في ظل الأوضاع التي يمر بها لبنان، والصعوبات التي قد تعوق الشباب عن تأمين مستقبلهم، والحصول على مصدر رزق مناسب؛ نجح الشاب اللبناني حسان حمود في أن يحجز له مكانًا في شركة ميتا العالمية.
نشأ حسان حمود في عكار، وتخرج في الجامعة اللبنانية الدولية، وحصل منها على إجازة في علوم الكمبيوتر. وتدرج في العمل في عدة شركات عالمية، واستطاع أن ينافس بقوة في ألمانيا وهولندا وبريطانيا، وأن يقدم نفسه كشاب عربي نابغ، قادر على مواكبة التطور وتقديم الكثير.
تلتقي (Fifreedomtoday) مع الشاب اللبناني حسان حمود، مهندس البرمجيات في شركة ميتا العالمية، وتدير معه حديثًا حول رحلته من بيروت إلى برلين.
-
كيف استطعت الوصول على هذه الفرصة والنجاح بالحصول على الوظيفة؟
ليس من المستحيل أن يصل أحد إلى مثل هذه الوظائف، هناك اعتقادات خاطئة بأن العرب لا يستطيعون الوصول الى هذه الشركات الرائدة، لكن على العكس تماماً فنحن نتمتّع بالذكاء والكفاءة الكافية التي تمكننا من أن نكون منافسين أقوياء جداً في هذا المجال.
مثل معظم الشباب، لم يكن لدي معرفة كبيرة في مجال علوم الكمبيوتر وكان غامضاً بالنسبة لي في السنة الجامعية الأولى، فكنت من أول الحضور في كل المحاضرات والمؤتمرات والحصص الإضافية التي كانت تُقام وتتناول ما يتعلّق بهذا المجال لزيادة معلوماتي ومعرفتي في تخصّصي الى جانب مواد الجامعة.
كنت الأوّل في الصف، ومن بين زملائي، شخص برازيليّ الجنسية لديه شركة تعمل في مجال علوم الكمبيوتر. قدَّم لي عرض عمل، لكنني رفضته لاعتقادي بأنها ستكون مسؤولية أكبر من أن أستطيع الوفاء بها. ثم عملت على مشروع متعلق بالانتخابات مع الشخص نفسه بعد ثلاثة أشهر من الإصرار عليَّ، وما كنت أخاف منه، نجحت في تجاوزه وحققت نتائج إيجابية.
اقرأ أيضًا: آدم رحيم.. من أصغر مالكي الـNFTs في ميتافيرس
بعد الانتهاء من الدراسة والتخرج من الجامعة، تابعت العمل مع هذا الشخص وكنت أرسل سيرتي الذاتية لعدد من الشركات الضخمة في بيروت، حيث أجريت عدد من المقابلات التي كانت صادمة بالنسبة لي، اذ اعتقدت آنذاك بأنني أعرف الكثير في هذا المجال، وبعد كل مقابلة كنت أكتشف أنني لا أعرف إلّا القليل.
التزمت بمشروع مع شخص فرنسي الجنسية، عن طريق تطبيق لينكد إن (LinkedIn)، وكان العمل معهم رائعا. عند شعوري بأنني توقفت عن تعلم أشياء جديدة في هذه الوظيفة، قررت الانفصال عنها والتقديم على وظائف في هولندا وألمانيا وبريطانيا.
تعلّمت الكثير عن كيفية التقديم على وظائف وإقناع المسؤول عن التوظيف بإمكانياتي، صحيح أن هذه المقابلات كانت تنتهي بالرفض، إلّا أنها علّمتني الكثير، بل هي من الأسباب الأساسية التي ساعدتني بالوصول الى هنا.
تلقّيت أخيراً عرض عمل في ألمانيا بعد كل هذه المحاولات، وكنت أعمل عن بُعد إلى أن توجَّب عليَّ السفر الى برلين وقبل شهرين من السفر، رأيت على تطبيق LinkedIn عرض عمل في شركة ميتا، فقمت بإرسال سيرتي الذاتية بشكل عشوائي ولم أتوقع أنني سوف أتلقى إيميل من ميتا تدعوني إلى مقابلة فيديو.
