبواسطة المنهجيات التي وضعها الخبراء في متناول يد الجميع، سيجد الإنسان نفسه قادرًا على تخطي هذه الأزمة المؤقتة والوقوف على قدميه لمعاودة حياته بكل أمان واستقرار وسلام.