في دراسة حديثة صدرت عن شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية، أجراها اثنان من أساتذة المالية بجامعة فلوريدا الأمريكية، ونشرت الإثنين الماضي، توصل الباحثان إلى أن شات جي بي تي ChatGPT بإمكانه أن يكون ذا قيمة للمستثمرين الذين يبحثون عن أداة لتوقع التحركات المستقبلية للأسهم، وفقا لما نشره موقع بيزنس إنسايدر الأربعاء الماضي.
اقرأ أيضًا.. 6 كورسات مجانية من ChatGPT للحصول على فرص عمل بالدولار
استخدم الباحثون منهج تحليل المشاعر الذي يعتمد الأخبار السيئة والإيجابية للشركات، ثم يتوقع الأداء المستقبلي لها، حيث قاموا بتغذية برنامج ChatGPT بأكثر من 50000 عنوان إخباري يعود إلى أكتوبر من العام 2021، تخص هذه العناوين عددًا من الشركات، ثم طلبوا منه تحديد ما إذا كانت العناوين الرئيسية أخبارًا جيدة أم سيئة أم غير ذات صلة بأسعار أسهم هذه الشركات.
ثم قام الباحثون بصياغة – تحويل – النتيجة التي وصلوا إليها لكل شركة إلى تقييم رقمي، أو درجة رقمية، لتدل قمية الدرجة على الاتجاه المستقبلي لسهم الشركة، ثم قاموا بمقارنة هذه الدرجات بالأداء الفعلي لسهم الشركة في اليوم التالي لحسابهم لهذه الدرجات.
في اليوم التالي، وجد الباحثون علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين هذه الدرجات وأداء الأسهم في اليوم التالي للشركات التي قاموا بتحليلها، حيث مالت الشركات ذات الدرجات الأعلى إلى تحقيق عوائد أفضل من الشركات ذات الدرجات الأقل.
اقرأ أيضًا.. علي بابا تطرح Tongyi Qianwen منافس ChatGPT
ChatGPT يتفوق على أدوات التحليل التقليدية
وجدت الدراسة أن ChatGPT تفوق في الأداء على «طرق تحليل المشاعر التقليدية» الأخرى التي تستخدم أيضًا بيانات من العناوين الرئيسية ووسائل التواصل الاجتماعي للتنبؤ بحركات الأسهم، على الرغم من اعتراف الباحثين بأنهم لم يختبروا كل واحدة من هذه الأساليب في هذه الدراسة.
بينما نقل تقرير بيزنس إنسايدر، أن الباحثين استخدموا وسائل تقليدية في تحليل المشاعر، فكانت المفاجأة أن تلك الوسائل لم تضف أي قوة في التنبؤ بالنتائج التي أظهرها ChatGPT.
وخلص الباحثون إلى القول: «باختصار، توضح دراستنا قيمة ChatGPT في توقع عوائد سوق الأسهم وأن دمج نماذج الدردشة الآلية المتقدمة في عملية صنع القرار الاستثماري يمكن أن ينتج عنه تنبؤات أكثر دقة ويعزز أداء استراتيجيات التداول».
وفي تعليق له، نقلت بيزنس إنسايدر عن أليخاندرو لوبيز، أحد مؤلفي الورقة البحثية، قوله إنه «بمجرد استخدام ChatGPT، فإن استخدام مقياس المشاعر الآخر لن يكون مفيدًا للتنبؤ».
وأضاف: «في المستقبل، يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT لتحسين كفاءة سوق الأوراق المالية من خلال دمج الأخبار بشكل أسرع في أسعار الأسهم»، وقال أيضا إن هذه الأدوات يمكن أن تحل محل محللي أسواق المال.
اقرأ أيضًا.. أول مذيعة ذكاء اصطناعي بالكويت.. كيف أحرجت «فضة» البشر؟
الباحثون يعتبرون أنه من المبكر الاعتماد عليه
لكن على الجانب الآخر وعلى الرغم من هذه الإمكانات المذهلة، فإنه يجب في الوقت نفسه توخي الحذر وعدم الاعتماد فقط على ChatGPT، أو نماذج الذكاء الاصطناعي المماثلة، حيث يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى التحسين عندم يتعلق الأمر بتنبؤات سوق الأسهم، وفق أليخاندرو لوبيز.
وأوضح أن هناك عدة أسباب تتعلق بعدم الاعتماد الكامل على ChatGPT، وهي أنه في حال كونه غير متصل بالإنترنت فلن يمكنه الوصول إلى أحدث المعلومات المتاحة.
وأشار إلى أن ChatGPT يعمل حاليا على تحسين معالجة النصوص الكبيرة ومعالجة الأرقام، كما أن قدراته الحالية لا تسمح له بمعالجة كميات كبيرة من البيانات الرقمية مثل البيانات المحاسبية للشركات.
وفي نهاية الورقة البحثية رأى الباحثان أنه كلما استمر التوسع في مجال تمويل برامج الذكاء الاصطناعي، يمكن للرؤى المستقاة من هذا البحث المساعدة في توجيه تطوير نماذج أكثر دقة وكفاءة ومسؤولية، تعزز أداء عمليات صنع القرار المالي.