يمكنك الآن أن تجعل أي شخص يقول أي شيء بسهولة ودقة، من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي يمكنها تسجيل جملة وإعادتها بصوت شخص مشهور. وغالبًا ما تُسمى هذه الوسائل بمجموعة برامج التزييف العميق، والتي تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لجعل الناس يقولون ويفعلون أشياء لم يفعلوها أبدًا. وتكمن المشكلة الأساسية في أن هذه التقنيات يمكن أن تطلق حقبة جديدة من الأخبار المزيفة، والمعلومات المضللة عبر الإنترنت.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي وسيلة لمكافحة المعلومات الكاذبة
صرح فرانشيسكو نوتشي Francesco Nucci، مدير أبحاث تطبيقات الضكاء الاصطناعي في مجموعة الهندسة في إيطاليا: «لدى الذكاء الاصطناعي العديد من المشكلات الأخلاقية، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه المشكلات هي الحل أيضًا. يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق غير أخلاقية لصنع ونشر أخبار مزيفة، ولكن يمكنك أيضًا استخدامه لفعل الخير، ومكافحة المعلومات المضللة».
اقرأ أيضًا: تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. مراقبة الأماكن العامة وتأمين المرافق
واستطاع فرانشيسكو نوتشي مع فريق من الباحثين الإطاليين، بناء أدوات برمجية لمساعدة الصحفيين ومدققي الحقائق على اكتشاف الأخبار الزائفة ومكافحة برامج التزييف العميق، من خلال أنظمة مثل فاندانجو Fandango، والتي تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإجراء هندسة عكسية للتغييرات والمعلومات الكاذبة واستخدام الخوارزميات لمساعدة الصحفيين على اكتشاف الصور ومقاطع الفيديو الذي تم التلاعب به وفقًا لتقرير الاتحاد الاروبي.
كما يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أيضًا أن تتحقق مما إذا كان المحتوى نفسه يقدم ادعاءات كاذبة وذلك من خلال ربط القصص التي ثبت خطأها من قبل مدققي الحقائق بصفحات الأخبار على الإنترنت أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على كلمات وادعاءات مماثلة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي تسهل العمل الصحافي
تسهل أنظمة الذكاء الاصطناعي للصحفيين الرد على الأخبار المزيفة ،دون إضاعة الكثير من الوقت من خلال استخدام الخوارزميات التي تسهل جمع المعلومات وتحليلها. حيث تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بربط جميع مصادر البيانات المفتوحة معًا، وجمعها، وتحليلها بشكل مختصر للصحفيين لاستنتاج مدى دقة هذه المعلومات.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في المحاسبة.. تكنولوجيا الشركات الراغبة في النمو
وعلى سبيل المثال، يمكن بث خبر مفاده أن نسبة عالية جدًا من الجرائم في بلد أوروبي يرتكبها مهاجرون عرب. من الناحية النظرية، قد يكون من السهل دحض هذا الادعاء، بسبب الكم الهائل من البيانات المفتوحة المتاحة، ومع ذلك يضيع الصحفيون وقتًا ثمينًا في العثور على تلك البيانات.
مايكل برونشتاين: من الصعب جدا أن يكشف الذكاء الاصطناعي الأخبار الكاذبة، ولكن من الممكن أن يلعب دورًا أساسيًا لتسهيل عملية الكشف عنها
وتكمن أهمية هذه التكنولوجيا الحديثة في كشف الأخبار الكاذبة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تحليل كميات كبيرة من التعليقات والمنشورات. ووفقًا لتقرير الاتحاد الأوروبي استطاع مايكل برونشتاين، الأستاذ في جامعة لوغانو في سويسرا، وفي إمبريال كوليدج لندن بالمملكة المتحدة، أن يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المشفرة مثل بيانات الواتساب والصور التي يصعب تحليلها.