انطلقت تطبيقات الذكاء الاصطناعي من الصناعة والتعليم، لتشمل مراقبة وتأمين الأماكن والمرافق العامة. حيث صار الذكاء الاصطناعي قادرًا على تمييز أنماط سلوك البشر، وتحليلها، واكتشاف السلوك الشاذ، من خلال تحليلا فيديوهات كاميرات المراقبة بدقة، وهو ما يعد ثورة تكنولوجية سوف تساهم في توفير الوقت، والمال، وتعزيز المجالات مثل التسويق، والمراقبة الأمنية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الوظائف الأمنية
صار تأمين الأماكن والمرافق العامة من السرقة، والتطفل، والتلف على أيدي بعض المخربين، واحدًا من التحديات الأمنية، الذي انضم مؤخرًا ضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال تركيب كاميرات أمنية مع أنظمة مراقبة بالفيديو متكاملة في جميع المواقع المهمة، لتمكن رجال الأمن من مراقبة المناطق باستمرار، والتأكد من سلامتها واستقرار الوضع الأمني.
اقرأ أيضًا: هل يتخلى المستقبل عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
ولكن الأداء البشري لا يستطيع طوال الوقت الوفاء بما هو مطلوب منه، فمن الناحية التقنية يصعب جدا على البشر الذين يراقبون عدة شاشات أن يركزوا على جميع التفاصيل بشكل جيد، علاوة على ذلك قد يعاني الإنسان مع مرور الوقت من الإرهاق، ما قد يؤدي حتمًا إلى ارتفاع احتمالية حدوث الأخطاء.
لذلك يتيح دمج الذكاء الاصطناعي بكاميرات المراقبة لموظفي الأمن إمكانية مراقبة المبنى بأكمله على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، والحصول على نتائج شاملة ودقيقة. ويساعد الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأشياء على مسافات بعيدة، ومعالجة كمية كبيرة من الفيديوهات في وقت صغير، وتحليل الوقت الفعلي بدقة وسرعة شديدة لا تتجاوز جزءًا من الثانية.
إلى أين يتجه الذكاء الاصطناعي؟
تسعى تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى إمداد الأنظمة الأمنية في المدينة أو الدولة بالبيانات والتحليلات الكافية، من أجل اكتشاف أي سلوك عدواني، مثل أعمال التخريب والعنف، والكشف المبكر عن الحرائق قبل حدوثها أو أثناء حدوثها، ما يساعد رجال الأمن في التدخل في الوقت المناسب لمنع حدوث مأساة، وتقليل العواقب السلبية.
اقرأ أيضًا: كيف تضمن مجالات الذكاء الاصطناعي الحرية المالية للشباب؟
ما هو جديد في مجال الذكاء الاصطناعي يكمن من خلال البحث عن الأشخاص دون الاعتماد على القياسات الحيوية للواجهة، وهذا يعني أن النظام سيكتشف الشخص محل الاهتمام حتى لو لم يكن يواجه الكاميرا، وإذا كان وجهه مخفيا تحت قناع أو غطاء للرأس. ولذلك نجد إقبالًا على استخدام هذا النوع من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات المراقبة الأمنية في المطارات، والجامعات، والأماكن العامة، والمواقع السياحية الحيوية.
دمج الذكاء الاصطناعي مع كاميرات المراقبة
وحسب تقرير في موقع سكيلا Scylla، تصدر كاميرات المراقبة ما بين 100% و150% من الإنذارات الخاطئة لكل كاميرا يوميًا، وهو عبء كبير على المواقع التي تحتوي على المئات من كاميرات المراقبة وآلاف الزوار. وإذا تم كشف أي اختراق، يرسل الموظفون المسؤولون الإنذار إلى وحدة للأمن لاتخاذ الإجراء المباشر.
اقرأ أيضًا: احذروا تطبيق الذكاء الاصطناعي «لينسا»
أما في حالة دمج الذكاء الاصطناعي مع كاميرات المراقبة، يمكن إنشاء نظام تكنولوجي متطور، يستطيع اتخاذ القرار بصورة تلقائية ومباشرة في أجزاء من الثانية. وعلى سبيل المثال يمكن ربط نظام الذكاء الاصطناعي بنظام آخر، يستطيع إقفال خزائن المصارف بصورة مباشرة ومحكمة في حال تعرضت لأي خطر. حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي الكشف عن المخاطر دون اللجوء إلى بشر، كما يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدارس والكليات، لإغلاق الفصول الدراسية تلقائيًا في حالة اكتشاف متسلل أو مسلح.
في النهاية يمكن أيضا لعالم الأعمال الاستفادة من دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة المراقبة، لاكتشاف سلوكيات الناس على المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى في الأماكن التجارية العامة، ليتم في وقت لاحق إرسال هذه البيانات إلى الشركات المعنية لاتخاذ قرارات تحسين المبيعات والأرباح. وعلى سبيل المثال، يمكن وضع هذا النوع من الكاميرات لتحليل سلوكيات البشر باختلاف أعمارهم وأجناسهم، أمام سلعة جديدة في محال للتجزئة.