بلغت قوة زلزال تركيا 7.8 درجة على مقياس ريختر، ووقع على طول 100 كيلومتر (62 ميلاً) جنوب شرق تركيا على طول الحدود مع سوريا، ما أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 22 ألف شخص، وتضرر ملايين الأشخاص من فقدان ممتلكاتهم، وذويهم. ولذلك تعد مسألة التنبؤ بحدوث الزلازل والكوارث الطبيعية من أكثر الأمور التي يحرص عليها المجتمع الدولي حاليًا، لكي يتمكنوا من تقليل آثارها السلبية.. ولكن لماذا لا يستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالزلازل؟
يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تتنبأ بأسعار الأسهم، وهي عملية تتضمن تحليل العديد من المتغيرات. وبالمثل يستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالكوارث الطبيعية، الأمر الذي يمكن أن يساعد في إنقاذ آلاف الأرواح التي ضاعت نتيجة زلزال تركيا وسوريا، واتخاذ التدابير المناسبة لتقليل الأضرار التي تلحق بالممتلكات.
هل يتنبأ الذكاء الاصطناعي بحدوث الكوارث الطبيعية؟
يساعدنا الذكاء الاصطناعي في العديد من التطبيقات، مثل خدمة العملاء، والتجارة، والرعاية الصحية. ووجد الباحثون أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا للتنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل زلزال تركيا وسوريا. ويمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بحدوث العديد من الكوارث الطبيعية ما يمكن أن ينقذ آلاف الأشخاص بفضل الكميات الهائلة من البيانات عالية الجودة بحسب موقع فوربس.
اقرأ أيضًا: تطبيقات الذكاء الاصطناعي تكشف الأخبار الكاذبة
يجمع الباحثون كميات هائلة من البيانات لتحليلها باستخدام أنظمة التعلم العميق. ويستطيع الذكاء الاصطناعي بعض تحليل هذه الكميات الهائلة من البيانات، أن يستخلص عددًا من النتائج التي قد يكون لها دور في توقع حدوث الكوارث الطبيعية مثل زلزال تركيا في وقت مناسب.
كوارث طبيعية يتنبأ بها الذكاء الاصطناعي
1. الزلازل
تعمل شركة جوجل Google، على تطوير نظام ذكاء اصطناعي يستطيع توقع توابع الزلزال. ودرس العلماء في جامعة هارفارد Harvard أكثر من 131 ألف زلزال لبناء شبكة عصبية لتوقع الزلزال قبل أن يترك آثارًا مدمرة مثل زلزال تركيا. واختبر الباحثون الشبكة العصبية على 30 ألف حدث، وتنبأ النظام بمواقع الزلزال الارتدادية بدقة أكبر عند مقارنتها بالطرق التقليدية.
اقرأ أيضًا: كيف يساعد برنامج ChatGPT على الاستثمار في الأسهم؟
حاليًا تستخدم اليابان الأقمار الصناعية لتحليل صور الأرض، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية المحتمل حدوثها. وتبحث الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي عن التغييرات في الصور للتنبؤ بمخاطر الكوارث، مثل: زلزال تركيا، وأمواج تسونامي. علاوة على ذلك يمكن أن تكتشف برامج الذكاء الاصطناعي التشوهات في الهياكل التي يمكن استخدامها لتقليل الأضرار الناجمة عن انهيار المباني أو الجسور.
2. الفيضانات
تعمل جوجل على بناء نظام للذكاء الاصطناعي، يمكنه التنبؤ بالفيضانات في الهند وتحذير المستخدمين عبر خرائط Google. يتم جمع بيانات تدريب نظام الذكاء الاصطناعي بمساعدة سجلات هطول الأمطار ومحاكاة الفيضانات. كما يعمل يعمل الباحثون على تطوير أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها التعلم من سجلات هطول الأمطار والمناخ واختبارها باستخدام محاكاة للفيضانات والتي يمكن أن تتنبأ بالفيضانات بشكل أفضل من الأنظمة التقليدية.
3. الأعاصير
وبجانب أضرار زلزال تركيا المرعبة مؤخرًا.. تكلف الأعاصير كل عام أضرارًا في الممتلكات تقدر بملايين الدولارات. لذلك تبحث إدارات الأرصاد الجوية عن أفضل التقنيات للتنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الأعاصير وتتبع مسارها وشدتها الأمر الذي يمكن أن يساعد السلطات المعنية في إنقاذ المزيد من الأرواح وتقليل الأضرار التي تلحق بالممتلكات.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يصنع بروتينات بشرية جديدة
استطاعت وكالة ناسا تطوير تتبع الأعاصير باستخدام صور الأقمار الصناعية والتعلم الآلي. أثبتت الطريقة أنها أفضل بست مرات من الأساليب المعتادة حيث يمكن تتبع الإعصار كل ساعة بدلاً من كل ست ساعات بالطرق التقليدية. لذلك ، تساعد التطورات في التكنولوجيا في مراقبة الأعاصير وتوقع مسار الأعاصير ، مما يمكن أن يساعد في تخفيف أضرارها.
4. الثورات بركانية
يعمل العلماء على تدريب الذكاء الاصطناعي للتعرف على جزيئات الرماد الصغيرة من البراكين، لتحديد نوع البركان، الأمر الذي قد يساعد في التنبؤ بالانفجارات البركانية قبل حدوثها، وتفعيل تقنيات التخفيف من المخاطر البركانية في وقت مناسب. واستطاعت شركة IBM تطوير برنامج واطسون Watson الذي يتنبأ بالانفجارات البركانية، باستخدام أجهزة استشعار الزلازل، والبيانات الجيولوجية.
حدود الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي متقدم بدرجة كافية للمساعدة في التطبيقات المختلفة. لكن قيود الذكاء الاصطناعي تمنع استخدام التكنولوجيا في تطبيقات العالم الحقيقي، لأنه يستطيع التنافس مع البشر فيأداء بعض العمليات بكمية أكبر وفي وقت قياسي.. ولكن هل هو جيد في توقع الكوارث الطبيعية مثل زلزال تركيا وسوريا؟
اقرأ أيضًا: 4 وظائف لا يستطيع برنامج ChatGPT القيام بها
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن يرتكب فيها الذكاء الاصطناعي أخطاء. يتم جمع البيانات التي يتم تغذيتها على النظام من قبل البشر، والتي يمكن أن تكون غير دقيقة في كثير من الأحيان. وبالتالي، قد تكون النتائج التي ينتجها الذكاء الاصطناعي غير دقيقة أيضًا.
هناك مشكلة أخرى تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وهي أن البيانات تستند إلى السجلات السابقة للكوارث الطبيعية. لذلك لا يمكن للتطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي معالجة الاتجاهات المتغيرة وحجم الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل. ولا توجد طريقة لإدخال تأثير تغير المناخ على الكوارث الطبيعية في التطبيقات الحالية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يتم تدريبه باستخدام السجلات السابقة فإن الأنظمة غير قادرة على تحليل آثار تغير المناخ على صعيد المثال.