لقد جعلت جائحة كورونا العمل عن بعد أمرًا طبيعيًا، وفرضت تحديات جديدة في مجال القيادة عن بعد. وفي أسابيع قليلة؛ أصبحت تطبيقات الاتصال الرقمي، مثل: زووم، وجوجل شات، وسلاك؛ من أكثر التطبيقات الرقمية نفعاً في التواصل اليومي مع زملاء العمل.
وأصبحت مكاتب العمل داخل المنزل، والمطبخ، وغرف النوم. وفجأة وجد الآباء أنفسهم في حاجة إلى التوفيق بين التعليم المنزلي، وكونهم عمالاً فاعلين في العمل عن بعد. ودون أن نشعر؛ فرض العمل من المنزل نفسه على الكثيرين، وفرض أيضًا أنماطاً جديدة، ووفر لكثير من العاطلين فرص عمل في مجالات مختلفة.
ما هي تحديات القيادة عن بعد؟
وفي ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، على كثير من القطاعات للعمل من المنزل؛ فإن القادة ينبغي عليهم أن يفكروا كيف سيقومون بإعادة تأهيل موظفيهم لتفهم الطبيعة الجديدة للعمل، والذي سيعتمد على عدم التواصل الشخصي المباشر؟
اقرأ أيضًا: علي داوود: الـ NFT تحفظ هويتنا الثقافية في العالم الافتراضي
نشأت العديد من الإجراءات الروتينية في ظل جائحة كورونا، ومازلنا نعاني منها حتى الآن، وتحث على ضرورة تفهم مخاوف الآخرين بشأن استمرارهم في العمل، أو قدرتهم على تحقيق المعدل من الكم والكفاءة المطلوبة في ظل القيادة الذاتية. ولذلك ينبغي تأهيل أعضاء الفريق، وتوجيههم إلى مسار موحد لتحقيق أهداف العمل.
القادة في حاجة لإعلان شعار «العمل من المنزل»، ليساعدوا فرقهم على تعلم التكيف مع المتغيرات، كما كتب تسيدال نيلي، الأستاذ في مدرسة هارفارد للأعمال.
يجب أن يركز قادة الفريق على إعادة تشغيل موظفيهم في أربعة أساليب رئيسية، مع وضع المكان والتوقيت المناسب للبدء في عين الاعتبار، وكذلك إعادة النظر فيما يخص شعور الفريق بالهدف المشترك.
ما هو الهدف المشترك؟
كونك قائدًا يفرض عليك أن تفكر: هل كل فرد في الفريق يفهم بالفعل أهداف العمل بشكل واضح؟ لابد من استغلال هذه الفرصة وحشد أفراد الفريق، وإتاحة المساحة لهم لتحديث الهدف المشترك الذي يجمعهم، من خلال طرح الأسئلة والرد عليها، وبناء التصورات، والاستشهاد بالخبرات في العمل.
اقرأ أيضًا: بواسطة التزييف العميق.. لماذا يبيع بروس ويلز وجهه؟
في جلسة إعادة التشغيل؛ يمكن للفريق مناقشة هل تغيرت أهداف العمل أو استراتيجيته في ظل ظروف الجائحة؟ هل تغيرت احتياجات العملاء أو تم إغلاق سلسلة التوريد داخل صناعة رئيسية؟
نجاح القائد يكمن في قدرته على فهم الإحساس المشترك للفريق حول أهداف العمل
يحتاج الفريق إلى إعادة تقييم كيفية الاستمرار في تقديم نفس القيمة، ونفس الجودة، خاصة في ظل الظروف الجديدة التي تفرض القيادة عن بعد. إن إعادة تشغيل فريقك هي مساحة لمناقشة وتقييم وجهات نظر أفراد الفريق في أنفسهم، وفي العمل بشكل عام. ويحتاج الفريق إلى التأكد من أن الجميع يسأل نفس الأسئلة، ويشعر بنفس المخاوف، وكما لديهم مخاوف مشتركة، فإن لديهم أيضًا أهدافًا مشتركة.
جلسة إعادة التشغيل
تعد إعادة التشغيل، هي الوقت اللازم لإعادة فحص المعلومات، وموارد الميزانية، والشبكات التي ستساعد الفريق على تحقيق أهدافه. وبالتالي فإن إنشاء قائمة مفصلة بكل عنصر على حدة ليس ضروريًا، لكن جلسة إعادة التشغيل تساعد أفراد الفريق على الوصول إلى تحديد ما يحتاجونه حاليًا في ظل مواردهم المتاحة.
اقرأ أيضًا: ماذا يحتاج سوق العمل.. المهارة المهنية أم شهادة جامعية؟
في جلسة إعادة التشغيل؛ ينبغي أن يتساءل الأعضاء الفريق بكل صراحة، عن مدى تأثير العمل من المنزل على تنسيق العمل بينهم. قد يحتاج البعض إلى مساعدة في التعرف على أدوات الوساطة.
وقد يتلاعب آخرون بالمسؤوليات الأسرية التي تحد من توفرها في أوقات معينة من اليوم. في هذه الظروف؛ ينبغي تحديد كيفية التعامل مع الطلبات الإضافية لأعضاء الفريق، وإمكانية دعمها، بشكل متوازن مع احتياجات ومتطلبات العمل.