كانت المقابلة الأولى مع ميتا ممتازة.. لم تكن فترة سهلة، بل استمرت عملية توظيفي أربعة أشهر وكان هناك عدد لا بأس به من المقابلات على كافة الأصعدة، منها المهنية والتقنية، الشخصية والاختبارات المتعلقة بالمهارات القيادية وإدارة المواقف.
خسرت الكثير من الفرص المهمة في شركات أخرى، كما أنني تخلّصت من جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي للحفاظ على تركيزي ووقتي، بالنسبة لي هذا استثمار ذاتي لفترة قصيرة لكن فوائده وفيرة على المدى البعيد.
-
كيف تلقّيت خبر توظيفك؟
عندما انتهيت من المقابلة الأخيرة، استطعت المعرفة من خلال انطباع المسؤولين وتفاعلهم معي بأنني سأستطيع النجاح واجتياز الاختبارات والمقابلات، وفعلاً تمَّ قبولي وتلقيت الاتصال المُنتظر، وأخبروني بأنني أصبحت موظفاً في ميتا بعد كل الصعوبات وطول انتظار، الداعم الأساسي لنجاحي هو المقابلات العديدة السابقة التي انتهت بالرفض ودروس كثيرة تعلّمتها.
-
من كان الداعم الأكبر لك والذي قدّم لك المساعدة في أوقاتك الصعبة؟
ظروفي كانت صعبة جداً، ولم يقدم لي أحد شيئاً بل أنا كنت الداعم والمساعد الوحيد لنفسي، ان لم تساعد نفسك لا أحد سيساعدك!
الاكتئاب والحالات النفسية الصعبة والقاسية هي التي ساعدتني على تقديم أفضل ما عندي وأعطتني الدافع والحافز للتطور والتقدم.
-
ماذا تخطط أن تقوم بأول راتب تتلقّاه من ميتا؟
لدي الكثير من الالتزامات والديون، الشخصية منها والعملية، فلدي دين من وظيفتي السابقة بسبب الاجازة التي أخذتها من أجل عملية توظيفي في ميتا.
-
ما هو الدور الذي تلعبه الجامعة في المسيرة المهنية للشباب؟
يختلف دور الجامعة منذ عشر سنوات عن دورها اليوم. كل ما تقدمه الجامعات اليوم متاح على الإنترنت للجميع، من أفضل جامعات العالم، ولكن تكمن أهمية الجامعة اليوم في تكوين شبكة مهمة من المعارف والعلاقات التي تخدمنا في مسيرتنا المهنية في البداية، فأنا التقيت أول مدير لي في حياتي في الجامعة.
-
بعد خمس سنوات في ميتا، أين ترى نفسك؟
أطمح أن أكون أحد المدراء في ميتا، فهي تتيح هذه الفرصة للموظفين بأن يتولّوا مناصب مهمة في الإدارة وأنا اريد آن أستفيد من هذه الفرصة.
-
هل تفكّر أن تكمِل شهادة الماجستير في تخصصك؟
من الممكن أن أختار الماجستير في أحد التخصصات التي تقوّي مهاراتي القيادية والإدارية مثل إدارة الأعمال وبالطبع ان أردت أن أكون دكتوراً في الجامعة.
-
ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب اليوم؟
لا ينقصنا شيء كفّوا عن خلق الأعذار، كل شيء متاح بين أيدينا لنتعلّم ونتطوَّر ولدينا الوقت الكافي الذي يجب استثماره بالطريقة الصحيحة لتأمين مستقبل ناجح ومرضي لأنفسنا. كل ما تحتاجه هو أن تطوِّر نفسك وأن تستثمر مهاراتك لتستطيع الوصول إلى أن تكون قيمة مضافة لمن يعرفك.