يتصف الويب 3 بكونه النسخة الجديدة من الويب 2، وهو نظام إيكولوجي لامركزي غير خاضع لأي سلطة أو كيان مركزي. بل على العكس، يعمل هذا النظام على نقل السلطة من جهة واحدة، وتوزيعها على أكثر من جهة أو مشارك. أما الويب 2، فهو نظام مركزي بحت تهيمن عليه شركات كبيرة في عالمنا اليوم مثل غوغل، ومايكروسوفت وغيرها.
لماذا الويب 3؟
هل يمكننا القول إن الويب 3 هو الصورة المستقبلية إلى ما سيؤول عليه الجيل الجديد من الإنترنت؟ لقد صُممت البنية التحتية للويب 3 لتعزيز مبدأ الشفافية في العمليات، وتشجيع الابتكار وتسهيله، ومنح المستخدمين حق التحكم ببياناتهم والتصرف بها على منصات الإنترنت.
اقرأ أيضًا: أهم الظواهر الجديدة في عالم الويب 3 الثوري
وحسب موقع هارفرد بزنس ريفيو فقد ألغيت الصورة النمطية التقليدية القائمة على «الخادم» و«العميل» بفضل الويب 3، وتم استبدالها بمشاركة الملفات من نظير إلى نظير آخر.
إيجابيات الويب 3
تتميز أغلب تطبيقات الويب 3 بطابع الحرية أو عدم الحاجة إلى «إذن». وبمعنى آخر، يخلق الويب 3 اتصالًا وارتباطًا سلسًا بين المنصات الموجودة. وتعرف نسخة الويب 3 بثقتها العمياء، لأن المستخدم يكون واثقًا تمامًا في هذا النظام، لما يوفره من أمن وأمان للبيانات المخزنة فيه.
اقرأ أيضًا: هل نجح الويب 3 في عقد صداقة مع البيئة؟
ويساعد الويب 3 على إعادة حق الملكية إلى المالك نفسه، ويرفع من مستوى الأمن، ويلغي القيود غير العادلة، ويعزز الشفافية ويسهل المهام على كل مستخدم وصانع محتوى اقتصادي. وانطلاقًا من هذه الخدمات الأساسية، يرى الخبراء أن هذه النسخة المستحدثة من شأنها أن تحل مشكلات الويب 2.
تحديات الويب 3
تظهر تحديات عديدة أمام تطبيق الويب 3 واعتماده. ويعمل المطورون على ضم تطبيقات الويب المستحدثة مع بروتوكولات الويب 2 لتشغيلها. وبهذه الطريقة، يولد سيناريو يتوقف فيه عمل التطبيقات اللامركزية على قاعدة، أو بنية تحتية مركزية، فكيف يحدث ذلك؟
اقرأ أيضًا: وداعًا للدوام الوظيفي.. تكنولوجيا الويب 3 توفر الأمان المالي
ومن التحديات الأخرى التي يتعرض لها الويب 3 هو افتقار الوضوح التنظيمي. إن تكنولوجيا البلوكشين في تطور مستمر بل وسريع جدًا. والظاهر أن المطورين في حاجة إلى المزيد من الوقت للحاق بهذا التقدم الهائل، لذلك فإن غياب الرقابة التنظيمية ولد بدوره سلوكيات غير أخلاقية في الساحة العملية كما حدث مع منصة التداول الشهيرة FTX.
وتواجه نسخة الإنترنت الجديدة تحد آخر سببه المطور. فقد يعمد بعض المطورين ذوي النيات السيئة إلى ترك نافذة مفتوحة في الكود عن عمد، ليستخدمها لاحقًا في سرقة الأموال المكتسبة من العملات المشفرة، ولا شك أن العلم لا يتوقف، وأن الحلول ستظل تتدفق على الطاولة باستمرار.
اقرأ أيضًا: الويب 5.. تجربة التفاعل العاطفي بين الإنسان والآلة
وقد تعود ولادة نسخ جديدة من الإنترنت بالمنفعة الكبيرة على المطور، كما المستخدم. ولكن بالرغم من هذه الإيجابيات الكبيرة، لا يمكن تجاهل حجم التحديات التي قد يواجهها أي ابتكار جديد. ويحتاج التأقلم إلى وقت، لأن بناء قاعدة سليمة لاحتواء الجديد وتبنيه، ليس بالأمر السهل.