أصدر كل من إيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، قرارات تنص على تسريح الموظفين في شركاتهم، بأعداد تصل إلى آلاف الموظفين في الفترة الأخيرة، حتى أصبحت تصريحاتهم وسياساتهم الإدارية محط أنظار الجميع. فما هو الفرق بين السلوك الإداري لكل من إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ؟
مارك زوكربيرغ ونار التوسع اللامحدودة
عُرف مارك زوكربيرغ من خلال نجاحة في تأسيس شركة فيسبوك التي تحولت إلى منصة ميتا، وصار من خلالها يدير شركات أخرى مثل: إنستغرام، واتساب. كما عُرف زوكيربورغ بنجاحه في تطوير أعماله ومشاريعه، ولكن في هذه الفترة الراهنة، أعلن عن تسريح الموظفين في شركة ميتا بأعداد كبيرة، في ظل التعثرات المالية التي تواجهها الشركة مؤخرًا، فهل كان مارك على صواب؟
بصفته رائد أعمال مغامر، يُعتبر قرار مارك زوكربيرغ منطقي بعد أن فشل مسعاه التوسعي في استقطاب أعداد كبيرة من المستخدمين إلى العالم الافتراضي. و أعلن زوكربيرغ أنه أخطأ في تقدير توقعاته عندما بالغ في عدد المستخدمين المتوقعين. أحد أهم مبادئ إدارة المشاريع الريادية والناشئة، هو اتباع خطوات مدروسة تعتمد على خطة عمل واضحة تقلل الخسائر المالية قدر الإمكان.
اقرأ أيضًا: خسائر مارك زوكربيرغ مستمرة.. وفيسبوك تبدأ تسريح الموظفين
ولم يستغل مارك زوكربيرغ أية وسيلة تواصل يملكها للدفاع عن قراره مثل أي رائد أعمال يحاول النجاح في مشروعه. وفي حال الفشل سيضطر إلى تخفيض تكاليفه الثابتة وعلى رأسها أجور الموظفين. أما في حال نجح فسيعمل على توظيف المزيد. أما الخطأ الأساسي الذي وقع به مارك زوكربيرغ فهو سوء تقديره لعائدات مشروع ميتا، الأمر الذي يعاني منه الكثير من رواد الأعمال عند وضع النتائج.
إيلون ماسك وجنون النجاح المطلق
كل من يتابع إيلون ماسك، يعلم أنه شخص ديناميكي ومشاكس، نجح في توسيع أعماله ويسعى لتصليت الضوء عليه عبر تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة عبر منصة توتير التي استطاع شرائها وضمها إلى ممتلكاته مؤخرًا.
ولم يكتفِ إيلون ماسك عند هذا الحد، بل صرح من اليوم الأول لاستحواذه على تويتر بأنه عازم على تسريح الموظفين في تويتر بأعداد كبيرة، وبدأ بتغيير الطاقم الإداري للشركة.
وأكد إيلون ماسك أن الموظفين في تويتر لديهم ساعات محددة للقيام بما طُلب منهم، وإلا سينهي تعاقدهم مع الشركة، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى تقديم استقالته، وأثار سخط واحتجاج البعض الآخر، واتجه بعضهم لمقاضاة إيلون ماسك، فهل أخطأ ايلون ماسك بهذا التهديد وبهذه الطريقة التحفيزية؟
أخطاء إيلون ماسك الإدارية
أمام كل مدير طريقتين أساسيتين لتحفيز الموظفين. السياسة الأولى قائمة على مبدأ التحفيز الإيجابي حيث يشجع المدير فريق عملة بصورة إيجابية باستخدام المحفزات، مثل: زيادة الدخل أو الترقية. أما السياسة الثانية فهي قائمة على التخويف، حيث يستخدم المدير مبادئ العقاب، والتهديد بالطرد من العمل، لتحفيز الموظفين، وهذا ما استخدمه إيلون ماسك بالتحديد.
اقرأ أيضًا: بعد إفلاس سام بانكمان.. إيلون ماسك يهاجمه: شخص كاذب!
أما الخطأ الثاني الذي وقع به إيلون ماسك فهو نقل مشاكل الشركة الداخلية للعلن، من خلال حواره مع أحد الموظفين على شبكة تويتر. إن أحد أهم مبادئ العمل الاداري هو الحوار البناء والمغلق بين الموظفين بهدف تحديد المشاكل، واقتراح الحلول ومن ثم وضع خطة عمل لتحقيق الأهداف، وهذا ما لم يفعله إيلون ماسك مع موظفي توتير.
تسريح الموظفين والسياسة الإدارية الفعالة
إن عملية تسريح الموظفين هي آخر ما يجب أن يلجأ إليه المدراء في حال تم استنفاد المساعي الإيجابية في الشركة، لأن الموارد البشرية هي أغلى ما تملكه الشركة. ويجب أن يلجأ المدراء في الشركات إلى اعتماد سياسة الحوار البناء، والتحفيز الإيجابي مع الموظفين لتحقيق أهداف الشركة بسرعة وفعالية. كما يجب على رواد الأعمال والمدراء دراسة مشاريعهم بدقة وتأنٍ، لأن مستقبلهم، ومستقبل الشركة، والموظفين على المحك.