في أوّج النجاح والربح، لا بد للمستثمر أن يتذكر دائمًا طبيعة العملات المشفرة المتقلبة جدًا والتي تبقى رهينة الظروف الاقتصادية الإجمالية المحيطة بها. فمهما بلغت ثقافة المستثمر المالية أو حجم منصة التداول المعنية، ما أن تقع الأزمة الاقتصادية يكون لا مفر من العواقب الجسيمة التي قد تودي بجميع الأصول والثروات المخزنة.
هذا الخطر المحيط بهذه الأصول المشفرة ولدّ شعورًا من الخوف والقلق المستمرين لدى المستثمرين الجدد، إذ تراهم غارقين في دوامة التردد بشأن الدخول أكثر فأكثر في عالم المال هذا.
اقرأ أيضًا.. ما هي القيمة الزمنية للنقود في عالم التشفير؟
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذا التردد عزّز عملية التدقيق في منصات التداول واحتياطاتها وكشف بالتالي عن مشكلات جسيمة في هذه المنصات المركزية غير المنظمة. هذا وقد تم طرح سبل بديلة لتخزين العملات المشفرة بهدف تأمين سلامة وأمان للمستخدمين. فما هي إذًا هذه البدائل؟ وكيف نتخطى التخزين في المنصات المركزية هذه؟
1- المحافظ الساخنة
تعد المحافظ الساخنة الحل الأفضل لتخزين العملات المشفرة بعد منصات التداول بالتأكيد. وغالبًا ما تشكل هذه المحافظ أسطح مكاتب الحواسيب أو تطبيقات على الهواتف المحمولة والتي تعمل على تخزين المفاتيح السرية للمستخدم المعني.
وتتميز المحافظ الساخنة، عن منصات التداول، في كونها تسمح للمستخدم بالاحتفاظ بحضانة العملات المشفرة الخاصة به. ولكن بالرغم من طبيعتها الجذابة، تعد هذه الأخيرة أكثر عرضة من غيرها للاختراق وبالتالي السرقة.
اقرأ أيضًا.. كيف تؤثر العملات المشفرة في السياسة النقدية بـ4 طرق؟
فبمجرد أن يحصل الهاكر على المفاتيح السرية، سيتمكن من الاستيلاء على كل ما تم تخزينه في هذه المحفظة وبالتالي إفراغها بالكامل. وتشكّل المحافظ الساخنة أماكن تخزين مثلى لكميات قليلة من العملات المشفرة المتداولة يومًا بيوم. لذلك، على المستثمرين الكبار الاتجاه إلى المحافظ الباردة لحماية أصولهم. خاصة أن تلك المحافظ الساخنة مجانية.
أمثلة عن المحافظ الساخنة: ترست واليت-Trust Wallet، وميتاماسك-Metamask وغيرها.
2- المحافظ الباردة
المحافظ الباردة هي المحافظ المادية التي توفر درجة عليا من الأمان للأصول المشفرة. وتنطوي هذه المحافظ الباردة غالبًا على أقراص فلاش-USB أو بطاقات رقمية وتسمح بدورها للمستخدم بالاحتفاظ وبل تخزين المفاتيح السرية على شبكة الإنترنت. على المستخدم إذًا وصل هذه المحافظ بالحواسيب الخاصة بهم وبهواتفهم المحمولة عند نقل أصولهم. تمتلك هذه الوسيلة الباردة غير المتصلة بالإنترنت مزايا عديدة ووفيرة من حيث الأمان والسلامة الإلكترونية. فلكون هذه المحافظ غير مرتبطة بالإنترنت، من الصعب إذًا محاولة اختراقها.
هذا وتعد هذه الأخيرة الحل الأفضل للحضانة الفردية، فالمستخدم في الواقع هو المسؤول الحصري عن المفاتيح السرية الخاصة بمحفظته. ولكن كغيرها من وسائل التخزين، تمتلك المحافظ الباردة بعض السلبيات. ففي الواقع، تعد هذه المحافظ غير عملية إذ أنها بحاجة ليتم وصلها بالإنترنت عند الرغبة في الوصول إلى الأصول أو الأموال. كما أن الجهاز عرضة للسرقة والاتلاف. وما إن تعرض لشائبة ما، قد يفقد المرء حقه في الوصول إلى ثروته للأبد. كما أنها تتطلب رسومًا معينة للحصول عليها قد تصل إلى 100$ مثل ليدجر-Ledger أو تريزور-Trezor مثلًا.
3- حلول حضانة العملات المشفرة
تشكل حضانة العملات المشفرة ظاهرة جديدة في الأوساط المالية بحيث لقيت إقبالًا واسعًا من المستثمرين الجدد كما المخضرمين. وغالبًا ما تعد حضانة العملات المشفرة إحدى الوسائل المتوفرة لتخزين كميات كبيرة من العملات المشفرة وبكل أمان وسلامة.
وتسمح حلول الحضانة للمستخدمين بتخزين أصولهم مع مزود طرف ثالث موثوق فيه. ويتمثل أمناء العملات المشفرة عادة بالكيانات المنظمة ذات أنظمة واضحة فيما يتعلق بما يمكنها فعله بأموال المستخدمين. وعلى غرار منصات التداول الشهيرة، لا يميل الأمناء إلى التداول بهذه الأصول، بل يتقاضون رسومًا بسيطة من العملاء مقابل خدماتهم لتجنب أي إفلاس مستقبلي للأمين المعتمد. ولكن بالرغم من هذه الإيجابيات، لا بد التوضيح أن في هذه الحالة لن يبقى المستخدم المتحكم الوحيد في المفاتيح السرية للحسابات إذ سيتم مشاركتها مع الأمين.
اقرأ أيضًا.. بعد إيقاف السحب بالدولار.. منصة ByBit تطلق بطاقتها الائتمانية
لا شك في أن الأساليب والبدائل لتخزين العملات المشفرة بأمان وسلامة لا تعد ولا تحصى. ومع ذلك، لا بد من كل مستثمر أن يدرس السوق أولًا ويكون واعيًا لاختياراته. فالأموال المخزنة مسؤولية كبيرة ويجب حمايتها من كل خطر قد يقترب منها.