صعد رجل الأعمال الهندي غوتام أداني (Gautam Adani) قائمة أثرياء العالم بسرعة فائقة خلال العام الجاري، متفوقًا على الملياردير الأمريكي جيف بيزوس، ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم.
ووفقًا لمؤشر بلومبرج للأثرياء، بدأ أداني العام في المرتبة الرابعة عشر، لكن ارتفاع أسهم شركته أداني إنتربريز لميتد (Adani Enterprises Ltd) بمستويات قياسية، دفع ثروته إلى القفز إلى 146.8 مليار دولار، ما يجعله متخلفًا عن إيلون ماسك، صاحب المرتبة الأولى، والتي تبلغ ثروته 263.9 مليار دولار.
غوتام أداني.. طفولة عادية في الهند
ولد غوتام أداني في 24 يونيو عام 1962، لم تختلف سنوات طفولته الأولى عن معظم أبناء بلده، حيث نشأ في أحد الأحياء الصغيرة في مدينة أحمد آباد الهندية.
كان لدى أداني سبعة أشقاء، ما دفع والديه غوجاراتي جين وشانتا جين أداني إلى الانتقال إلى الجزء الشمالي من ولاية غوجارات بحثًا عن العمل.
اقرأ أيضًا: 8 رواد أعمال بدأوا من الصفر.. انظر ماذا صاروا؟
وفي عام 1978، قرر أداني الشاب السفر إلى مدينة مومباي الهندية سعيًا لإيجاد فرصة عمل، واستطاع العمل في شركة ماهيندرا بروزرز (Mahendra Brothers) باعتباره مقيم ألماس لمدى عامين إلى ثلاثة أعوام.
الخطوة الأولى لتأسيس أداني جروب
أسس أداني شركة ديموند للوساطة الخاصة به، فيما اشترى أخوه الأكبر، مانسوخ أداني، شركة لصناعة البلاستيك عام 1981، وعرض على غوتام فرصة إدارة الشركة، وبدأ بعدها في استيراد البوليمرات الخام للمصنعين الصغار في عام 1985.
اقرأ أيضًا: هناء حمزة تكتب: إلى العمل..
وفي عام 1988، أسس أداني شركة أداني إكسبورتس ليمتد (Adani Exports Limited)، والتي أصبح اسمها فيما بعد أداني إنتربريز لميتد، والتي تعمل حتى الآن في مجالات التجارة في المعادن والمنسوجات والمواد الزراعية.
واستفادت أداني جروب (Adani Group) بصورة كبيرة من مبادرات التحرير الاقتصادي التي شهدتها الهند في عام 1991، فيما استعانت حكومة ولاية غوجارات عام 1993 بمصادر خارجية لإدارة ميناء مودرا، أكبر ميناء للقطاع الخاص في الهند، وحصلت أداني جروب على هذا العقد عام 1995.
تزايد شركات أداني جروب وتعدد نشاطها
بعد حصوله على العقد لإدارة ميناء مودرا، قام ببناء أول رصيف ميناء في عام 1995 بالتعاون مع إدارة المنطقة الاقتصادية، لتتحول بعد ذلك إدارة الأنشطة في الميناء إلى شركة أداني بورتس (Adani Ports)، والتي أصبحت حاليًا أكبر شركة خاصة لتشغيل الموانئ.
اقرأ أيضًا: ريم المصبح.. رائدة أعمال إماراتية تعشق التحدي
وتنوعت أنشطة شركات أداني بصورة كبيرة بعد ذلك، إذ أسس شركة أداني باور (Adani Power) في عام 1996، والتي تمتلك منشأة خاصة هائلة لإنتاج الطاقة الحرارية في البلاد.
وعام 2006، اقتحم أداني مجال الزراعة، كما استطاع بين عامي 2009 و2012 شراء منجم كارمايكل كول (Carmichael Coal) في كوينزلاند الاسترالي، بجانب شراء ميناء أبوت بوينت في استراليا (Abbot Point Port).
الكيانات الحالية لأداني جروب
تتكون أداني جروب من 7 كيانات مدرجة في البورصة، فيما يبلغ رأس المال المشترك لهم ما يزيد عن 242.73 مليار دولار، اعتبارًا من 29 أغسطس 2022، مع أعمال تشمل الطاقة وتشغيل الموانئ والخدمات اللوجستية والتعدين والموارد والغاز والدفاع والفضاء والمطارات.
القفز للمرتبة الثانية في قائمة أثرياء العالم
أثرت عمليات البيع الأخيرة في قطاع التكنولوجيا على ثروات المليارديرات الأمريكيين، إذ أصبح جيف بيزوس متخلفًا عن أداني بنحو 19 مليون دولار، بعدما كان يحتل المرتبة الثانية في العالم، وذلك بعدما تراجعت أسهم أمازون بنسبة 26% هذا العام.
اقرأ أيضًا: الاحتيال المالي.. سبب خسائر 6% من الاقتصاد العالمي
وكان أداني قد انتزع لقب أغنى رجل في قارة آسيا للمرة الأولى في فبراير الماضي، متوفقًا على منافسه موكيش أمباني (Mukesh Amabni)، كما استطاع التفوق على بيل جايتس وبرنار أرنو خلال الشهرين الماضيين.
مؤسسة أداني للخدمة المجتمعية
تعد مؤسسة أداني الذراع الأساسي لأداني جروب للخدمة المجتمعية، إذ تعمل على العديد من المبادرات في الهند تستهدف تطوير البنية التحتية المجتمعية.
اقرأ أيضًا: 6 أخطاء.. تجنبها عند الاستثمار في العملات المشفرة
وتستهدف المؤسسة قطاعات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية وسبل العيش المستدامة، والتي تركز على أكثر من 3.4 مليون شخص سنويًا في 2315 قرية في 18 ولاية هندية.
رؤية أداني لكيفية بناء الأمة
تنوع مفهوم غوتام أداني حول مفهوم بناء الأمة بصورة تتناسب مع أنشطة شركاته المختلفة، إذ يرى أن بناء الأمة يعني تطوير الساحل الهندي من خلال سلسلة من الموانئ والمراكز اللوجستية.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك خوض تجربة الميتافيرس؟
كما يرى أن بناء الأمة يتطلب تعزيز أمن الطاقة في الهند، والعمل على سد الفجوات بين المناطق الحضرية والريفية من خلال توفير الكهرباء لمئات الملايين من الأشخاص في المناطق النائية في الهند.
أما عن الأمن الغذائي، فإن مفهوم بناء الأمة في هذا المجال يتطلب بناء سلسلة إمداد زراعية حديثة والعمل على تمكين المزارعين، وتستهدف كل تلك الأنشطة الصناعية والتجارية توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للمواطنين في الهند.
وفي مجال الطاقة، يهدف رجل ال غوتام أداني إلى جعل الهند أحد البلدان الرائدة في مجال الطاقة المستدامة من خلال الاستثمار في مجالات توليد الطاقة الشمسية وأعمال الحدائق الشمسية.