دخل عظيم خان في مجال العملات المشفرة في عام 2013، في ذلك الوقت كانت مواضيع الكريبتو منحصرة في تويتر، وتدور حول البيتكوين بشكل أساسي، وتولى مراكز عديدة في مجالات مرتبطة بالعملات المشفّرة والأصول الرقمية، آخرها كان المسؤول عن الشراكات والتبرّعات في شركة Gitcoin.
في السطور التالية تلتقي فاينانشيال فريدوم توداي مع عظيم خان، لمشاركة تجربته في مجال الكريبتو، ومناقشة آخر تطورات وضع سوق العملات المشفرة حاليًا.
لماذا اخترت الاستثمار في العملات المشفرة؟
دخلتُ مجال الكريبتو في 2013، كنت قد سمعت حينها عن بيتكوين، وأدركتُ أن هناك العديد من الأشخاص يجنون المال من المتاجرة بها، فتعمّقت في بيتكون، وقرأت الورقة البيضاء التابعة لها وأعجبني المشروع حينها، كنت أتابع أخبار الكريبتو بشكل كبير في ذلك الحين، وكان سعر البيتكوين في ذلك الوقت حوالي 100$ تقريبًا، ثم ارتفع سعرها بشكل كبير في آخر السنة ليصل إلى 1000$، وقد جنى المتداولون أموالاً كثيرة في ذلك الوقت.
عظيم خان: جذبتني البيتكوين لأنها تعتمد على تكنولوجيا قائمة على الشفافية
ما الذي جعل بيتكوين عملة قيّمة في ذلك الوقت؟
كان الأمر متعلقًا بشكل أساسي في ثقة الناس الكبيرة في البيتكوين، وإجماعهم على أنها أداة مالية ذات قيمة، لنأخذ مثالاً أننا أنشأنا عملة اسمها “مريم كوين”، والجميع أجمع على أن هذه العملة لديها قيمة، فستكون لها قيمة حقًا في السوق في ذلك الحين، لأن الأفراد اختاروا أن يعتبروها وسيلة للتداول، مع الأخذ في الاعتبار بالغرض من هذه العملة وتفاصيل أخرى.
اقرأ أيضًا: بعيدًا عن التضخم.. عوامل تحدد سعر البيتكوين
يمكننا تطبيق المبدأ نفسه على بيتكوين، أجمع الناس على أن بيتكوين هي وسيلة لتخزين القيمة، ووسيلة للتداول والتجارة، وكان ذلك مخالفًا لنظام التمويل الذي نعرفه اليوم والذي لا يزال سائدًا، وهو التمويل المرتبط بالبنوك، حيث تستطيع البنوك والأطرف الأخرى، التي تتحكم في عرض العملات وتحافظ على قيمة الأوراق النقدية.
عظيم خان: قد نتعرّض للمزيد من المخادعين، ولكن المشاريع القويّة هي التي ستصمد.
لذلك جذبتني البيتكوين ليس لأنها أداة لجني المال فقط، بل لأنها تعتمد على تكنولوجيا قائمة على الشفافية، حيث يستطيع الجميع رؤية وتدقيق المعاملات، ولا توجد سلطة معيّنه تتحكم ببيتكوين ويمكن للجميع الاطّلاع على البيانات.
من الذين ينجذبون إلى الاستثمار في الـNFT؟
عملت في عدّة شركات سابقًا وكان مفهوم الكريبتو في ذلك الوقت مرتبطًا فقط ببيتكوين والعملات المشفّرة، وكان ذلك قبل أن تنتشر رموز NFT بشكل كبير مثلما حصل في عام 2021. وخلال مسيرتي المهنية عملت كمسؤول عن الشراكات والتبرّعات ما سمح لي بالتواصل مع العديد من الشركات والتحدث إليهم فيما يخص تكنولوجيا الميتافيرس التي أيضًا لم تكن سائدة حتى أوائل هذه السنة، وكانت هناك بعض تلك الشركات مثل: غوتشي وفيرزاتشيه وأرماني.
عظيم خان: انهيار FTX فرصة جيّدة لرفع الشفافية في أسواق الكريبتو
كانت شبكة ديسكورد الخاصة بنا مليئة بالشباب اليافع بين 12 سنة و17 سنة، والذين كانوا على اطلاع كبير بالرموز الرقمية والأنظمة اللامركزية بشكل كبير، بما في ذلك نظام الندرة الذي تقوم عليه NFT والخصائص التي تجعلها رمزًا رقميًا غير قابل للاستبدال المستند إلى وجود خصائص حصرية وعدم استنساخ الرمز، وترتيب NFT حسب تلك الخصائص.
