كثيرًا ما سمعنا بـ روبوتات الدردشة التي غزت قطاعات العالم أجمع والتي أكدت فوائدها وعائداتها الإيجابية على مسار عمل النشاطات البشرية ككل. ولكن الللافت للنظر اليوم ظهور نوع جديد من هذه الروبوتات والتي اقترن اسمها بعالم العدالة والحقوق وعرفت إذًا بروبوتات الدردشة القانونية. فما هي إذًا وما هو عملها بالتحديد؟
تعريف روبوتات الدردشة القانونية
تتصف روبوتات الدردشة القانونية بكونها برامج ذكاء اصطناعي تم تصميمها للتفاعل مع المستخدمين عبر معالجة اللغة الطبيعية NLP وذلك بهدف دعمهم بالمشورة القانونية والدعم القانوني المطلوب. إذ يمكن للروبوتات من هذا النوع تقديم النصائح في المحال القانوني، بالإضافة إلى تعريف المصطلحات القانونية وبالتالي مساعدة المستخدم على فهم المشكلة القانونية التي قد يواجهها في مسار حياته الطبيعية.
تم تصميم هذه الروبوتات باستخدام خوارزميات التعلم الآلي التي بدورها تمسح كمية هائلة من المعلومات المستخلصة من قواعد البيانات المرتبطة بالعالم القانوني ومن القضايا القانونية بغية توفير معلومة دقيقة وفعالة. وغالبًا ما تعود هذه الروبوتات بالمنفعة على أولئك الذين بحاجة إلى مشورة أو مساعدة قانونية ويفتقرون للمصادر المادية التي تسمح لهم بتوكيل محامٍ مختص. وكثيرة هي الروبوتات المنتشرة اليوم في الساحات فلنذكر على سبيل المثل لا الحصر:
- دو نات باي-DoNotPay: وهو روبوت قانوني يعنى بمسائل قانونية كغرامات ركن السايرات والدعوى الصغير أمام المحاكم.
- لاو بوت-LawBot: وهو روبوت قانوني يساعد المستخدم في فهم حقوقه القانونية وواجباته في مجالات مختلفة ككقانون العمل وقانون الخصوصية مثلًا.
- روس-Ross: وهو روبوت قانوني مدعوم بالذكاء الاصطناعي وتابع لشركة المؤسسة الدولية للحواسيب-IBM، ويساعد في البحث القانوني وتحديد السوابق والقوانين ذات الصلة.
تتميز هذه الروبوتات بقدرتها على تيسير تحقيق العدالة والوصول إليها وذلك عن طريق توفير المعلومات القانونية ومشاركتها مع الناس بكلفة معقولة. ولكن مع ذلك، لا بد التأكد من صحة المعلومات التي توفرها هذه الروبوتات.
اقرأ أيضاً.. الروبوتات محل البشر.. توقعات بخسارة 14 مليون وظيفة في 2027
كيفية عمل الروبوتات القانونية
تعتمد الروبوتات القانونية سلسلة من الخطوات الأساسية لإتمام مهامها ألا وهي:
- جمع المعلومات: يعمد الروبوت إلى جمع المعلومات من المستخدم وذلك عن طريق الاستفسارات أو المطالب التي تشير بدورها إلى طبيعة المسألة القانونية، وموقعها وغيرها من العوامل المهمة. فبمجرد التواصل مع الروبوت للمرة الأولى، يتم طلب تحديد نوع المسألة القانونية لضمان نتيجة دقيقة وصحيحة. وخطوة بعد خطوة، يبدأ الروبوت بطلب معلومات إضافية لتضييق نطاق البحث ولتلبية غرض المستخدم.
- معالجة البيانات: بعيد جمع المعلومات الأساسية من الفرد، يلجأ الروبوت إلى تقنيات التعلم الآلي لمعالجة هذه البيانات ولفهم احتياجات المستخدم وتلبيتها.
- إيجاد الجواب الفعال: يبحث الروبوت في قاعدة البيانات الخاصة به لرصد المعلومات القانونية التي تلائم السؤال.
- التوجيه: وكخطوة أخيرة، يقدم الروبوت التوجيه القانوني المناسب والمشورة التي تلبي احتياجات المستخدم. وقد ينطوي هذا التوجيه على توفير خطة عمل معينة أو مستندات قانونية مهمة أو ربط المستخدم بمصادر وخدمات قانونية تفيد غرضه الأساسي من البحث.
وإن كانت مسألة المستخدم معقدة، صعبة المعالجة وبل خارج خبرة الروبوت، قد يعمل هذا الأخير على تحويل المستخدم إلى محام مختص للحصول على مساعدة قيمة.
اقرأ أيضاً.. أغنية دريك و ذا ويكند المُزيَّفة تشعل انتفاضة ضد انتهاكات «الروبوتات»
إيجابيات استخدام روبوتات الدردشة القانونية
لكل ابتكار جديد هدف وبل مميزات تخدم المصلحة العامة. فما هي إذًا حسنات هذا التصميم الجديد؟
1- التوافر المستمر: فعلى عكس الموظف الذي يحتاج إلى اللإيجازات والراحة، تعمل الروبوتات القانونية على مدار الساعة وطوال الأسبوع من دون كلل أو ملل. وبالتاي، يمكن الاستفادة منها على الدوام للحصول على مشورة قانونية تخدم الغرض الأساسي.
2- التكلفة: بات بإمكان أصحاب الدخل المحدود أو الشركات الصغيرة غير القادرة على تحمل نفقات المحامي الباهظة الاستعانة بهذه الروبوتات لمعالجة مسائلهم القانونية بتكلفة صغيرة.
3 – الكفاءة: توفر هذه الروبوتات أجوبة سريعة وحلول آلية من شأنها أن تساعد المعنيين والمختصين في المجال القانوني في توفير الجهد كما الوقت.
اقرأ أيضاً.. روبوتات تداول العملات المشفرة.. كيف نستفيد من AI؟
4- الاتساق: بفضل برمجة هذه الروبوتات لتلتزم بمعايير وإجراءات محددة مسبقًا، تقدم هذه الأخيرة معلومات متسقة ودقيقة.
5- الخصوصية: قد يجد المستخدم سهولة وراحة أكبر في عرض مشاكله القانونية ومشاركتها مع روبوت آلي عوضًا عن إنسان فعلي، الأمر الذي يرفع من الخصوصية والسرية العملية.
6- تعدد اللغات: توفر الروبوتات مشورات ومعلومات بلغات متعددة لتلبية حاجات الناس المختلفة والآتين من كل بقاع العالم.
7 – قابلية التوسع: يمكن الاعتماد على هذه الروبوتات في الشركات والمنظمات القانونية الضخمة بفضل قدرتها الهائلة على استيعاب ومعالجة المسائل في وقت واحد.
من المتوقع أن تشهد هذه الروبوتات القانونية ازدهارًا كبيرًا في المستقبل القريب كما البعيد وخاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي.