قررت شركة ميتا (Meta) تقليل حجم فريقها بنحو 13%، ما يعني تسريح نحو 11 ألف موظف، في محاولة من شركة التكنولوجيا إلى تقليل الإنفاق بصورة تتناسب مع إيراداتها.
وجاء قرار ميتا مفاجئًا للأسواق، في خطوة تعد الأكبر من نوعها في قطاع التكنولوجيا هذا العام والأكبر على الإطلاق في تاريخ الشركة، وجاء ذلك بعد تراجع أسهم الشركة بنسبة 70% بسبب التطورات الاقتصادية وحالة القلق بشأن استثمارات ميتا في مجال الواقع الافتراضي.
دوافع ميتا لتسريح الموظفين
جاء قرار ميتا بتخفيض العمالة بعد الانخفاض الحاد في أسهمها ونتائج أعمالها الفصلية المخيبة للآمال، والتي تأثرت صورة واضحة باستثمارات شركة التكنولوجيا في تطوير تقنيات الواقع الافتراضي، ما عزز حالة القلق لدى المستثمرين.
اقرأ أيضًا: من أين يستمد مارك زوكربيرغ ثقته في الميتافيرس؟
وأوضح مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg) الرئيس التنفيذي لشركة ميتا في بيان، أن شركته زادت استثماراتها بشكل كبير في أعقاب الطفرة التي شهدتها أسهم التكنولوجيا خلال جائحة كورونا، لكن الأرباح لم تتوافق مع الإيرادات والتوقعات في أعقاب الجائحة.
وأضاف زوكربيرج أن الانكماش الاقتصادي وتزايد المنافسة وتراجع العائدات بشكل يفوق التوقعات بسبب خسائر الإعلانات، تسببوا في تزايد الضغوط على الشركة، بصورة تتطلب تخفيض التكاليف وتقليص الميزانيات.
أقسام ميتا المتضررة من عملية التسريح
من المقرر أن تتضمن عملية تسريح الموظفين في ميتا معظم الأقسام المرتبطة بالتطبيقات، بجانب الوحدة المختصة بتطوير تقنية الواقع الافتراضي المعروفة باسم ريالتي لابس (Reality Labs)، لكن بعض الأقسام ستتأثر بصورة أكبر من غيرها.
وبدأت ميتا بالفعل في إلغاء خاصية الوصول إلى معظم أنظمة التعريف للموظفين الذين سيغادرون الشركة اليوم، للسيطرة على الحجم الكبير من المعلومات المهمة التي يمكنهم الوصول إليها.
وأوضحت لوري جولر (Lori Goler) رئيسة الموارد البشرية في ميتا في تصريحات نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal)، أن أولئك الذين سيتم تسريحهم سيحصلون على تعويضات نهاية الخدمة لمدة أربعة أشهر على الأقل.
ماذا قال مارك زوكربيرج عن وضع ميتا؟
أكد مارك زوكربيرج في بيان على موقع الشركة تحمله المسؤولية الكاملة عن قرارات تسريح الموظفين، مشيرًا أن هذا القرار كان صعبًا للغاية، لكن ميتا ستبذل قصارى جهدها لدعم الموظفين.
وذكر زوكربيرج أن توقعاته للعائدات بعد فترة الجائحة كانت خاطئة، مشددًا أن ميتا كانت تسعى جاهدة لخفض التكاليف في أعمالها المختلفة وإعادة هيكلة فريقها لزيادة الكفاءة، لكن ذلك لم يكن كافيًا لجعل النفقات متماشية مع الإيرادات، ما دفع الشركة إلى تسريح عدد كبير من الموظفين.
اقرأ أيضًا: خسائر مارك زوكربيرغ مستمرة.. وفيسبوك تبدأ تسريح الموظفين
تغييرات أخرى تجريها ميتا
تعتزم ميتا تقليل الإنفاق في الجانب المتعلق بالمكاتب والعقارات التابعة لها، إذ من المقرر مشاركة الموظفين للمكاتب، نظرًا لأن هناك عدد من الموظفين يقضون وقتهم خارج المكاتب.
في الوقت نفسه، قررت ميتا تمديد فترة تجميد عمليات التوظيف حتى الربع الأول من العام المقبل، وسيعتمد استئناف التوظيف على متابعة أداء أعمال الشركة وعوامل الاقتصاد الكلي.