ما الذي أدركه الشباب في الـ NFT وتميزوا به؟
إذا أردنا المقارنة بين جيل ما فوق الـ40 سنة وجيل الشباب، نرى أنه في الجيل الكبير تنحصر مفاهيم الثروة والقيمة في أمور مثل المركز الوظيفي، أو امتلاك سيارات فخمة أو ساعات رولكس، وهذا ما توصلت إليه الأفكار في المجتمع على مرّ السنين، وكلها أدوات ملموسة.
اقرأ أيضًا: آدم رحيم.. من أصغر منشئي الـNFTs
إلّا أنه ما لا يستطيع الكبار في السن إدراكه عن الجيل الأصغر في الـNFT، هو أنهم أوجدوا نفس الأدوات التي يمتلكها الكبار والتي تعتبر قيّمة، ولكن حوّلوها إلى أشكال رقمية. فمثلًا إذا أردنا الحديث عن لعبة Fortine سيكون للشخص الذي يمتلك خصائص فريدة مكانة في اللعبة، وقيمة لما يملكه، مثلما يكون للشخص الذي لديه ملابس باهظة الثمن في العالم، كذلك لرموز NFT، كلما كان الرمز فريدًا من نوعه أو يقدّم مميزات حصرية لحامله سترتفع قيمته السوقية.
ما الذي يميز المشاريع في الويب3 عن المشاريع في الويب2؟
العديد من المشاريع تقوم على مفهوم المصدر الشفاف واللامركزية، وهي فكرة مختلفة تمامًا عما هو سائد في Web2، حيث يتمحور كل شيء حول حماية أسرار عملك وعدم مشاركتها مع أحد، أما مع Web3 فإذا أراد أي شخص أن يبني منصة لامركزية منافسة لـ Uniswap، سيستطيع فعل ذلك، فكل الرموز والبيانات موجودة.
اقرأ أيضًا: وداعًا للدوام الوظيفي.. تكنولوجيا الويب 3 توفر الأمان المالي
وإذا أراد مجموعة من المطوّرين الوصول إليها واستخدامها في بناء مشروع جديد منافس للمشاريع القائمة، لن يمنعهم شيئ، لذلك أهم أمر يجب أن يفعله صانعوا في منتجات ومقدموا الخدمات في Web3 هو بناء علاقة مع العميل لأنه هناك العديد من الخيارات المنافسة، ويستطيع العميل أن يتحول لمنصة اخرى متى يريد إذا لم تعجبه الخدمات الموجودة لدى مشروع معيّن.
هل انهيار FTX أمر جيد للعملاء والمستثمرين؟
مع انهيار FTX بدأت بورصات تداول الكريبتو في نشر بيانات إثبات الاحتياطي، وهي بيانات تابعة للشركة تظهر ما إذا كانت أموال العملاء آمنة أم لا، وأن هناك أموالًا كافية تدعم جميع الودائع، ما يتيح للعميل فرصة اختيار ما إذا كان يريد التعامل مع هذه المنصّة أو لا.
اقرأ أيضًا: عدوى انهيار FTX.. شركة جينيسيس تحاول النجاة من الإفلاس
وقد تسبب انهيار FTX في كشف العديد من المخادعين وهو أمر جيّد لمستقبل العملات المشفرة. فعلى الأشخاص الذين يريدون ارتياد هذا المجال والنجاح به تقديم حلول والاندفاع للعمل كل يوم وتقديم اشياء جديدة للمجتمع، ليس فقط لجني المال او خداع المستثمرين واختلاس الأموال.
ولا يمكننا أن ننكر أن التكنولوجيا الرقمية الجديدة في الكريبتو أوجدت العديد من الحلول خاصة للأماكن التي تعاني من مشاكل اقتصادية، وساعدت الناس على حماية أموالهم بأنفسهم، وتسهيل عمليات تحويل المال في ثوانٍ، من دون الحاجة إلى الالتزام بقيود بنك معيّن أو طرف ثالث، أو الخضوع للعديد من المعاملات الورقية الروتينية. لكنه مجال لا يزال قيد التطوير، ولا يمكن للمخادعين الصمود في هذا السوق طويلًا. قد نتعرّض للمزيد من المخادعين، ولكن المشاريع القويّة هي التي ستصمد.